لِحُب عليٍ يكتب المتأدبُ

بقلم / طه الظاهري

..............

سأكتب ولكن ما عساني سأكتبُ

فقد جفت الأقلام والحرف ينضبُ

غداةً أردتُ كتابةً في مديح من

يُحبُ رسولَ الله وهو المُحَبَبُ

فذاك ربيب الطهر في حجر أحمدٍ

نشأ وأنتشأ يرعاه نعم المؤدبُ

عليٌ بحجر المصطفى طاب نبتُهُ

سليل كرامٍ طاهر الأصل أطيبُ

مع المصطفى في الغار من قبل بعثه

هنالك يدعو الله معه ويرغبُ

وحين أتى الروح الأمين محمدا

يبلغه أمر النبوة ويُوجبُ

وأنذر عشيرتك الأقارب إلى الهدى

فلما دعاهم أعرضوا وتنكبوا

سوى حيدر لبَّى وآمن بهديه

ففاز بها وغَدا وصياً يُنَصبُ

فذاك عليٌ إن علمت وإنه

لصنو رسول ألله بل هو أقربُ

أقام عماد الدين قائم حسامه

له هدةٌ يخشى الهزبر المُلبَبُ

إذا سلَّ يوما ذا الفقار فإنه

يَردُ بهِ زحفَ الخميس ويُرهبُ

هَوى الشرك في يومٍ عليٌ هوى به

عليه فأضحى خاسئاً يتذبذبُ

ومن حده الإسلام بين حدوده

وأوقف عليها من لها يتوثبُ

وأورد نميرَ الدين صافٍ معينه

لكل بني الإنسان من شاء يشربُ

ورد الرزايا رابط الجأش باسلٌ

وذاد عن المختار والصحبُ تهربُ

وبابٌ منيعٌ مصمدٌ مدَّ نحوهُ

ذراعا وبأس الله منها يُصَبَبُ

ليغدو مقلوعاً حطيماً مهشماً

بيمناه لم يثبت لها قط مرحبُ

وذاك بن ودٍ قد تركه مجندلاً

وأمثاله تبكي قريشٌ وتندبُ

ويوم تبوكٍ إذ جعله خليفةً

على الناس قد شهدت بذلك يثربُ

يقول له كن مثل هارون يا أخي

كما كان من موسى إذا نحن غُيَّبُ

ومن خَصه من عِلمه علمُ ربهِ

علوماً مفاتحها لديه تُرَتّبُ

وفي يوم خُمٍ جاء جبريل موحياً

بآيٍ من الفرقان يُقرأ ويُكتبُ

محمد .. قم بلِّغ بأمرٍ مُنزّلٍ

رسالات رب العرش والقومُ رُكّبُ

وإلا فما بلّغتَ قط رسالةً

من الله إلا بالولايةِ تُوجَبُ

فنادى فمن مولاه طه فحيدرٌ

وليٌ له وهو الإمام المُنَصّبُ

وأبلغها الأقوام من كل منهلٍ

فبايعه الأصحاب هم والأجانبُ

ولكن شاء الله أن غير أهلها

تولى امورَ الناسِ من ليس يُرغَبُ

يقولون بالشورى تولوا و يا تُرى

فعن أي شورى والمشيرون غُيَّبُ

وقائل بالقربى احتججنا عليهم

فحيدر أولى بالنبي وأقربُ

أتدرون من نَحّيتمُ الأمر عنهمُ

همُ خير من أَنِسَتْ بسُكناه يثربُ

ومن طُهّرتْ من كل رجسٍ نفوسهم

وذا آيةُ القربى وللخير يُنسَبُ

وميزانُ قسطاسٍ من الله فيكمُ

به يُعرَفُ المؤمن ويبدو المُكذبُ

وسر كتاب الله مكنون آيهِ

ومفتاحُ أسرارٍ من العلم أهيبُ

فما الدينُ إلا هدي أحمد وحيدرٍ

وما لي سوى دين الأطايب مذهبُ

فمن شاء فوزاً دونه دينُ حيدرٍ

وإن كان صعباً فالمعالي تُصَعّبُ

فدرب عليٍ دربُ عدلٍ ورحمةٍ

ومنهاجهُ للنفسِ نعم المُهذبُ

وقد خط للوالي مسارات حكمه

ولكنما الحكام عنها تنكبوا

ألا ... من يوالي حيدراً ليس ظالماً

ولا باغياً لكن للعدلِ يطلبُ

عليٌ ولايتهُ فِعالٌ وسيرةٌ

نسيرُ بها في الناسِ شرقاً ونَغرُبُ

جهادٌ وإقدامٌ وللدين نصرةٌ

ونصرُ ضعيفٍ والظلومُ نؤدبُ

ونحن بعون الله نمضي بدربهِ

وقائدنا يمضي بنا حيث يرغبُ

نقارع حلف الشر نهدم عروشَهُ

وقد قربت للفتح يا قوم مأربُ

عليٌ وليُ اللهِ قُلنا ولم نزل

نوالي علياً والدواعش تغضبُ

يقولون شيعي أنا قلتُ إي نعم

وربي وأفخر أن بذاك أُلَقَبُ

وقالوا ترابيٌ كفرتُ بدينهم

غداةً لصهيونَ غدا يتقربُ

كفرتُ بإسلامٍ وصهيون حِلْفُهُ

يراضيه طوعاً ثم للود يخطبُ

رفضت أنا دين المذلة والخنا

ودِيني عليٌ من به أتقَرّبُ

إلهي تُثَبتنا ولاية حيدرٍ

إمام الهدى من فاضَ وهو مخضبُ

كتبت وفي قولي قصور ولست من

سَيوفي إمامي في المقالِ ويُسهبُ

ولست بلاغياً أديباً وإنما

لحُبِ عليٍ يكتبُ المُتأدِبُ