(دونلْدُ) يَمْشي في الحياةِ بِسيفِهِ
ويَظنُّ أنَّ أمورَها في كفِّهِ !
فالحالُ فيهِ تَطوُّرٌ وصِناعَةٌ
فيها العُلومُ بِفَنِّهِ وبِعَزْفِهِ !
والموتُ فيها قاتِلٌ مُتَصيِّدٌ
بَلَدُ الفقيرِ بِحَربِهِ وبِقَصْفِهِ !
نَسِيَ الّذينَ تَفَرْعَنوا مِنْ قَبْلِهِ
كيفَ المآلُ بِحالِهِمْ في خَسْفِهِ !
فاللهُ يُمْهِلُ في الطُّغاةِ لَعَلَّهُمْ
يُبْدونَ مَيْلاً صادِقاً في صَفِّهِ !
أو مِثْلُ آيٍ في الحكيمِ بِقَولِهِ
سَيَجيءُ يومٌ لِلطُغاةِ بِقَذْفِهِ !
إذْ يُحْسَبونَ بِأنَّهُمْ في خَيْرِها
واللهُ يُمْلي للسّفيهِ بِجَرْفِهِ !
والمَهْلُ مِنْ عِنْدِ الإلهِ لِحِكْمَةٍ
فيها يُغَرْبَلُ مُؤمِنٌ في حَرْفِهِ !
هل في التّصَبُّرِ ثابِتٌ بِعَقيدَةٍ
فيها الإلهُ بِبَرْدِهِ وبِصَيْفِهِ !
حتى وإنْ أدّى الثّباتَ لِمَقْتَلٍ
مثْلَ الحُسينِ وصَحْبِهِ في طَفِّهِ !
واليومَ يَبْدو فاسِداً مُتَفَرْعِناً
بِطُبولِ حَرْبٍ راقِصاً في كَتْفِهِ !
وَطُبولُ حَرْبٍ في الخَفاءِ لِطُغْمَةٍ
مِنْها البلاءُ لِمُدْقَعٍ في نَزْفِهِ !
فَمُخَطَّطٌ يَمْشي علينا مِنْهُمو
فيهِ الفَسادُ لِدينِنا ولِحَتْفِهِ !
ومُصيبَتي أنَّ العُقولَ بِبَعْضِنا
لا تَرْتَقي لِمُحَمَّدٍ ولِعُرْفِهِ !
رَضِيَتْ تكونُ مَطيَّةً لِمناهِجٍ
فيها الفَسادُ لِجَعْلِها في جُوفِهِ !
تَلْهو وتَصْفِرُ في الزَّعيقِ وفوقَها
تمشي بِهَدْمٍ في البلادِ وجُرْفِهِ !
والحالُ يَمْشي لِلرَديءِ بِوَجْهِهِ
فَبحالِنا يَبْدو الكثيرُ بِضَعْفِهِ !
إلاّ قليلاً في الثّباتِ بِنَهْجِهِمْ
كانوا الثُّقاتَ لِطاهِرٍ وبِحِلْفِهِ !