اليهود حتى غزو آشور وبابل do.php?img=9989


اليهود حتى غزو آشور وبابل 22.gif


اليهود من البداية حتى غزو آشور وبابل :
اليهود حتى غزو آشور وبابل do.php?img=9991
الجماعات اليهوديّة في العهد القديم (538/2000) قبل الميلاد: تبدأ مقولات الدعوة الصهيونيّة بأن "أرض إسرائيل" هي مهد الشعب اليهوديّ , فـ فيها لعب الشعب اليهوديّ دوراً بارزاً في تاريخه الطويل , وتم تدوين الألف الأول من هذا التاريخ في الكتاب المُقدّس (التوراة , أو العهد القديم) Old Testament كما يقول المسيحيّون , أو (تناخ) كما يقول اليهود , وخلال مئات السنين , حتىَ عندما إضطرّت أغلبيّته إلىَ "الجلاء" عنه , فيما عرف بـ "الشتات" Diaspora , أو التشتت , في كل أنحاء العالم , فـ طبقاً لـ الرواية الصهيونيّة , لم ينس الشعب اليهوديّ , ولم يقطع صلاته , خلال سنوات الشتات الطويلة , رابطته الوثيقة بـ أرضه.
- عصر الآباء الاوائل: إن تاريخ الشعب اليهوديّ , وطبقا لأسفار العهد القديم , يبدأ قبل أربعة آلاف سنة – أي حوالي 2000 قبل الميلاد – مع ميلاد (إبراهيم الخليل) , وولده (إسحاق) , وحفيده (يعقوب) عليهم السلام , وفي القرون الأولى لهذا التاريخ , غلبت الحياة البدويّة الترحاليّة على الشعب اليهوديّ , كما ورد وصفها في "سفر التكوين" من الكتاب المُقدّس , الذي يشير إلى كيفيّة دعوة (إبراهيم عليه السلام) , ليكون المؤسس لشعب جديد , في أرض جديدة , وكيف حمل (إبراهيم عليه السلام) مشعل العقيدة الجديدة , ويُلاحظ هُنا أن الرواية التاريخيّة تتجاهل إبنه (إسماعيل عليه السلام) تماماً , بالإضافة إلى أبنائه من السيدة (قاطورة الكنعانيّة).
وعندما حلّ القحط في أنحاء البلاد , إرتحل (يعقوب) – أي إسرائيل عليه السلام – وأبناءه الاثنا عشر (الأسباط) وعائلاتهم إلى أرض (مصر) , أو كما تُسمّيها الرواية اليهوديّة (أرض جوشن) , كما جاء بـ أسفار العهد القديم , حيث إقامة أخيهم (يوسف عليه السلام) , ومكانته العالية في (مصر) , واستقّروا في شرق دلتا النيل , ولكن حُكّام مصر الأصليّين بعد طردهم لـ (الهكسوس) , قهروا (بني إسرائيل) , وإستعبدوهم , وإضطّروهم إلى القيام بـ أعمال شاقّة , لتعاونهم مع (الهكسوس) وقت غزوهم لـ أرض (مصر).
تقول الرواية التوراتيّة في سفر الخروج , إنّه بعد 400 سنة من العبوديّة في مصر – أي بين القرنين الثالث عشر , والثاني عشر قبل الميلاد – بعث الله في بني إسرائيل نبيّاً , وهو (موسىَ عليه السلام) , الذي إختاره الله لـ إنقاذ الشعب الإسرائيليّ من العبوديّة , والعودة به إلىَ أرض إسرائيل (إيرتز إسرائيل) , التي وعد الله بها آباءه , وخلال رحلة العودة , تاهوا في الأرض , وهاموا على وجوههم تجوالاً وترحالاً أربعين سنة , هي سنوات التيه في صحراء سيناء , وفي أثناءها , نزلت على (موسى عليه السلام) كلمات الله "التوراة" , بما فيها (الوصايا العشر) , أو (شريعة موسىَ) , التي أصبحت دستوراً لـ بني إسرائيل , وكوّنت قيمهم وصاغتها.
وخلال القرنين التاليين بعد خروجهم من (مصر) , ودخولهم (أرض إسرائيل) , كانوا قد نسوا حياة البداوة والترحال , وأصبحوا مزارعين يحرثون الأرض , وحرفيّين يصنعون , ومعماريّين في البناء , ويبيعون ويشترون , وهو ما كانوا قد تعلّموه في (مصر) , وعلى الرغم من أن القرنين التاليّين لـ الخروج من (مصر) , كانا سنوات سلام نسبيّ , إلّا أنّه حدثت فترات صراع قصيرة بين الحين والآخر , خاضها الشعب اليهوديّ بـ إسم "القضاة" , الذين بلغوا مراكزهم تلك بفضل حكمتهم , ومهاراتهم السياسيّة والحربيّة , إلى جانب قدرتهم على إشاعة الثقة بين أبناء الشعب , وقد تولّوا القيادة في أوقات الضرورة فقط لدحر العدوّ.
