الرقم (283)



حي ساروجة







ويقع خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في شمالها الغربي
وهو أول منطقة من دمشق بنيت خارج أسوار المدينة القديمة في القرن الثالث الميلادي
ويطلق اسم ساروجة إداريا على مساحة واسعة من الشوارع والأزقة
على محور يمتد من (العمارة) أحد أحياء المدينة القديمة
ومروراً بحي (العقيبة) ووصولا إلى (الصالحية)
وكانت كافة هذه المناطق متصلة ببعضها بعضا دون حدود واضحة بينها
حتى قطعها شارع (الثورة) الذي شيد في سبعينيات القرن الماضي
وحينها أصبحت تسمية (ساروجة) تطلق فعليا على سوق الحي وعدد من تفرعاته.
وأتت التسمية من الكلمة التركية (Sarıca) والتي تعني أصفر اللون (كما يذكر بعض الباحثون).
ويذكر بعضهم الآخر بأن حي ساروجة أنشئ في القرن ١٤ الميلادي
في عهد الأمير المملوكي (سيف الدين تنكز) والذي مكث في دمشق طويلا
وإليه ترجع الكثير من الآثار المعمارية.
وفي الذاكرة الشعبية فأن أصل التسمية أنه
(كان في ولي وكانوا يقولوا الولي سار وإجا. وصار اسم الحي ساروجة)
وعلى العموم فأن اسم الحي منسوب الى أحد قادته وهو صارم الدين ساروجة
والمتوفي سنة ٧٤٣هـ الموافق ١٣٤٢م.
واحتل الحي مكانة مرموقة فكان مجالا للتنافس بين الأمراء المملوكيين
الذين تسابقوا لبناء المنشآت فيه فأشادوا المدارس والجوامع
والحمامات التي لا يزال الكثير منها قائمًا حتى الآن
وكانت المدرسة الشامية البرانية وكانت اساسا لإنشائه حيث أخذ بالاتساع حولها تدريجيا
حتى اكتمل في عهد الأمير تنكز وأصبح له سوق خاص.
وبعد أن تم إنشاء هذا الحي من قبل المماليك تعرض للتخريب نتيجة صراعات الأمراء
في الفترة المملوكية وخاصة في عهد (المماليك البرجية)
مما أدى إلى دمار المدرسة الشامية البرانية برمتها
وازداد الحال سوءًا بعد أن احتل (تيمورلنك) دمشق سنة 803 هـ
وأصبح مكان الحي قاعدة لمنجنيقاته والتي كانت تقصف قلعة دمشق ولم يقف الأمر عند هذا الحي
فقد قام تيمور لنك بإحراق دمشق بما فيها حي ساروجة قبل أن ينسحب منها.
ومع انتهاء العصر المملوكي وبدء الحكم العثماني لدمشق
أخذت الكثير من ملامح الحي والسوق تتبدل ونظرا لوقوع الحي خارج سور المدينة القديمة
فقد تميز بسوقه الكبير ومنازله الواسعة وحماماته ومساجده الفخمة.
وهذا ما دفع رجال الدولة العثمانية إلى التمركز فيه بعد أن أجلوا العائلات المملوكية منه
وأطلقوا على الحي اسم (إسطنبول الصغرى)
نسبة إلى الطبقات الغنية العثمانية التي كانت تقطنه.
وفي حي ساروجة مجموعة من المشيدات الأثرية التي تعطينا صورة حية عن تاريخ الحي
ومنها المدرسة الشامية البرانية التي اكتسبت شهرة واسعة
حيث كان الأمراء والعلماء يقيمون حفلات رسمية عند افتتاحها وإغلاقها
وجامع الورد والمعروف باسم (برسباي) نسبة للأمير المملوكي برسباي الناصري
نائب حلب وطرابلس في العهد المملوكي والمدرسة المرادية البرانية
وحمام الورد ومسجد الوزير.




























أنتهى