والذي يترجح عندي من خلال مما كتبه المؤرخون، ونتائج الحمض النووي إن العرب مروا بطورين:
الطور الأول: وهو طور النشوء والتكوين، وقد أُطلق عليهم اسم العرب بسبب سُكنهم بجزيرة العرب، او سكنهم (غرب الفرات) كما سماهم الاشوريين، وكانت لغتهم العربية على مختلف لهجاتهم، ولم يكن يجمعهم جد واحد، (وهذا ما أثبته الحمض النووي)، بل كانوا من مجاميع بشرية كحال أي منطقة سكنية.
اما تاريخ النشوء، فلا توجد ادلة اركولوجية توضح ذلك بل مجرد مرويات لعل افضلها سندا قول ابن عباس ضي الله عنه (كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ ثَمَانُونَ رَجُلًا مَعَهُمْ أَهْلُوهُمْ، وَإِنَّهُمْ كَانُوا فِي السَّفِينَةِ مِائَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا، وَإِنَّ اللَّهَ وَجَّهَ السَّفِينَةَ إِلَى مَكَّةَ فَدَارَتْ بِالْبَيْتِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ وَجَّهَهَا اللَّهُ إِلَى الجُودِيّ فَاسْتَقَرَّتْ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ نُوحٌ الغرابَ لِيَأْتِيَهُ بِخَبَرِ الْأَرْضِ، فَذَهَبَ فَوَقَعَ عَلَى الْجِيَفِ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَبَعَثَ الْحَمَامَةَ فَأَتَتْهُ بِوَرَقِ الزَّيْتُونِ، وَلَطَّخَتْ رِجْلَيْهَا بِالطِّينِ، فَعَرَفَ نُوحٌ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّ الْمَاءَ قَدْ نَضَبَ، فَهَبَطَ إِلَى أَسْفَلِ الجُودِيّ، فَابْتَنَى قَرْيَةً وَسَمَّاهَا ثَمَانِينَ، فَأَصْبَحُوا ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ تَبَلْبَلَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَلَى ثَمَانِينَ لُغَةً، إِحْدَاهَا اللِّسَانُ الْعَرَبِيُّ. فَكَانَ بَعْضُهُمْ لَا يَفْقَهُ كَلَامَ بَعْضٍ، وَكَانَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُعبّر عَنْهُمْ).( رواه ابن ابي حاتم في تفسيره، (6/2032)، والازرقي في اخبار مكة، (ص42)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/266). )
وقول ابن عباس رضي الله عنه (كان في سفينة نوح ثمانون رجلا أحدهم جرهم).( رواه الطبري في تفسيره، (هود،38). )
وجرهم من العرب وهي قبل إسماعيل عليه السلام كما روي بالحديث (العربُ من ولدِ إسماعيلَ إلا جُرْهُمٌ).( حديث ضعيف، اخرجه ابن عدي، في الكامل في الضعفاء (4/207).)

الطور الثاني: وهو طور النسب، حيث عد العربي من تناسل من الأشخاص الذين سكنوا ارض العرب بالطور الأول ولهذا لم يُنسب سليمان الفارسي رضي الله عنهم ولا غيره من الاعاجم الى العرب بالرغم من سكناهم بارض العرب وتكلمهم اللغة العربية الفصيحة.
والله اعلم
عمار العاني