السيد عليّ العُرَيضيّ ابن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام
مَن هوَ العُرَيضيّ ؟
هو السيّد عليّ بن الإمام جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ السجّاد بن الإمام الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، الهاشميّ العلويّ، المعروف فيما بعد بـ ( العُرَيضيّ والمكنّى بـ ( أبي الحسين) وعقبه من ثلاثة رجال: محمّد الأكبر، وأحمد الشعرانيّ، والحسن
عقيدته
عُرِف السيّد علي العريضي بملازمته الشديدة لأخيه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام، حتّى أنّه سافر معه في أربع عُمَرٍ إلى مكّة بعياله وأهله ولَمّا استُشهِد الإمامُ الكاظم صدّق إمامة ابن أخيه عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، ومِن بعده إمامة ولده محمّد الجواد سلام الله عليه، فقد نقل عنه زكريّا بن يحيى البصريّ أنّه قال في حديث طويل له: لقد نصر اللهُ أبا الحسن الرضا عليه السّلام لمّا بغى عليه إخوته وعمومته.. ( وذكر حديثاً، حتّى انتهى إلى قوله: )
فقمتُ وقبضتُ على يد أبي جعفر محمّد ( الجواد ) بن علي الرضا عليه السّلام وقلت: أشهدُ أنّك إمامي عند الله. فبكى الرضا عليه السّلام ثمّ قال: يا عمّ، ألم تسمع أبي ( أي الكاظم عليه السّلام ) وهو يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: بأبي ابنَ خِيرة الإماء، النُّوبيّة الطيّبة، يكون مِن ولده الطريدُ الشريد، الموتور بأبيه وجدّه، وصاحب الغَيبة، فيُقال: مات أو هلك، أو أيَّ وادٍ سلك ؟!
قال علي العُرَيضي: قلتُ: صدقتَ جُعِلتُ فداك
• وفي قوله بإمامة أبي جعفر الجواد عليه السّلام، وقول بعضٍ له: أنت في سِنّك وقَدْرك، وأبوك جعفر بن محمّد عليه السّلام، تقول هذا القول في هذا الغلام ؟! فأجاب المستنكِرَ عليه: ما أراك إلاّ شيطاناً!
ثمّ أخذ بلحيته ورفعها إلى السماء وقال: فما حيلتي إن كان الله رآه أهلاً لهذا ( أي لأمر الإمامة ولم يَرَ هذه الشيبةَ لهذا أهلاً ؟
• وعن الحسين بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام قال: كنت عند أبي جعفر ( الجواد ) عليه السّلام بالمدينة وعنده عليّ بن جعفر وأعرابيّ من أهل المدينة جالس، فقال لي الأعرابي: مَن هذا الفتى ؟ وأشار إلى أبي جعفر عليه السّلام، قلت: هذا وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: سبحان الله! رسول الله قد مات منذ مِئتَي سنة وكذا وكذا سنة، وهذا حَدَثٌ، كيف يكون هذا وصيَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟! قلت: هذا وصيّ عليّ بن موسى، وعليّ وصيّ موسى بن جعفر، وموسى وصيّ جعفر.. ( وهكذا عَدّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ).
قال: ودنا الطبيب ليقطع له العِرق، فقام عليّ بن جعفر فقال: يا سيّدي، تبدأ بي لتكون حِدّة الحديد فيّ قبلَك. قال: قلت: يُهنئك الله، هذا عمّ أبيه. قال: وقطع العِرْق، ثمّ أراد أبو جعفر النهوض، فقام عليّ بن جعفر فسوّى له نَعلَيه حتّى يلبسهما
• وعن محمّد بن الحسن بن عماد قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمّد عليه السّلام جالساً، وكنت أقَمتُ عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه ( يعني أبا الحسن موسى الكاظم عليه السّلام ) إذ دخل عليه أبو جعفر ( الجواد ) محمّد بن عليّ الرضا عليه السّلام المسجد ( مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله )، فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبّل يده وعظّمَه، فقال له أبو جعفر عليه السّلام: يا عمّ اجلِسْ رحمك الله، فقال: يا سيّدي، كيف أجلس وأنت قائم ؟!
