الرقم (230)



الجامع الأموي الكبير
الجزء الرابع







وحين بدأ (الوليد بن عبد الملك) بالبناء
كان ارتفاع سور (معبد جوبيتر) خمسة أمتار
بينما جعل الوليد ارتفاع المسجد 14م لبناء سور الجامع الأموي
وأعد خطة جديدة للبناء من خلال الإفادة مما هو موجود
وتحويل الموجود إلى شكل إسلامي
فالشكل الموجود الآن هو مستطيل ومتجه نحو الشرق
وجاء الوليد واقتطع من الجهة الغربية ومن الجهة الشرقية
بما نسميهم الآن المشاهد بمشهد الصحابة مثل مشهد أبو بكر
ومشهد رأس الحسين ومشهد عثمان
وأصبح شكله مربعا ومتجها نحو الجنوب.
وأقام الوليد في الجهة الشمالية مئذنة أو صومعة
لتصبح دليلا ومؤشرا وأرادها أن تكون عالية لترى من بعد.
وهذه المئذنة (مئذنة العروس) مبنية على برج مربع
يعود للفترة الأموية القديمة
ونرى في مئذنة العروس الطراز المعماري الأموي في الأسفل
والطراز المعماري الأيوبي في الأعلى
وفي الصنوبرة الطراز العثماني.
وفي وسط الحرم بنى الوليد قبة عالية ما تزال تحمل اسم (قبة النسر)
وكسي الجدران كلها بالفسيفساء الزجاجي
والأرضيات -لاسيما في الأروقة-بالفسيفساء الرخامي أو الحجري.
10 سنوات ظل البناؤون يعملون في هذا الجامع الكبير
ليكون أول مسجد يظهر فيه المحراب
نتيجة وجوده في الطراز المعماري القديم للكنيسة
.
وشيد الجامع في حدود المعبد القديم وفق مخطط (بازيليكي)
وهو ينتمي إلى التقليد المعماري الخاص بالعصور القديمة المتأخرة.
وقد أكد الجامع بذلك من جديد على استمرارية قداسة المكان
الذي أقيم فيه مع تعديل عمارته لتتلاءم مع احتياجات الدين الإسلامي.
وتم تزويد الجامع بحائط القبلة ومحراب
إضافة الى صحن يحيط به رواق كبير يفضي إلى حرم
بثلاثة مجازات أفقية ويتوسطه مجاز قاطع تعلوه قبة فاخرة
.
هي إحدى إنجازات الوليد بن عبد الملك
وأكبر قبة في المسجد الأموي
وقد جددت هذه القبة في عهد نظام الملك
وزير ملك شاه السلجوقي في سنة 1075م
وقام صلاح الدين الأيوبي بتجديد ركنين منها في عام 1179م
وتم استبدال القبة الخشبية الأصلية
وبنائها من الحجر في أعقاب الحريق الذي وقع عام 1893م
وتقع القبة فوق مركز قاعة الصلاة بارتفاع 45م وقطرها 16م
وترتكز القبة على طبقة تحتية مثمنة
مع اثنين من النوافذ المقوسة على جانبيها
وتم دعمها بأعمدة الممرات الداخلية المركزية.
ووصفها ابن جبير قائلا فيها: ((أعظم ما في هذا البناء قبة الرصاص
المتصلة بالمحراب وسطه وسامية في الهواء
عظيمة الاستدارة ومن أي جهة استقبلت البلد ترى القبة في الهواء منيفة
على كل كأنها معلقة من الجو))
وأما عن تسميتها بقبة النسر فيقول ابن جبير
في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
: ((يشبهها الناس بنسر طائر
وكأن القبة رأسه والغارب جؤجؤه ونصف جدار البلاط عن يمين
والنصف الثاني عن شمال جناحاه))









قبة النسر













أنتهى