حِذائي شَريفٌ ولا لَمْ يَكُنْ
بِسَيْرٍ لِلُقْيا فَتاةِ الدِّمَنْ !
وكَفِّي طُهورٌ ويَبْدو بِلا
لِقاءٍ لِكَفٍّ كثيرِ الإحَنْ !
وقَلْبي نَقيٌّ بِنَبْضٍ على
ولاءٍ لِبيتٍ كما المُؤتَمَنْ !
وعَقْلي سَليمٌ بِلا عِلَّةٍ
كَجَهْلِ الجَهولِ ومَنْ قَدْ رَطَنْ !
وعَيني بِسِتْرٍ ولا تَرْتَجي
لِقَصْرٍ تَراهُ بِعينِ الشَّجَنْ !
وطَرْفي كأعْمى إذا ما رأى
خَيالُ الجَواري بِسِتْرٍ لَهُنْ !
ولمْ يُبْدِ مَدّاً سِوى نَظْرَةٍ
بِلَمْحٍ بَسيطٍ وظَنٍّ حَسَنْ !
وسَمْعي ضَعيفٌ بِلا عِلَّةٍ
إذا ما سَمِعْتُ لِصوتِ الفِتَنْ !
وسَمْعي ضَعيفٌ فَلَمْ يَسْتَمِعْ
بِيومٍ لِجَهْلٍ ، قليلاً أظُنْ !
ونَفْسي بِطَوعٍ لِعَقْلي فَقَدْ
وَضَعْتُ النّواهي بِأصْلِ السُّنَنْ !
فصارَتْ وعِنْدي كَعَبْدٍ وما
سَجَدْتُ كعَبْدٍ إليها كَمَنْ !
أضاعَ الحَياةَ بِصوتِ المُنى
فأمْسى وأضْحى إليها كَقِنْ !
وغَيْظي كَظومٍ بِلا رِعْدَةٍ
لِأنِّي صَبورٌ بِكلِّ المِحَنْ !
فَصَبْري تَأسّى بِأهْلِ التُّقى
قَليلاً وغيظي بِصَدري سَكَنْ !
فكيفَ الكثيرُ على ما بِهِمْ
وهُمْ أصْلُ صَبْرٍ لَنا في الوَطَنْ !
سَيَعْلو الصَّبورُ على قارَبٍ
بِهِ الفَوزُ يَرْجو بِيومٍ خَشِنْ !