المدرسة الزينية في الحلة do.php?img=9982
د. عبد الرضا عوض
المدرسة الزينية من مدارس الحوزة العلمية ايام ازدهارها الفكري في الحلة(562-951هـ) كان موقعها ضمن محلة الجامعين في حارة العنيبية وتطل على حافة شط الحلة مباشرة وفق وقفيتها، ووجدت وقفيتها باسم - المدرسة النبوية: وكانت موجودة في العام1178هـ/1763م، ومسجلة في سجلات الطابو بأنها ملك وقفي، وبقي منها مسجد يطلق عليه مسجد محمد الباقر (ع) أو مسجد (ابو الدرجات) على جهة الزقاق وبعض من مساحتها حسينية الشافيني الحالية ، ويذكر ان تسميتها نسبة الى زين الدين علي بن الحسن بن الخازن الحائري الذي كان معاصراً لنظام الدين علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي، وضياء الدين علي بن الشهيد الأول محمّد بن مكي العاملي ،وورد ان الشيخ أحمد بن محمد الشريف الديلمي نسخ سنة 885هـ/ 1480م في المدرسة الزينية كتاب (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي .والمدرسة الزينية غير المدرسة الزينبية ، وذكر صاحب الطبقات أن : " ابن نفيع الحلَّي كان من علماء المدرسة الزينية بالحلَّة ، ومن أساتذتها جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الأسدي (ت841ه‍/1437م) الذي انتقل إلى كربلاء ، وأسس حوزتها العلمية ، وتوفي هناك.وقال الحبلرودي : ((إني لما عزمت على زيارة الأربعين في سنة 839ه/1437م ووصلت إلى المدرسة الزينية مجمع العلماء والفضلاء بالحلة السيفية الفيحاء معدن الأتقياء والصلحاء)) ،ومن طلبتها العلامة علي الشافيني الذي توفي ودفن في باحة المدرسة الزينية.
أهملت المدرسة وزحف عليها التجاوز من قبل السكان المجاورين واقتطع منها طريق الكورنيش حتى لم يبق منها الا الجزء اليسير حتى ان تسمية (مدرسة) غابت واصبح مكانها (مرقد العلامة الشافيني) ، وأصبح المكان مكباً للنفايات وكاد المرقد أن يندرس لكثرة الأنقاض والأوساخ التي حوله فجلب هذا المنظر أحدى نساء المحلة (أميرة عبد الرضا الخزاعي) وقررت أعادة بنائه فتقدمت بطلب الى مديرية بلدية الحلة سنة 1995م وحصلت على الموافقات اللازمة لبناء المرقد مجدداً. واستعانت بالمهندس طارق عوض لصب الأسس ، ثم غابت أخبارها إذ أنها علمت بملاحقتها من قبل رجال السلطة أيام صدام فغادرت العراق،فجاء دور المحسن المرحوم هادي الصاحب النعيمي الذي أكمل البناء على نفقته الخاصة وذكر لي المرحوم هادي الصاحب: أن الذي أنبهني إلى أكمال البناء هو(حسوني الدرهومة)، وتم استدعائي إلى دائرة أمن السلطة في عهد صدام وسارت الامور بحمد الله ، وبعد أكمال البناء كان لا بد من شراء قطعة الأرض الفاصلة بين المرقد والشارع العام فأكملت مشواري بدفع ثمن القطعة وتسجيلها باسم دائرة الأوقاف لتصبح المساحة الكلية بحدود(1400) م2 تقريباً..
وقال الشاعر المرحوم السيد محمد علي النجار مؤرخاً العمارة:

(سمَت قبةٌ قد شادها نـجل(صاحب)*** ليلقــــى بهـــــــا من رّبه أفضل الزادِ)
(ولم يفتــــــــــخر فيما اتى من مآثر*** وقال لنا عنــــــــــــــها مقالة زهّـــــادِ)
(فقد بدأت في الجهد قبلي "أميرة" *** وماليَّ فضــــــــــل إنما الفضل للبادي)

بدأ الوقف الشيعي باستعادة قسم من ارض المدرسة بشرائها من ساكنيها، عسى ان تعاد التسمية الأصلية الى هذا المكان..!