تمثل الثروة الحيوانية موقعاً متميزاً في القطاع الزراعي وياتي ذلك من الدور الذي يمكن ان تؤدبه لتطوير هذا القطاع بشكل خاص ولعملية التنمية الاقتصادية بشكل عام والذي يتمثل بعضه فيما يأتي .

. تعتبر الثروة الحيوانية اساساً مهماً في توفير الغذاء اذ ان علماء التغذية يقدرون احتياجات الفرد من البروتين يومياً بنحو (70) غراماً اي نحو (غرام لكل كيلو غرام من الوزن) وان 2/3 من هذه الاحتياجات يجب ان تشتق من مصادر حيوانية مثل اللحم والبيض واللبن .وتشير احدى الدراسات بأن الحد الادنى لاحتياجات الانسان من البروتين الحيواني خلال اليوم يخضع للاختلاف في التقدير اذ قدرها خبير في الامم المتحدة بنحو (23) غم للفرد وقدرها معهد التغذية الوطنية في وزارة الصحة (18) غم وقدرها خبراء اخرون بمتوسط قدره(24) غم للفرد الواحد .
2.يعد العراق من بين الاقطار العربية التي تتميز بأستهلاك نسبة عالية من الحبوب وكمية منخفضة من اللحوم والالبان وهذا يتطلب توسيع اسهام الثروة الحيوانية في توفير المزيد من المنتجات الحيوانية لمقابلة التوسع في الطلب الناجم عن ارتفاع معدل النمو السكاني هذا والذي يزيد في العراق على (3) بالمئة سنوياً الامر الذي ينبغي ان تتوفر الجهود لتحقيقه .
3. ان الارتفاع في مستويات دخول الافراد بعد احداث 9/ 4 / 2003 وبالتالي في مستوياتهم المعيشية يترتب عليه زيادة استهلاكهم من المنتجات الحيوانية اذ ان من المعروف ان استهلاك البروتين الحيواني متواز مع ارتفاع مستوى الدخل بشكل عام وخاصة ان تجربة الاقطار المتقدمة تثبت ذلك حيث يرتفع استهلاكها من الاطعمة الحيوانية التي تتمثل باللحوم والالبان ومنتجاتها الطيور والبيض وغيرها .
4. ان تنمية الثروة الحيوانية وزيادة انتاجها امكانية تلبية الطلب المحلي على هذه المنتجات ذاتياً وبالتالي عدم اللجوء الى استيرادها من الخارج والتقليل منه هذا مايوفر قدراً غير يسير من العملات الاجنبية حتى تتاح للاستخدام في مجالات اخرى تساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية . هذا من جهة كما ان الثروة الحيوانية يمكن ان تسهم في توفير قدر غير قليل من العملات الاجنبية اذ عندما تتوفر امكانات تتيح تصدير قدر من المنتجات الحيوانية الى الخارج من جهة اخرى.
5. ان الثروة الحيوانية يمكن ان تسهم بشكل اكبر في زيادة انتاج القطاع الزراعي وبالتالي زيادة الانتاج والدخل القومي وكذلك زيادة دخل الفرد بشكل عام والدخل الزراعي بشكل خاص ويتأيى ذلك من كون قيمة المنتجات الحيوانية واثمانها تعتبر مرتفعة وماينجم عن ذلك من زيادة امكانات المجتمع في تحقيق تطوره ورفع مستويات افراده .
6. إن منتجات الثروة الحيوانية تدخل في العديد من الانشطة الصناعية التي تعتمد على هذه المنتجات كمواد اولية في انتاجها ولذلك فان تطور انتاج الثروة الحيوانية تسهم في توفير مستلزمات التوسع لكثير من الصناعات التي تعتمد على هذا الانتاج في هذه الانشطة وتوسعه .
7. ان التوجه نحو احداث التطوير في الثروة الحيوانية وفي انتاجها يتطلب بالضرورة توفير الكثير من المستلزمات اللازمة لتحقيق هذ التطوير وهذا يحفز النشاطات التي تقوم بتوفير هذه المستلزمات على التوسع والتطور .
8. ان الثروة الحيوانية عند انتاجها يمكن ان تسهم بشكل مهم في توفير الامن الغذائي على مستوى البلد الاقتصادي وذلك لما تتسم به هذه المنتجات من اهمية كبيرة بأعتبارها سلع غذائية ضرورية من ناحية وشحة المنتج بالقياس الى الطلب المتزايد عليها الامر الذي يعرض الاقتصاد العراقي الى مخاطر محتملة عند عدم توفر حد ادنى ضروري منها وخاصة في الظروف غير الاعتيادية .
ولعل مايؤكد اهمية الثروة الحيوانية هو ان نسبة انتاجها كانت وما زالت تكون ثلث القيمة المضافة المتحققة بازدياد مستمر وبشكل عام يمكن ان نوضح واقع الثروة الحيوانية من خلال :-
اولاً. ان الاغنام تأتي في المرتبة الاولى من حيث الاهمية اذ تكون الجزء الاكبر من مجموع الثروة الحيوانية تليها الماعز وبفارق كبير ثم الابقار وبعد ذلك الجاموس الذي تقل اعداده عن الانواع الاخرى.
ثانياً . ان هناك اتجاهاً نحو الانخفاض في الارقام المتاحة من الاغنام والماعز وهذا يؤشر ظاهرة سلبية ينبغي التوقف عندها كثيراً ووضع الحلول والمعالجات التي تمنع استمرار حصولها بل وجعل هذا الاتجاه متزايداً في اعداد هذه الحيوانات وهي التي تشكل الجزء الاكبر من المواشي في البلد . ورغم ان اعداد الثروة الحيوانية من الابقار والجاموس محافظة على مستواها كمياً لانها تشكل نسبة كبيرة من اعداد الماشية في العراق
ثالثاً .ان الارقام تظهر تذبذباً واضحاً من حيث الزيادة والنقص وهذا يؤشر ضعف الدقة في الاحصاءات المتاحة حيث ترتفع تارة ثم تنخفض ثم ترتفع … الخ الا ان ذلك لايعني اعتمادها مؤشراً يعطي صورة عن حجم الثروة الحيوانية من الماشية المتاحة في العراق رغم انها قد لاتكون دقيقة بشكل كامل