لِلعاقِلينَ قصيدتي وغِنائي
فيها أبثُّ لواعجي وعنائي !
هِيَ ذي الحَياةُ فَوَجْهُها بتلوُّنٍ
لا تَسْتَقيمُ لِصُحْبَةٍ وهَناءِ !
إلاّ على بعض القليل لِأنَّهُمْ
زانوا العُقولَ بِبَصْمَةٍ وَوَلاءِ !
لكنَّما خَيْرُ الصِّحابِ بِسيرَةٍ
يَبْدو بِصِدْقِ الفِعْلِ في السَّرَّاءِ !
وإذا ادْلَهَمَّتْ ليلَةٌ بِظلامِها
يَبْدو بِصِدْقِ الحالِ في الضَّرَّاءِ !
لا أنْ يكونَ مُغاضِباً مُتَحامِلاً
يَنْسى ويَبْدو كالبعيدِ النّائي !
إنْ صارَ أمْراً طارِئاً لِبَسيطَةٍ
في بَعْضِ شَيءٍ جاءَ في الإحْصاءِ !
والشيءُ يَبْدو في اليَسيرِ لِأنَّهُ
مِنْ غيرِ قَصْدٍ قاصِدٍ لِعَداءِ !
عَجَبي أقولُ لِصاحِبٍ ماذا جَرى
والغيظُ فيكَ بِنَفْخَةِ المُسْتاءِ !
وكأنَّ صَرْحاً مِنْ بِناءٍ شاهِقٍ
لِلأرْضِ هُدَّ بِجُمْلَتي ونِدائي !
وكأنَّ مالاً في يَديكَ حَرَقْتُهُ
حتى بَدَوتَ بِحالَةِ الفُقَراءِ !
تَرْضى تُجامِلُ في الحيادِ وفوقَهُ
تَبْدو كَمِثْلِ الغيرِ في الإصْغاءِ !
والحالُ عندي في الوَفاءِ لِصُحْبَةٍ
يَجْري وبينَ القَلبِ بالإمْضاءِ !
مِنْ غيرِ تَعْكيرِ الصَّفاءِ بِجَفْوَة
لا تَرْتَقي في الحالِ لِلّدّهْماءِ !
أبْدو كسيفٍ في الدِّفاعِ لِصاحِبٍ
بِغِيابِهِ في مَحْضَرِ الأشْياءِ !
وجَريتُ أرْجِعُ بالسّنينِ وبينِنا
كانتْ وكُنَّا في زلالِ الماءِ !
وظَنَنْتُ أنَّكَ في الغِيابِ تَشُدُّني
أتَبيعُني في أبْخَسِ الأشْياءِ ؟
مِنْ غيرِ أنْ تَبْدو الظَّهيرَ بِموقِفٍ
أو كالنَّصيرِ بِمَحْضَرِ الأسْماءِ !
والنّاسُ تدري ما يكونُ بِحالِها
أنتَ الخبيرُ بِطَبْعِها الغَلْواءِ !
قِيلٌ وقالٌ والنُّفوسُ مَفاوزٌ
والجُلُّ فيها في مَريضِ الدّاءِ !
والجُلُّ يَعْني في كثيرِ أنامِها
جاءَتْ بِآيِ الطُّهْرِ في الأنْباءِ !
وأنا الّذي أمْشي بِنَهْجٍ ثابِتٍ
لا لمْ أكُنْ كالأرْضِ في الأقْواءِ !
بَلْ كُنتُ رَيّاناً بِنَبْضِ مَحَبَّةٍ
تعلو على الأجواءِ لِلجوزاءِ !
وأقولُ مِنْ بَعْدِ القصيدِ مَوَدَّتي
لِلغافِلينَ بِمَلبَسِ الإغْفاءِ !
ومودّتي تمشي بِسِفْرِ مَحَبَّةٍ
بينَ الأنامِ بِثوبِها الوَضّاءِ !
والحقُّ لا عِنْدي الغَريبُ بِما جَرى
فَلَقَدْ خَبَرْتُ النّاسَ في الحَمْراءِ !
وَصَحَبْتُ آلافَ النُّفوسِ بِرِحْلَتي
إلاّ القليلُ وَجَدْتُهُمْ بِوَفاءِ !
وقَليلُ أعْني في الأصابِعِ عَدِّهِمْ
مِثْلُ الحُسينِ بِوَقْعَةٍ وبَلاءِ !
فإذا رَأيتَ تَوَدُّداً مِنْ صاحِبٍ
والقَولُ مِنْهُ بطاعَةٍ وَولاءِ !
إيّاكَ تَأمَنُ ما يَقولُ فأنَّهُ
إبْنُ الحَياةِ بِلونِها الحَرْباءِ !
والحَقُّ أنّي في العَجيبِ لِما جَرى
والحالُ فينا في الودادِ الرّائي !
والبَعْضُ يَدْري بالوِصالِ وأنّنا
إخْوانُ في السَّرّاءِ والعَضْباءِ !
وأنا الطَّهورُ كما عَلِمْتَ وأنّني
في الطُّهْرِ أرْتَعُ دائِماً بِرِدائي !
والطُّهْرُ عِنْدي في الجُذورِ يَجُرُّني
لِعَظيمِ بيتٍ طاهِرِ الأجْزاءِ !
والجُزءُ فيهِ لِأصْلِهِ بِتمامِهِ
وتمامه في الأصْلِ للزّهراءِ !
لكنَّما يَبْدو الودادُ وعندكُمْ
مِثْلُ الّتي في الأرْضِ كالعَرْجاءِ !