نَفْسي ونَشْري تَوأمٌ بِشَبابِهِ
والنّشْرُ عندي طائِرٌ بِسَحابِهِ !
طَيري بِسِفْرِ مَحبَّةٍ في آلِهِ
والآلُ عندي في تمامِ كتابِهِ !
خَطْوي وأدري في مَحَطِّ رحالِهِ
عَقْلي وأدري في ضميرِ لُبابِهِ !
كفِّي وأدري ما يَخُطُ بِحَرْفِهِ
حَرْفي وأدري ما يقولُ بِنابِه ِ !
نابي وأدري ما يدورُ بِقَضْمِهِ
فالقضْمُ عندي بالحلالِ بِبابِهِ !
وأصابِعي تَهْفو تُسَبِّحُ دائِماً
تَرْجو النّوالَ لِإثْرَةٍ بِعُجابِهِ !
نفسي وأدري ما يَدورُ بِخُلْدِها
تهوى الكرائِمَ طاعةً لِجنابِهِ !
روَّضْتُها بِلبيبِ عَقْلٍ مائِزٍ
حتى فِرارِ مُشيْطَنٍ بِغُرابِهِ !
رأسي وأدري ما يجولُ بِفِكْرِهِ
فجيبنُ وجْهي في السُّجودِ بِغابِهِ !
وجوارحي تأبى الخضوعَ لِغيرِهِ
وخُضوعُ كُلّي ماثِلٌ بِرِحابِهِ !
اسْمي ، فَفيهِ تَعَبُّدٌ في رِزْقِهِ
والرّزْقُ عندي مِنْ يسيرِ حِسابِهِ !
شُغْلي ، وأبْدو عامِلاً مُتمسِّكاً
بالخيرِ أسْعى في طريقِ صَوابِهِ !
أصْلي وَيَرْجعُ في الجذورِ لِعِصْمَةٍ
كانتْ وما زالتْ بِجَنْبِ قُبابِهِ !
وأنا بِجُهْدٍ دائِمٍ في صِدْقِهِ
فَلَعَلَّ جُهدي كاملٌ بِنِصابِهِ !
والعِلْمُ عندي عن خليفٍ زائِلٍ
أنَّ الحياةَ قصيرَةٌ بِكِتابِهِ !
والخُلْدُ بعْدَ مَسيرَةٍ في حَشْرِهِ
والظنُّ عندي باليقينِ لِبابِهِ !