وتُعد الفترة من (1020 إلى 930) قبل الميلاد , هي العهد الذهبيّ في تاريخ بني إسرائيل القديم , الذين يطلقون عليه (عهد الملوك) , والذي بدأ بـ الملك (شاؤول) , والمعروف عند المُسلمين بـ إسم (طالوت) , والذي ورد ذكره في القرآن الكريم , والذي وحّد العشائر والقبائل , وأشاع بينها حدّاً أدنى من النظام والإستقرار , إلى أن جاء الملك (داود عليه السلام) (1004 – 965) قبل الميلاد.
أسّس (داود عليه السلام) (مملكة إسرائيل) كـ قوّة عُظمىَ في المنطقة , بعد تجريده لـ حملات عسكريّة ناجحة , إنتهت بدحر (الفلشتين) , التي تقول المصادر اليهوديّة إنّهم جاءوا من آسيا الصُغرىَ , وحصلوا على موطاً قدم على الساحل , وأغلب الظن أنّهم الذي أعطوا البلاد إسمها الآخر (فلسطين) , عقد الملك (داود عليه السلام) كذلك سلسلة من مُعاهدات الصداقة والتجارة مع الممالك المجاورة التي اعترفت بحكمه وسلطته , من الحدود المصريّة والبحر الأحمر وحتىَ ضفاف الفرات , وتذكر أيضاً المصادر اليهوديّة إلى الملك (داود النبي عليه السلام) تأسيس عاصمة جديدة لـ البلاد أسماها (يروشاليم) – أي بيت المقدس – وتوحيد قبائل (الأسباط الإثني عشر) في مملكة واحدة , وتضفي التقاليد التوراتيّة على الملك (داود عليه السلام) ميزات وسجايا عديدة , بما فيها الشجاعة المنقطعة النظير , والذكاء الحاد , والموهبة الشعريّة , والتراتيل الرقيقة , والتي تجلّت فيما عُرف بـ إسم (مزامير داود).
تولى (سُليمان عليه السلام) المُلك بعد أبيه , وحكم مدة طويلة (965 – 930) قبل الميلاد , ووجّه معظم طاقاته لتقوية ودعم المملكة , وعقد معاهدات عديدة مع ملوك الدول المجاورة , ثم دعمها سياسيّاً بـ المصاهرة , الأمر الذي وفّر الهدوء والسلام داخل المملكة , وجعلها إحدى القوى الإقليميّة الكُبرىَ في المنطقة , وأقام بلاطاً ملكيّاً فخماً , وشيّد هيكلاً , عُرف منذ ذلك الوقت بـ إسم (هيكل سليمان) في (يروشاليم) – القدس – ينسب الكتاب المُقدّس إلى الملك (سليمان عليه السلام) "سفر الأمثال" , "سفر نشيد الإنشاد".
بعد وفاة (سُليمان عليه السلام) , إنقسمت المملكة , وساد السخط وتطوّر إلى تمرد سافر , ثم إلى إنفصال الجزء الشماليّ من المملكة , الذي إتّخذ إسم (إسرائيل) , عن الجزء الجنوبيّ , الذي أطلق عليه (مملكة يهودا) , وكانت عاصمتها (يورشاليم) – القُدس – لـ حوالي (350) سنة , وقد حكم كلاً منهما نحو 20 ملكاً , إلى أن أدىَ توسع الإمبراطوريّات الكُبرىَ المجاورة , وخاصّة (الآشوريّين) و (البابليّين) , إلى احتواء (الآشوريّين) لـ (إسرائيل) أولاً (722) قبل الميلاد , وبعد ذلك بحوالي مائة عام , إحتلّت (إمبراطوريّة بابل) (مملكة يهودا) , وهدمت (هيكل سليمان) (586) قبل الميلاد , وأجلت مُعظم سُكّانها , وبذلك إنتهت أول دولة يهوديّة , بل أول مجتمع يهوديّ في (فلسطين الحبيبة) , وأجبرت الأغلبيّة العُظمىَ من السُكّان على النزوح بعيداً إلى (أرض بابل) , والسكني ضفاف نهريّ دجلة والفرات , كانت هذه بداية الشتات اليهوديّ , وكان هؤلاء اليهود اللاجئون , أو المشتّتون يتعاهدون على اللقاء في السنة التالية , في (يورشاليم) – القُدس – ونسجوا حول (هيكل سليمان) , ويروشاليم , القصص والأساطير والأغاني والأمثال , ومن ذلك دعاؤهم المعروف: ( إن نسيتك يا يورشاليم أنسى يميني , ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك أو إن لم أفضلك على أعظم مباهج حياتي).
اليهود حتى غزو آشور وبابل do.php?img=9990

— المراجع:
- كتاب الاعجاز التاريخي في مفهوم المسيح في القرآن العظيم.
- كتاب المفصل في تاريخ القدس.
- كتاب الحرب السامية ونهاية اسرائيل.
- تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرائيل وتاريخ اليهود في العصور القديمة.
- بعض النصوص من التوراة.
- بعض النصوص البابلية والآشورية.

.....................

منقووووول