سلام عليكم حقا أعجبتني كلمات هذه الأغنية التراثية العراقية الجميلة جدا والتي غناها سعدي الحلي ربما في مطلع السبعينيات على الأغلب .
الفيديو المصاحب شاهدته أكثر من مرة لكن الذي يحيرني من أين هذا الفيلم أو أين تم تصوير تلك المناطق من الريف العراقي وتلك المشاهد واللقطات الرائعة من مناطق البدو وشمال العراق . يظهر فيه صبية أكراد حفاة الأقدام ونساء يستحين من النظر للكاميرا ويبرقعن رؤوسهن ما أن يعْلمنَّ هناك من يصور كما يظهر أكراد مسلحون وكهوف يختبئون فيها ربما أيام حروب الشمال . الفيلم نادر جدا يصور الحياة الريفية وكأنك تراها وتحضرها فعلا .. أنا عشت في كل تلك المناطق . ومناطق معينة أستطيع القول أعرفها شبرا شبرا في الليل أو في النهار لكن المنطقة المصورة وذلك النهر ذو المياه الزرقاء النظيفة لم أرها ولا أعرف أين
يظهر قربه صورة لشخص كردي يدفع بقاربه إلى الجهة الأخرى لينقل الحمير والبغال مع أثقالها إلى الجهة الأخرى .. وتلك الصخور الجميلة والحصى المفروش بجانب النهر
الله ما أجملك يا عراق وددت أن أموت وتدفن صورتك معي تشاركني قبري
الله كم أحبك يا عراق بحلوك ومرك كلك جميل ومعطر أكاد أشم راحتك وأنا أجلس وحدي
كما تظهر صور لقرى مشيدة من الطين أيام الأربعينيات والخمسنيات إلى مطلع الثمانينات أو ربما لا يزال قسم منها .. لست أدري فقد انقطعت عن الريف منذ مدة طويلة , كما تظهر أغنام ومراعي وأبل ترعى
صور الأعراب وملابسهم وشعورهم الكثة توحي أنها من أيام الثلاثينيات أو الأربعينيات أو قبل ذلك
أحدهم يحضر الحطب لأجل صنع القهوة ... وهكذا الفيلم ينتقل بمشاهده تارة في وسط العراق وأخرى من الشمال يجمع بين اليابس والأخضر , بين الجبل والصحراء , والعيون وبرك المياه , والجداول , الزهور والأشجار , الحصى وتراب الأرض السمراء .. لكن في كل المقاطع أعجب أنه لم ينقل صورا من جنوب العراق , وربما يتهيأ في ذهني أنه نقل مشاهدا من مناطق ديالى القريبة من الحدود الإيرانية .. لست متأكد !
--
كنت ذات يوم جنديا وكانت السماء ملبدة بالغيوم وكأن النهار أصبح ليلا في منتصف شهر شباط أو كانون الثاني والجو بارد جدا.. وكنت أحاول أن أبني لي عشا أنام فيه ليلتي فكنا في العراء في حالة تقدم وإنذار لا خيم ولا أي مأوى .. فوضعت الأحجار حينها أحاول أبني لنفسي كوخا صغيرا من الحجارة والطين من ثم أغطيه بما هو متوفر من التجهيزات العسكرية لأنه لا وجود لأشجار في تلك المنطقة وقبيل المغيب قليلا صرخ بوجهي الآمر وقال ماذا تفعل ... قلت له كما أرى أحاول أن أبني كوخا صغيرا أنام فيه ليلتي
قال : ليش راح نبقى هنا .. جهز نفسك وبعد ساعة انطلقنا خلف دوكان وتركنا البحيرة وسد دوكان عن يسارنا .. أخرج الأمر الخريطة ليراها على ضوء المصباح الصغير .. قال أي هذه هي ميركه سر ؟
قلت له بشكل عفوي ( لا كسه ) جفل الآمر من كلمتي لأنه من المستحيل أن يلفظها جندي لآمره !!
قلت له أترى تلك الأضوية المنبعثة ؟ إنها من رانية .. وهذه التي أمامنا هي بنكرد والجبل الذي عن يميننا هو جبل ( بيره مكرون ) وذلك الجبل الذي خلف رانية هو جبل كيوه رش والذي على امتداده شرقا هو جبل ( أسوس ) لف الآمر الخريطة ووضعها في جيبه قال لا داعي أنت لن تفارقني ... وصلنا بنكرد في ذلك الليل وعسكرنا هناك في العراء .. والله كنت أحرق البطانيات بطانية بطانية حتى أشرق الصباح وبزغت الشمس كما كنت أسرق البنزين من سيارة أمر اللواء وأحرق البطانيات به والجنود يرمون أنفسهم على النار دون شعور من شدة البرد ....... انقضت تلك الأيام الصعبة جدا لكنها لا تذهب من الذاكرة
-----
سؤالي لكم أريد كلمات أغنية ( النسيم .. ورد الزرعته بالدمع جدام عيني ينكطع ) وأريد من يوضح لي في أي مكان بالضبط كل تلك المشاهد التي يعرضها الفيلم , وهل أن ذلك النهر هو نهر الزاب ؟
[youtube]ANNq3_mnZXE[/youtube]