لغة العيون  اصدق من لغة اللسان do.php?img=13940

المتعارف ان لكل أمة لغة خاصة تسمى اللغة الأم مثل العربية والصينية والإنكليزية ، وهناك لهجات ضمن اللغات وقد تسمى لتنه مثلا اللغة الانكليزية بالتنه الأمريكية ، وهكذا

وقد عرف العرب سر العين وتأثيرها وتناولوها بأدبهم وخاصة بالشعر والقصة حيث قال الشاعر :
إشارة بطرف العين خيفة اهلها
إشارة مذعورن ولم يتكلم
وأيقنت ان الطرف قد قال مرحبا
واهلا وسهلا بالحبيب المتيم
وهنا لو تأملنا في معنى تلك البيتين لوجدنا أن العيون توحي حالة صاحبها دون استخدام لغة اللسان بل وهي لغة اصدق من لغة اللسان ، وهذا ما ذهب إليه الشاعر والفيلسوف الامريكي ( رالف والدو امرسو ) الذي أكد على أهمية وصدق لغة العيون . ويذهب الفلاسفة إلى صدق ما ذهب اليه رالف ويؤكدون ذلك حيث اذا تكلمت معك فتاة بلسانها انظر إلى عيونها فأذا اوحت إلى غير ذلك فأتبع لغة العيون لأنها الاصدق .....
ونشكو بالعيون اذا التقينا
فأفهمه ويعلم ما أردت
أقول بمقلتي اني ميت شوقا
فيوحي طرفه أني قد علمت
ونتيجة العادات والتقاليد نلاحظ العشاق يستخدمون لغة العيون ولغة الإشارة ويستغنون عن لغة اللسان في أغلب اللقاءأت المحضورة من الأهل أو الزملاء في الدوائر والمناسبات . حتى تصل بهم في بعض الأحيان إلى البكاء اللاإرادي وهو أنبل وأصدق درجات العشق والحب المتيم ، حيث قال الشاعر بذلك :
أسرار قلبي التي اخفيتها زمنا
باحت بها العين لم املك مجاريها
هذا أنا بسمة للناس اظهرها
ودمعة في حنايا القلب اخفيها

بقلم ابو كرار الحسناوي