الرقم (290)



المدرسة الظاهرية الحنفية والشافعية
المكتبة الظاهرية







وتقع داخل أسوار مدينة دمشق القديمة
بجانب المسجد الأموي الكبير في شارع البحرة الدفاقة
بزقاق الملك الظاهر.
وهي مشيدة مملوكية بناها الملك السعيد أبو المعالي
ناصر الدين محمد بن بركة قان
لتحتضن ضريح أبيه الظاهر بيبرس البندقداري
المتوفى سنة 678هـ الموافق سنة 1276م
ونقلت جثمانه المدفون في قلعة دمشق إليها
وبعد ذلك توفي الملك ناصر الدين ودفن بجوار أبيه قبل اكمالها
وبحسب النقش الكتابي الحجري
فوق سأكف المدفن والتربة
(أمر الملك المنصور سيف الدين قلاوون
سنة 691هـ بإكمال البناء)
ولتكون مدرسة لتحفيظ القرآن وتعليم الفقه.
والمكتبة الظاهرية تعتبر من أقدم المكتبات في مدينة دمشق والعالم
والتي أسسها الملك الظاهر بيبرس
سنة 676هـ الموافق سنة 1277م
وكانت تحتوي نفائس المراجع وكما كبيرا من الكتب والمخطوطات
والتي نقلت لحفظها في المكتبة الوطنية المركزية (مكتبة الأسد).
وكانت هذه المدرسة في الأصل دارا لـ (أحمد بن الحسين العقيقي)
والمتوفى سنة 368هـ ومن ثم أشتراها (الأمير فارس الدين أقطاي)
ومن ثم الملك ناصر الدين وفي الكتابة المرقومة
فوق الباب الرئيسي جاء فيها:
((باسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذه التربة المباركة
والمدرستين المعمورتين السلطان الملك السعيد
أبو المعالي محمد بركة قان ابن السلطان الشهير
الملك الظاهر المجاهد ركن الدين أبي الفتوح بيبرس الصالحي.
أنشأها لدفن والده الشهير ولحق به عن قريب
فاحتوى الضريح على ملكين ظاهر وسعيد.
وأمر بإتمام عمارتها السلطان المنصور سيف الدنيا والدين
قلاوون الصالحي قسيم أمير المؤمنين خلد الله سلطانه)).
ثم عمدت الدولة العثمانية
إلى إنشاء مدرسة ابتدائية فيها
عرفت باسم مدرسة الملك الظاهر عام 1294م.
وفي سنة 1877م كان القرار بتحويلها إلى مكتبة عامة
وذلك من قبل مفتش التعليم في دمشق (الشيخ طاهر الجزائري)
والذي يعتبر مؤسس المكتبة.
حيث عمل على إغناء محتواها وجلب الكثير من الكتب إليها.
وقد اتخذت هذه المدرسة مقرا للمجمع العلمي بدمشق سنة 1919
وهو ما يسمى بـ (مجمع اللغة العربية اليوم).
وقاعة الضريح تقع قاعة ضريح (الملك الظاهر وابنه السعيد)
إلى يمين المدخل بمنسوب أعلى بدرجتين
وحول بابها إطار مبني بالحجر الوردي اللون
مع زخارف من أشكال هندسية ذات خطوط متقاطعة
وفي أعلاه قطعة من الحجر الأبيض نقش عليها أربعة أسطر
جاء فيها ذكر أوقاف التربة
ويتوسط القاعة الضريح المنحوت الذي أُعيد ترميمه
على هيئة كتلتين ضخمتين من الرخام الأخضر
وتحيط به خزائن المخطوطات وتغطيها قبة ضخمة
وتقوم على أربع دعامات تتصل بعضها ببعض بعقود مدببة
مدمجة بالجدار ويتوسط كل عقد كوة دائرية.
واتبع المهندس طريقة الحطات المضلعة
للتوصل إلى إقامة القبة المستديرة فوق الجدران الأربعة
وتعمد الإكثار من الكوى والنوافذ في كل جهات القبة
ليوفر للقاعة أكبر قدر من نور الشمس خلال كل ساعات النهار.
وتعد هذه القبة نموذجاً مثالياً للقبب المملوكية الدمشقية.
ويشغل محراب الصلاة صدر القاعة متوسطا الجدار الجنوبي
وهو يؤلف بمجموعه لوحة فنية
من المرمر الملون المجزع المصدف على طريقة (الموزاييك)
ومن الفسيفساء التي تعد نموذجا
لزخرفة القرن السابع الهجري
وتتوسطه حنية يحيط بها عمودان صغيران
يعلوهما تاج من المقرنصات الصغيرة
ويزين جانبيه الآية الكريمة
(إنما يعمر مساجد الله مَن آمن بالله واليوم الآخر
وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله)
ويعلو المحراب نفسه قوس من المرمر المطعم.




























أنتهى