ملخص تاريخ دمشق

[محمد عبد الهادي جسام الشمري]

الرقم (275)



جامع التيروزي
أو جامع التوريزي





في الدائرة السوداء / ضمن بيت يضم ضريح عاتكة بنت يزيد بن معاوية


ويقع خارج أسوار مدينة دمشق القديمة
في منطقة القنوات / باب سريجة شمال قبر عاتكة
في محطة رأس الشوبكة.
وقد شرع بإنشائه الأمير غرس الدين خليل التوريزي
حاجب الحجاب بدمشق وذلك في سنة 823هـ الموافق 1420م
حسب اللوحة التاريخية التعريفية الموجودة فوق الباب ونصها:
((أمر بإنشاء هذا الجامع المعمور بذكر الله تعالى
المقر الفرسي خليل التوريزي تقبل الله منه
خامس وعشرين من جمادى الآخر سنة ثمانمائة وثلاث وعشرين)).
وقد فرغ من بنائه سنة 835هـ الموافق 1422م
وأضيفت إليه مئذنته بعد تسع سنوات
ويلاحظ أن الذين قاموا ببناء الجامع قد تحرروا من قواعد الفن الأيوبي
التي سادت العمارة الدمشقية أكثر من نصف قرن
فقد اتبعوا أصول فن المماليك الذي ازدهر في القاهرة
واتخذوا في ذلك عناصر جديدة في التخطيط والبناء والزخرفة.
وتخطيط الجامع يختلف عن تخطيطات الجوامع الدمشقية
إذ ليس له صحن واسع وواجهته مبنية بأحجار ذات لونين مختلفين
وله حرم جميل حافظ على بنائه الأول.
والمنبر تزينه حشوات صغيرة حفرت بخط نسخي مملوكي جميل.
وأما المحراب فيعلوه شريط عريض حفر عليه بالخط النسخي المملوكي
الآية الكريمة التالية:
((في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه))
كما يوجد في صدر المحراب شريط حفر عليه بالخط النسخي المملوكي أيضا
قوله تعالى ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا…الآية)).
ويتوسط الجدار الشمالي للجامع الشمالي
تربة الواقف على سنة المماليك وضريح آخر يقال إنه ضريح
عاتكة بنت يزيد بن معاوية ولكن ليس هناك دليل أثري ملموس واضح
وعليها قبة عالية مستندة على حطتين مضلعتين جدارين التربة
مكسوة بألواح القاشاني المصنوع في دمشق
والذي بدأ في تزيين الأبنية الدمشقية
ولعل زخارف القاشاني هذه من أبدع النماذج التي وصلت إلينا.
كما أن حرم الصلاة للجامع التيروزي يحتوي على رواقين متشابهين
وكانت البائكة تفصل بين هذه الأروقة
والتي تحتوي على ثلاثة عقود وتطل على الصحن الداخلي
وأما الصحن فقد زين جداره بالأبلق المتضاد الأبيض والأسود
ويحتوي على شرائط في الأعلى عليها كتابات أثرية.

وحين سألت عن ضريح عاتكة لم يشير أحد الى جامع التوريزي أبدا
بل أرشدوني الى البيت الذي يقع في منطقة قبر عاتكة
قرب صيدلية الصياد جنوب جامع التوريزي
والذي يضم ضريح عاتكة وسبق وتكلمت عنه في الرقم (217)
ووجب التوضيح.




















أنتهى