( أنياب البنادق )
ما لهذهِ الأرض لا تهدأ ؟
المنائرُ تؤذي العصافير بصراخها
المهترئ ولم تُسكن متحركاً .
والأشجارُ لم تعد تلبس أقراطها المبنية من القش .
أزيز الرصاص يكبلُ أجنحة الحمائم .
لاهديل أسمعهُ فوق نخلتنا .
لا تغاريد تذكرني ببراءة الازهار .
ما لهذهِ الأرض حبلى بالثارات ؟
من تلدني من جديد في زمنِ أجدادي ؟
أجدادي الذين كانوا يسدون مجرى الدمِ
بشعرةٍ من شواربهم
لا أمان في أرضِ الأمان
أخاف على جسدي أن تمزقهُ أنياب البنادق
أخاف على رأسي أن يكون
شاخصاً لصبيانِ السلاح .
أخاف على طفولتي القادمة
من بيارق الصدفة
أخاف على مدينتي من القنابرِ الموقوتةِ
النطقُ لم يعد جُبناً
طالما الصمت يودي برأسي الى المقصلة
الحالمون بارغفةِ الخبزِ أيقظهم صراخ البنادق
وباتوا مشبعون من رعبها
من منكم يفتحُ أزرار الحناجر المتخمة بالخوف
من منكم يلعن الأبواب التي صافح اقفالها الصدأ
من منكم ينتزع الصحراء
من مخيلته البائسة ويزرع في كل زقاقٍ كتاب
الجهلُ يقتلنا .....
والأسماءُ توشي بنا
أجسادُ البيوتِ تملؤها رصاصات القبيلة
لا لشيءٍ سوى أن آدم هو نفسه
الذي يربطنا بالنسب المزعوم
كفاكم قتلاً لنا .
فنحنُ وآدم لسنا على صلحٍ
منذ سقوط تفاحتهِ في يدِ نيوتن
الى أن عرفنا الأرض تجذبنا للموت ونحنُ أحياء .

سلام الكريزي