شيء عن الصرائف في الحلة do.php?img=10509
د. عبد الرضا عوض
أن أحياء الصرائف التي أخذت بالتكوّن والظهور في اربعينيات القرن الماضي، وتحديداً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وفي وقتها لم يكن وجودها أو ظهورها يستدعي الخوف أو الحذر، فضلاً عن ان مدينة الحلة قادرة على استيعابهم لقلة نفوسها التي لا تزيد عن(55) ألف نسمة آنذاك وبذلك فهي بحاجة إلى الأيدي العاملة الوفيرة والرخيصة، وعليه لم يكن وجودها آنذاك يمثل مشكلة. وعلى هذا الأساس كان من الطبيعي جداً ان لا نجد موقفاً معيناً من لدن المجلس البلدي أو ديوان المتصرفية من سكان الصرائف ، والصريفة تقوم من سعف النخيل وتغطى(السقف) بواسطة(الباريه) وفي احسن الاحوال يضع فوقها الطين.
لكن مشكلة اخرى قد حدثت وهي تعد من أبرز المشاكل الاقتصادية الحديثة التي لم يكن لها أثر في الماضي القريب، هو موضوع هجرة الفلاحين وتركهم الزراعة، وما ترتب على هذه التجمعات العشوائية داخل المدينة، وظهرت اصوات بلزوم ارجاعهم الى الريف لكن الصوت الأقوى ظهر من بين الأحزاب الوطنية بدعواهم أن هؤلاء عراقيون والعراق وطنهم، فلا يجوز القول لهم ارحلوا من هنا وعودوا إلى دياركم، فهم أحرار ولا يمكن الضغط عليهم. وفي وسط هذا التناقض زادت الهجرة واضطرا العمال للسكن في صرائف لا تتوفر فيها الشروط الصحية.وكانت الصراىف منتشرة في بغداد ( الشاكرية وشطيط والعاصمة) وغيرها.
كان من اولويات مهام ثورة 14 تموز 1958م بحثت إمكانية تخصيص قطعة أرض في كل مدينة بالعراق لإنشاء دور بسيطة تتوفر فيها الشروط الصحية لغرض إسكان أهل الصرائف بصورة دائمة وتخليصهم مما هم عليه الآن من محنة وألم فكانت مدن(الثورة) فكانت الرؤيا : إن وضع هؤلاء أصبح ما يطلق عليه وضع الفقراء، وهم محتاجون إلى ملاجئ يسكنون فيها ليتخلصوا من هذه الأكواخ المعرضة للكوارث وبغض النظر عن فقرهم وبؤسهم". فقد طرح أن تقوم الحكومة بمساعدتهم في بناء المساكن لهم، وتمليكه إياهم بدون مقابل وبذلك فعلت الحكومة حسناً وأسدت جميلاً".
وقد ادركنا في الحلة الصرائف المنتشرة والتي تركزت في مناطق داخل المدينة كالآتي :

- في بستان الكلش ضمن محلة الابراهيميةوفيها بحدود (200)كوخ.
- في أرض متنزه الشعب الحالي ، وكان فيها بحدود(300) كوخ.
- في ارض حي مصطفى راغب وهي الأكثر اكواخاً كان فيها بحدود (600)كوخ، هذه الأكواخ والصرائف شب بها حريق بُعيد قيام ثورة تموز 1958.
- في ارض النزيزة ضمن محلة كريطعة بالجانب الصغير، هناك أكواخ بعدد(100) كوخ.
- تجمعات صرائف قرب معملي الطابوق اللذان كانا قرب مركز المدينة (معمل اسطة جابر بالقرب من الثورة) و(معمل بيت مرجان ضمن حي الزهراء الحالي).
بجد ومثابرة سعى متصرف الحلة آنذاك باقر الدجيلي ثم أكمل الخطى خلفه خيري الحافظ فتم ترحيل اصحاب الصرائف من الاماكن اعلاه الى مدينة الثورة الحالية بعد توزيع سندات التمليك لهم...