بقلم الباحث الجشعمي ال ثويني
محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الطالبي الأمير ,ولد بالمدينة سنة 100 هـ ،يكنى أبا عبد الله ووقيل : أبا القاسم، أمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الاسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى بن قصي.

حليته وثورته
كان جم الفضائل كثير المناقب ،ذا همة سامية ،وسطوة عالية، وشجاعة باهرة، وكان كثير الصوم والصلاة ،شديد القوة ،كان رجلاً شديد السمرة في وجهه الجدري ضخماً, في لسانه تمتمة, بين كتفيه خال أسود كالبيضة، كان أفضل أهل بيته ويسمونه المهدي ،وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية ،وكان يرى رأي الاعتزال, نهاية في العلم والزهد وقوة البدن، وكان هو وأخوه إبراهيم يلزمان البادية ويحبان الخلوة، ولايأتيان الخلفاء ولاالولاة. قال ابن حجر في التهذيب : روى عن أبيه، وأبي الزناد، ونافع مولى ابن عمر وزاد ابن كثير في البداية : عن الأعرج، عن أبي هريرة، في كيفية الهوي إلى السجود، وقال : وحدث عنه جماعة.

وقال البخاري في الكبير : لايتابع عليه، ولاأدري سمع من ابي الزناد أم لا !

قلت : محمد بن عبد الله بن الحسن : جليل من أتباع التابعين، ثقة قليل الحديث عده ابن سعد في الخامسة، وابن حجر في السابعة، ووثقه النسائي وابن حبان وابن حجر، وأحمد شاكر، وأخرج حديثة أحمد (8955)، والدارمي (1360),والدارقطني (1304، 1305)، والطحاوي (182)، وأبي داود (840، 841)، والترمذي (268)، والنسائي في الكبرى (682)، والبغوي (644) والبيهقي في الكبرى (2465، 2466) ؛ وأما قول البخاري لايتابع عليه ولاأدري سمع من ابي الزناد أم لا، فتعقبه شاكر في المحلى بقوله : هذا إسناد صحيح، محمد بن عبد الله بن الحسن هو النفس الزكية وهو ثقه، وقد أعل البخاري الحديث بأنه لايدري هل سمع محمد من أبي الزناد أو لا، وهذه ليست علة، وشرط البخاري معروف لم يتابعه عليه أحد، وأبو الزناد مات سنة 130بالمدينة، ومحمد مدني أيضاً غلب على المدينة ثم قتل في سنة 145هـ، وعمره 53سنة، فقد ادرك أبا الزناد طويلاً، وأيد شعيب شاكر تعقبه بقوله : كذا قال مع أن سماعه منه محتمل جداً فهو مدني وأبو الزناد مدني وقد تعاصرا ما يزيد على أربعين عاماً ؛ وزاد حسين أسد في حاشية مسند أبي يعلى : وأما قول البخاري : ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا ؟ فهي غير مفيدة للجرح أيضاً فقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : حدث عن نافع، وأبي الزناد، والذهبي من الرجال المعروفين بالتقصي، وقول البخاري شك لايذهب به يقين.

ولما بويع لبني العباس ،إختفى محمد وأخيه إبراهيم مدة خلافة السفاح، فلما صارت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور خاف محمد بن عبد الله بن الحسن وأخوه إبراهيم منه خوفا شديدا; وذلك لأنه توهم منهما أن يخرجا عليه، والذي خاف منه وقع فيه، ولما خافاه ذهبا منه هربا في البلاد الشاسعة، فصارا إلى اليمن، ثم سارا إلى الهند، ثم تحولا إلى المدينة فاختفيا بها ,ثم خرجا عليه من سويقة المدينة (سويقة الثائرة) ،وجد المنصور في طلبهما، فخرج أخوه إبراهيم إلى البصرة ،وقتل بباخمرا قر ية الكوفة, اما محمد النفس الزكية ،خرج بالمدينة فندب لحربه المنصور ابن عمه عيسى بن موسى بن محمد العباسي ،قأفبل عيسى حتى أناخ على المدينة، وكتب إلى كبراء اهلها يستميلهم ويمنيهم، فتفرق عن النفس الزكيه الكثير وبقى معه القليل ،وكان الإمامان أبوحنيفة ومالك من انصار ه.

مقتله
خرج محمد النفس الزكية ومن معة فقاتلوا قتالاً شديداً، حتى قتل عند أحجار الزيت موضع قرب المدينة على يد جيوش أبي جعفر المنصور، واحتزوا رأسه ،وكان مقتله يوم الأثنين بعد العصر ،لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 145 هـ ،وقبر بالبقيع، قلت :وأختلف في عمره عند مقتله فقال جماعة ثلاث وخمسين، وقال اخرون خمس واربعين، والصحيح أنه قتل وعمره خمس وأربعين سنة.
اعقابه
وأعقب محمد النفس الزكية ثمانية رجال, وخمس بنات، أما الرجال فهم : القاسم بن النفس الزكية وهو الأكبر ومن عقبه ملوك المغربالسعديون والعلويون (الفيلاليون)، وعبد الله الأشتر وبه يكنى لهوأعقاب في بلاد فارس والهند، وعلي، والحسن وقال بعضهم الحسين ،والطاهر,,وإبراهيم ووأحمد قيل له عقب، ويحيى.

قلت : وكنت قد وقفت على مقبرة قديمة عند جبل طرف حزره، وهي قرية من قرى المدينة قرب سويقة الثائرة، بها قبور كثيرة, منها قبرين عليهما شاهدين، مكتوب على احدهما : محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والاخر ابن للأول إلا أني لم أستطع قراءة اسمه، فظهر لي ان هناك ابن للنفس الزكية أسمة محمد لم تذكره كتب النسب، والله العالم.

أما البنات فهن : فاطمة ،وزينب، وزاد العمري : أم كلثوم ،وأم سلمة، وأم علي.