الرقم (273)
المدرسة اليغمورية الحنفية
تربة أمة اللطيف
وتقع خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في منطقة الصالحية
غرب جامع العفيف مقابل مدرسة عدنان الصائغ
في زقاق الزيتون والمسمى حاليا شارع عمر صفر
في الطريق المؤدي إلى حي المهاجرين قبالة تربة ريحان.
وهي من مشيدات العهد الأيوبي
وتعرف أيضا بدار الحديث العالمة نسبة إلى العالمة أمة اللطيف
واسمها لطيفة بنت الشيخ عبد الرحمن الناصح الحنبلي
وكانت سيدة فاضلة زاهدة محاضرة ولها تصانيف بعلوم الدين.
أنشأتها سنة 640هـ الموافق 1242م
ودفنت فيها عند وفاتها سنة 653هـ الموافق 1255م.
واليوم زالت المدرسة وبقيت التربة وقد ذكر (ابن عبد الهادي)
أنها صارت في عهده حاكورة
ولم يبق منها سوى حجر غير ظاهر عليه اسم الواقفة
((هذه مدرسة دار الحديث لابنة الناصح الحنبلي))
وفي القرن العاشر صارت تربة لبني الناصح.
وفي سنة 1945م وبعد أن قامت الأوقاف السورية بترميم المكان
وضعت لوحة حجرية من الرخام تؤرخ الموقع وهذا نصه:
((المدرسة اليغمورية أنشأها الأمير جمال الدين بن يغمور
سنة 663هـ الموافق 1264م)) وهذا خطأ فادح !!!؟
وتعد مدرسة أمة اللطيف من أضخم الأبنية في العهد الأيوبي
حيث يحتل الضريح القسم الشمالي.
ويبلغ عرض واجهتها نحو 15م وارتفاعها 10م
وهي مبنية من الحجارة الضخمة ويتوسطها باب صغير ونافذة من كل جهة.
وهي مبنية بالمداميك الحجرية ذات اللونين المتناوبين
(نظام الأبلق) وواجهتها خالية من العناصر الزخرفية
إلا من سأكف حجري أملس فوق بابها
يعتقد أنه كان مشغولا بالكتابات سابقا لأن شكله العام يشبه تماما
شكل سأكف تربة المدرسة الفروخشاهية
المنقوش بالكتابات.
ويعلو البنا قبة محززة تستند إلى رقبة مضلعة بطبقتين
والطبقة السفلية ذات اثنتي عشرة ضلعا
تفتح فيها اثنتا عشرة نافذة معقودة ضمن قوس
ومشغولة بالشبابيك الخشبية المعشقة بالزجاج الملون
كانت تسمح بإدخال الضوء لإنارة الضريح.
وأما الطبقة العلوية فذات أربع وعشرين ضلعا
تتناوب فيها ست نوافذ معقودة وستة محاريب ذات تجاويف ملساء
واثنتا عشرة ضلعا ملساء.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدد الأضلاع في هذه الرقبة
غريب على ترب دمشق ولا مثيل لها في أي قبة أخرى.
وقد كشف عن الحجر المنقوش المؤرخ لهذه التربة على علو ستة أمتار
فوق شباكها الجنوبي ونصه:
((بسم الله الرحمن الرحيم أنشأت هذه التربة المباركة
التي في لحف جبل قاسيون جوار دار الحديث المعروفة قديما
بزاوية الشيخ عبد الله اليوني بانيها
ويومئذ بدار الحديث النبوي الفقيرة إلى رحمة ربها عز وجل
أمة اللطيف بنت الشيخ الفقيه الإمام العالم الأوحد
ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب الحنبلي الأنصاري
قدس الله روحه ونور ضريحه.
آنسها الله عز وجل في قبرها عند وحشتها بشهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
فإنها صنفت كتبا منها التسديد في شهادة التوحيد في قول لا إله إلا الله
وكتاب بر الوالدين وكتاب محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ترجو بهما النجاة والرحمة يوم القيامة إن شاء الله.
وقد أوقفت على التربة برسم القراء على ضريحها
وخادم يتولى خدمة القبر وزيت وشمع وبخور.
بستان صدقة وقاعة بدمشق بما نص عليه كتاب الوقف
وذلك في شهر رجب أربعين وستمائة)).
ملاحظات:
(1) ونائب الشام ووالي الشام في العهد الأيوبي للملك المعظم توران شاه
من سنة 647هـ الموافق 1250م
والى سنة 655هـ الموافق 1257م
هو الأمير جمال الدين بن يغمور البارومي
وهو والد الأمير شهاب الدين.
(2) ذكر أبن قشدة في (مختصر الشذرات)
فأنه قال وفي تربة بني الشيرازي دفنت أمة اللطيف
وتوفيت في شهر رجب سنة نيف 640هـ
و(قيل) دفنت بالمدفن المواجه لخان السبيل بالقرب من التربة
وهذا هو الصحيح برأيه.
أنتهى
المفضلات