أصول قبيلة لاوي من بني إسحاق ذات السلالة R1a do.php?img=13864

من احدث الدراسات الجينية علي اليهود، هي اطروحة نشرت قبل مدة قصيرة للدكتور إفراهام تراهتمان لمناقشة أصول قبيلة لاوي من بني إسحاق ذات السلالة R1a،

(New DNA paper about the Jewish community of the Levite possible origins in the light of archaeological and religious texts).

ولمن لا يعرف، فاليهود في النصوص الدينية ينقسموا الي 12 قبيلة وسبط كاملين (Tribes) وهذا المتفق عليه في معظم المصادر ورغم ذلك فالعدد يتغير عند بعض الآراء مع كون جميعهم بلا شك من نسل إسحاق إبن إبراهيم النبي.
وفي العلم الجيني، فلا يوجد تكتل صلب لبني إسحاق وقبائلهم بسبب التشتت العالي في سلالاتهم الأبوية وذلك غير طبيعي نتيجة أن الموروث يفرض كونهم من نسل رجل واحد.
ومن الحالات المثيرة لهذه التكتلات هو إجتماع سبط لاوي (Levite Jewish) علي سلالة معينة خاصة وهي R1a من فروع R-Z93 بنسبة عالية، مع العلم أنهم يعدوا من أبرز وأقوي الخطوط الكهنوتية لليهود. حيث أن في التوراة فتعد قبيلة لاوي ذات السبق في إحتكار المناصب الدينية الرفيعة عند بني إسحاق بأمر إلهي صريح.
وبالمناسبة يعتقد أن شخصية "السامري" الذي أضل بني إسحاق وجعلهم يعبدون عجل من ذهب حسب القصة الإسلامية بعد أن تركهم موسي 40 يوماً كان من قبيلة لاوي، ويعتقد حسب النص التوراتي أن أولائك الذين تابوا الي الله بأخذ ارواح أنفسهم ثم رد الله اليهم حياتهم كانوا جميعاً من سبط لاوي كذلك.
ووجود تضارب واضح في السلالات الجينية بين اللاويين وبين بني إسحاق المشتتين اساساً معناه إختلاف أصولهم البعيدة، وعلي هذا الأساس فكيفية وصول اللاويين الي مجتمع بني إسحاق وكيفية تبوئهم مكانة دينية مرموقة كهذه يعتبر لغز هام في تاريخ هذا المجتمع العرقي-الديني، والدراسات الجينية بشأنهم تختلف في الرأي أيضا وكذلك فلدي الباحثين المستقلين كلاً منهم وجهة نظر خاصة.

والدراسة الجديدة ياشباب اعتمدت علي ربط المرويات الدينية مع الإكتشافات التاريخية والجينية، ووصلت الي رأي مفاده أن أصول اللاويين قد ترجع الي الشعب اللوفي (Luwian people) الذين سكنوا الأناضول وهم من الهندو-أوروبيين البارزين عند انهيار الدولة الحيثية (حوالي 1200 ق.م) وقد عرفوا بإختراقهم الشام في موجات هجرة. والدراسة ذكرت رأي في غاية الإثارة، وهو أن بعد إنهيار الدولة الحيثية كما نعرفها نتيجة موجات الجفاف واغارة شعوب البحر علي محصولات الزراعة، فإن سكان العاصمة هاتيوسا (Hattusa) بدأ يهجرها الناس شيئا فشيئا حتي فرغت تماماً وكان أخر ماتدمر في المدينة هو معابدها التي احترقت رغم عدم وجود دليل ملموس أن في نفس فترة إحتراقها كانت المدينة تحت الحصار أو في حالة حرب، بل غالبا أن أهل المدينة أحرقوا المعابد قبل هجرها أو حتي ربما الكهنة نفسهم أحرقوا المعابد قبل الخروج تعبيراً عن سخطهم وأن آلهتهم لم تنقذهم من موجات الجفاف أو الأعداء، وبرفقة إشارات دينية ثانية مع مشتركات ثقافية بين اهل سبط لاوي وبين الهندو-اوروبيين (علي سبيل المثال: عدم الإختتان). أقترح صاحب الدراسة أن اللاويين قد يكونوا وصلوا الي الشام بعد موجات جفاف في بلادهم وانهم ربما حتي من نسل كهنة وثنين تبنوا الديانة اليهودية واستطاعوا تثبيت نفسهم فيها، وهذا طبعا لا يستقيم إلا بنظام التحالفات القبلية وأن النسب الذي يجمع بني إسحاق ببعضهم هو معنوي أكثر من كونه فعلي.

الدراسة تعتبر الأولي من نوعها في هذا الطرح وفي الجمع بين السرديات الدينية والتاريخية والجينية، مع العلم أن النظرية فيها خلل متمثل في عدم إرتباط سلالات R1a بالهندو-اوروبيين الأناضوليين حسب المتوفر الأن في الهياكل، إلا لو صحت نظرية ان اللوفيين هم في الأصل ذوي أصول من هندو-أوروبيين وسط آسيا وليس لهم علاقة بالحيثيين، وجدير بالذكر التنبيه أن الدراسة لا تعد منشورة في مجلات علمية بل مواقع بحثية نتيجة خلطها للميثولوجيا والعلوم رغم كون القائمين عليها أساتذة جامعيين.

☆ الدراسة بالاسفل ياجماعة الخير (وبالصور بعض ازياء اليهود في العصور الوسطي وخريطة الهندو-اوروبيين في الأناضول وخريطة إنتشار فروع سلالات R1a-Z93 الذي منها خط قبيلة لاوي) :

منقول للفائدة