هجرة قبائل الاكرع من القرعاء do.php?img=12058

بقلم : اثير شنان لوفي الحساني‏
كانت قوافل الحاج العراقي تنطلق من الكوفه والبصرة وبغداد عبر شمالي نجد باتجاه الحجاز وقد ذكر احد الباحثين ان مرور القوافل عبر حائل بدء مع بداية القرن الرابع عشر الهجري و أواخر القرن التاسع عشر الميلادي . غير ان الشواهد التاريخية تثبت خلاف ذلك حيث ذكر الرحالة جورج اوغست فالين الذي زار المنطقة عام ١٢٦١هج /١٨٤٥م ان الحاج العراقي يستخدم الطريق المار بحائل .. وكانت قوافل الحج العراقي تشتمل اضافة الى الحاج العراقي حجاج فارس ويبلغ طول طريقها الى المدينة المنورة ثم ال مكة حوالي ١٣٠٠كم معظمها في الصحراء وتوجد على جنبات الطريق ابار وقنوات تعنمد على المياه الجوفية وسدود تجتمع فيها مياه الامطار . ويسمى هذا الطريق (درب زبيدة) زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد .
وقد ارتبطت مسيرة قوافل الحاج العراقي بالسلطة السياسية في العراق ذلك ان تحركها يحتاج الى تمويل يتمثل في تقديم الاطعمة للحجاج ودفع الاموال للقبائل الواقعة على طريقهم لتأمين من يرشدهم ومن يحميهم من هجمات بعض القبائل .
كذلك قوافل الحاج العراقي لم تكن منتظمة والسبب في ذلك هو سؤ احوال العراق الداخلية الذي نجم عنه تسلط القبائل بكثرة على طريق هذه القوافل مما دفعها للانظمام الى قوافل الحاج الشامي وكانت مسيرة قوافل الحاج العراقي تتأثر بالاحداث الجارية في المنطقة ومن ذلك قيام الدولة الصفوية عام ١٠٣٢هج ١٦٢٣م بانتزاع العراق من الدولة العثمانية وتمكن العثمانيون من استعادة زمام السيطرة على العراق عام ١٠٤٨هج ١٦٣٨م وعينوا على العراق ولاة أقوياء يتصفون بالحزم من اجل التعامل مع هذا الخطر والحد منه .
وقد ذكر الرحالة المغاربي (عبدالله بن محمد العياشي) انه شاهد قوافل الحاج العراقي في موسم ١٠٧٣هج ١٦٦٢م وأكد ان هذه القوافل كانت تحت حماية السلطات العثمانية .... وان القوافل الفارسية المرافقه لها كانت تدفع الاموال لوالي البصرة لقاء حمايتها .
ولتكريس نفوذ سلطة الدولة العثمانية رفض السلطان العثماني احمد الثالث ١٧٣٠م طلب احد حكام فارس بارسال قافلة خاصة به مباشرة الى الحرمين الشريفين دون ان تلتحق بقوافل الحاج الشامي في دمشق
نتستنتج من هذا الرفض ان الدولة العثمانية قامت خلال هذه الفترة بتحويل طريق الحاج العراقي المار بحائل الى الشام وكانت قد سبقته فترة تولت فيها الدولة حماية القوافل بنفسها .
ان هذه الاجراءت قد افقرت القبائل الساكنة على هذا الطريق بشكل كبير ولقربها المكاني من السهل العراقي اندفعت هذه القبائل شمالا لتحط الرحال على ضفاف نهر الفرات ومايلية شرقا ثم التوغل في السهل العراقي وكان لها دور كبير في التغيير الديموغرافي وتفوق العنصر العربي في العراق وهذه القبائل كان سوادها الاعظم كان من قبيلة شمر وكانت الهجرة تحدث على نوعين اما على شكل بيوتات قليلة تلتحق بانسبائها على ضفاف الفرات او تحرك قبلي شمري كبير كما اورد ذلك الرحالة فالين
ففي عام ١٠٨٢هج ١٦٧١م اخذت قبائل شمر تهاجر من نجد الى العراق بشكل كبير كما جاء في كتاب دليل المملكة العراقية صفحة ١٢٨
ولو تأملنا هذا التاريخ سنجده حدث في الفترة الاي اتخذت فيها الدولة العثمانية الاجرآءت الحازمة بشأن طريق الحاج العراقي وانتهى بتحويله لجهة الشام والذي ادى الى افقار القبائل الماسكة لهذا الطريق وخاصة قبيلة شمر وبطبيعة الحال سيكون اكثر المتضررين البيوتات التي كانت تسكن القرعاء الواقعة بشكل مباشر على الطريق مما يلي واقصة ولكونها قليلة الزرع نفترض ان سكانها كانوا يعتمدون في معيشتهم على ما يحصلون عليه من اموال من قوافل الحجيج ومع انقطاعها هاجرت هذه البيوت شمالا داخلة الى العراق عام ١٦٧١م او بعده بقليل وكانت هذه البيوت الشمرية قد اكتسبت اسم الارض القرعاء التي لبثوا فيها طويلا كلقب لهم باسم قبائل ( الاكرع) وما زالوا يحملون اسم القرعاء الى هذا اليوم .
المصادر
_________________________
١_المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية عالية نجد سعد بن عبدالله بن جنديل
٢_العثمانيون في شمال الجزيرة مطلق البلوي
٣_رحلة فالين الى جزيرة العرب
٤_ دليل المملكة العراقية لسنة ١٩٣٥_١٩٣٦
٥_ العلاقات العراقية السعودية مابين ١٩١٤ _ ١٩٥٣ الدكتور محمد سعيد حمدان