تخدعنا أمور كثيرة في الحياة , ظناً منا أن الجَرْي في متاهة كل صغيرة وكبيرة ستجعلنا سعداء, وأننا يجب ألا نترك ورائنا مثل هذه التفاهات حتى لا تغرقنا, نحن في الواقع نعاني من سوء تقديرنا وإدراكنا لما نريد, نريد السعادة لكننا لا ندفع مقابل ذلك أي نوع من التضحية لأجلها, ونريد السعادة ولكننا لا نريد أن نتنازل عن الأوهام التي ترسخت في عقولنا وأصبحت حقائق لا مناص منها.

من يبحث عن شيء, يجتهد للسير في الطريق المؤدي إليه, ويبذل الجهد في سبيل انجاحه, فإذا كنا نريد أن تغمر السعادة قلوبنا, وتملأ بشذاها عبق حياتنا, فعلينا أن نسعى لها ونطلبها بصدق, وعلينا أن نطرق أبوابها كما يلي :

1- اعمل ما تحب : إذا كنت تحب الاستيقاظ مبكراً, وتنطلق إلى عملك بنشاط, تقود نفسك بهمة عالية ومتفائلة, فأنت سعيد, وإذا كنت تحب بيتك, وتحرص على قضاء الأوقات الجميلة في بيتك فأنت سعيد, وإذا كنت متفانياً في خدمة مجتمعك, تمارس دورك بإيجابية عالية, فأنت سعيد.

2- ممارسة الفضائل : أن تحب الخير للآخرين, يعني حبك للعطاء, وأن تكون صادقاً في شئون حياتك جميعها, يعني صفاء سريرتك, وأن تتحلى بمكارم الأخلاق وأنبلها, يعني وضع لمستك الراقية في قيادة الحياة, وأن تحترم الكبير وتوقره, وتعطف على الصغار وترحمهم, كل ذلك يعني, أنك سعيد.

3- التحرر من الشعور باليأس : ليس هناك عدو أشرس من نفسك التي بين جنبيك يفتك بك, كما أنه ليس هناك صديق يتفانى في خدمتك كنفسك! أنت من يقرر ذلك؟ لا تغرق نفسك في بحور مظلمة, وتقول: أنك لا ترى الجمال! ولا تلقي نفسك في حفرة غائرة مملوءة بالقاذورات, وتقول: من الذي جلب هذه الروائح المنتنة! تخلص من المشاعر التي تجذبك للأرض, وتدمر كل أحلامك, وتابع سيرك للأمام, وابتسم, حينها فقط ستكون سعيداً.

3- الشعور بما تتمتع به من صحة : هل رأيت إنساناً بُتِرَت قدماه, بالطبع … ويَدَيه!, كلتاهما!, وفوق كل ذلك يمارس حياته بإيجابية لا نظير لها, وفي حالات كثيرة أفضل من الأصحاء, فهل تشعر بمدى نعمة الصحة التي تتمتع بها؟, إذا كنت تشعر بذلك, وبقوة, فأنت سعيد.

4- إحياء ذكرياتك الجميلة : عندما نواجه موقفاً لا نرضى عنه, بل ويجلب السخط لنا, تتلاشى كل الذكريات الجميلة, ونسقط في أوحال الضعف والهزيمة النفسية, لأننا ننسى ما هو جميل, وممتع في حياتنا, ونستبدله بكل ما هو مؤلم وشاق على أنفسنا, عندما لا نغفر أخطاء من نحبهم يتحولون إلى ماض مؤلم, فكيف بمن يمرون علينا في الطريق, إذا كنت ممن يحبون ذكرياتهم الجميلة, ويعبرون للفرح في كل أوقاتهم, فأنت سعيد.

5- مارس حياتك على سجيتها : لا تكن ببغاء! تقلد الآخرين بوعي وبدون وعي, أنت إنسان رائع, تمتلك من القدرات العظيمة التي وهبك الله إياها, فلا تضيّعها في الفراغ! أنت تستحق الحياة, والنجاح, والسعادة, كغيرك, لا تستسلم لعباءة من هم حولك, حتى لو كنت تحبّهم, وتجلّهم, فلو كان ذلك صحيحاً لوجدت شخصين متماثلين في الحركات والسكنات, والهمسات! الله خلقك في أحسن صورة, وأبهى منظر, كن أنت, لأنك حينها ستكون سعيداً.

لا تبحث عن السعادة خارج منطقتك, فهي في أعماقك, وفي إدراكك, اربط نفسك بكل ما هو جميل, ولا تسمح للأوهام بتحطيمك, ولا للخرافات أن تسلبك حقك في الحياة التي وهبك الله, كن أنت, حينها ستجد السعادة.


-- نقلته لكم --