فلمّا رجع عليّ بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابُه يوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل! فقال: اسكُتوا، إذا كان الله عزّوجلّ ( وقبض على لحيته ) لم يؤهّل هذه الشيبة، وأهّل هذا الفتى ووضَعَه حيث وضَعَه، أُنِكر فضلَه ؟! نعوذ بالله ممّا تقولون، بل أنا له عبد ( أي خادم مطيع ) روايته
لاعتقاده بإمامة موسى الكاظم عليه السّلام أوّلاً، وملازمته له ثانياً، وحبّ العلم والمعرفة ثالثاً.. روى السيّد عليّ بن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام عشرات، بل مئات المسائل الشرعيّة عنه، يأتي له بالأسئلة في مجالاتٍ شتّى ثمّ يدوّن عن لسانه الشريف أجوبته وينقلها إلى الناس ما جُمع اليوم كتاباً كبيراً تحت عنوان: مسائل عليّ بن جعفر، هذا فضلاً عمّا رواه عن أبيه الإمام جعفر الصادق عليه السّلام، ومِن ذلك قوله:
• سمعتُ أبي جعفرَ بنَ محمّد عليه السّلام يقول لجماعةٍ مِن خاصّته وأصحابه: استَوصُوا بموسى ابني خيراً؛ فإنّه أفضلُ وُلْدي ومَن أخلف بعدي، وهو القائم مقامي والحُجّة لله عزّوجلّ على كافّة خَلْقه مِن بعدي.
هذا وكان عليّ بن جعفر شديد التمسّك بأخيه موسى والانقطاع إليه، والتوفّر على أخذ معالم الدِّين منه
• وعن ابن فَضّال قال: سمعتُ عليَّ بن جعفر يقول:
كنت عند أخي موسى بن جعفر عليه السّلام، فكان واللهِ حُجّةً في الأرض بعد أبي، إذ طلع ابنه عليّ ( الرضا ) عليه السّلام، فقال لي: يا علي، هذا صاحبك، وهو منّي بمنزلتي مِن أبي، فثَبّتَك اللهُ على دِينه. فبكيتُ وقلت في نفسي: نعى ـ واللهِ ـ إليّ نفسَه! فقال: يا علي، لابدّ مِن أن تمضيَ مقاديرُ الله فيّ، ولي برسول الله أُسوةٌ وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام.
قال: وكان ذلك قبل أن يحمله هارون الرشيد في المرّة الثانية ( أي إلى السجن ) بثلاثة أيّام
• وممّا نقله أبو عبدالله بن جعفر الحِمْيرَيّ عنه من روايات:
أنّه قال: سألته ( أي سألت موسى بنَ جعفر ) عن المريض الذي لا يستطيع القعود والإيماء، كيف يصلّي وهو مصطجع ؟ فقال: يرفع مروحةً إلى وجهه ويضع جبينَه، ويكبّر هو.
وقال ( عليّ بن جعفر ) أيضاً: سألته عن صلاة الخوف ( أي في المعركة ) كيف هي ؟ فقال: يقوم الإمام فيصلّي ببعض أصحابه ركعة، ويقوم في الثانية ويقوم أصحابه فيصلّون الثانية ويخفّفون وينصرفون، ويأتي أصحابُهم الباقون فيصلّون معه الثانية، فإذا قعد في التشهّد قاموا فصلّوا الثانية لأنفسهم ثمّ يقعدون معه، ثمّ يسلّم وينصرفون معه
• كما نقل الذهبيّ أيضاً: عن عليّ بن جعفر قال: حدّثني أخي موسى عن أبيه، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه عن جدّه عليّ رضي الله تعالى عنه، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أخذ بيد الحسن والحسين عليهما السّلام فقال: مَن أحبّني وأحبّ

منقوووووووووووووووووول