الحسين الطهر حيا وميتا



المرحلة الثانية (الدولة العباسية ): بقلم السيد طه الديباج الحسيني
١- بعد أن عرفنا شيئا عن المرقد المطهر للحسين بن علي في زمن الدولة الأموية يصل بنا المقام أن الخليفة هارون الرشيد وحسب ما ذكره الطبري في ج ٨ ص ٨٦- وص ١٠٩وص ٣٥٥قد سأل أحد الموكلين بسدنة القبر في الحير وقال له من أمرك بهذا فقال له امرتني بذلك ام موسى زوجة المنصور الخليفة ووالدة الخليفة محمد المهدي وكانت تجري عليه في كل شهر ثلاثين درهما ,فقال الرشيد: (ردوه الى الحير وأجروا عليه ما اجرته ام موسى)٠
٢- ابو السرايا السري بن منصور أحد بني ربيعة صاحب محمد بن ابراهيم بن طباطبا بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ع ،زار المرقد المطهر سنة 199هـ في زمن الخليفة المأمون العباسي والذي ثار بعد الزيارة ثورة مشهورة ثم تمثل بأبيات منصور النمري ومطلعها :
نفســي فـداء الحسين يـوم عـــدا
الى المنــايــا عــدواً ولا قافــل
ذاك يــــــوم أنحــى بشفـــــرتـه
علــى سنــام الاسلام والكاهـل


٣- يكاد يجمع المؤرخون على ان المتوكل العباسي قام سنة ٢٣٦هج بهدم وحرث قبر الحسين المطهر ( المتجرأ الاول ) وهدم ما حوله من المنازل والدور وقد زُرع بأمر منه ومُنع الناس من اتيانه ونادى أصحاب شرطته ((من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق فهرب الناس وتركوا زيارته ))٠
كان المتوكل العباسي كثير البغض وشديد الحقد لعلي بن ابي طالب ولأهل بيته سلام من الله عليهم وله براهين حتى ان اهل بغداد كتبوا شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه الشعراء ومما قيل في ذلك :


تالله إن كانت أمية قد أتت
قتل ابن بنت نبيّها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثلها
هذا لعمرك قبرهُ مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا
في قتله فتتبّعوه رميما


٤-قُتل المتوكل العباسي من قبل ابنه الخليفة المنتصر الذي استخلف خلافة المسلمين سنة٢٤٧هـج فأمن الناس وتقدم بالكف عن آل ابي طالب وترك البحث عن اخبارهم وأن لا يمنع أحد من زيارة المرقد المطهر ولا قبر غيره من آل ابي طالب وأمر برد فدك الى ولد الحسن والحسين واطلق اوقاف آل ابي طالب و ترك التعرض لشيعتهم ودفع الاذى عنهم .


الذي أُريد ان اصله ان القبر المطهر يُزار من قبل الزوار وهو نبراسا للاحرار في زمن الدولة الأموية وزمن العصر العباسي الأول ولغاية زمن الحاقد المتوكل ٢٣٦ هـ والمقتول سنة ٢٤٧ هـ
غدا بإذنه تعالى ما تبقى من أحداث مهمة في زمن الدولة العباسية .