قراءة فى كتاب الكساء العاري
المؤلفة أمل بنت زيد المنقور وهو حديث من مسلمة إلى مسلمة فى موضوع اللباس وفى هذا قالت:
" وبعد:
أحدثك أيتها الغالية.. حديثا تتفجر المحبة في جنباته..وترقص المودة على أعتابه..
إنه أخيه.. حديث القلب إلى القلب..
حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء.
ووالله ما جعلني أكتب إليك.. إلا ما شاهدته مما أقض مضجعي... وآلم فؤادي...!!
إنه أخية... ذلك اللباس الذي ترتدين... وبه - لازلت أراك - تفاخرين!!!"
واستهلت المنثور حديثها بذكر حديث باطل لتستدل به على ما تريد بدلا من ذكر آ]ات الله فى اللباس فقالت:
أيتها الحبيبة المحبة...
إن مما أكاد أجزم به... أنه لا يغيب عنك حديث الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يوم قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا... كذا » [رواه مسلم] وفي رواية: «العنوهن فإنهن ملعونات» "
وسبب بطلان الحديث هو أن الذى لم ير شىء وصف من لم يراهم وكيف يصف أحدنا شىء لم يشاهده ؟
والخطأ أيضا قياس الريح والتى تتواجد فى مكان بمقياس زمنى هو مسيرة كذا سنة أو يوم
وزعمت المنقور أنها نبوءة أى خبر غيب فقالت:
وقد تحققت نبوءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الصنف من النساء.."
والغيب مما لا يعلمه النبى(ص) ولا غيره كما قال الله على لسانه:
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وبينت المنقور معنى كاسيات عاريات فقالت:
" ووجد نساء كاسيات عاريات: بمعنى أن بعض الجسد مكسو.. والآخر عريان، نعم لبست الثياب ولكنه (مشقوق) إلى حد الركبة، أو نصف الساق، أو أن تكون ثيابا (رقيقة) تشف عما تحتها من غير أن تكون تحتها بطانة، أو أن تكون الثياب (ضيقة) تفصل جسم المرأة، أو أجزاءه،... ويدخل في هذا الوصف أن تكون المرأة قد لبست العباءة (المزركشة) أو (المطرزة) أو (المدبجة بالفصوص وأنواع الزينة) مع عدم الستر... وكذلك أن تلبس (البرقع) أو «اللثام) وقد أبدت كامل عينيها وما حولهما من أطراف وجهها...!! [النساء والموضة والأزياء - خالد الشايع - ص 41]."
وتعريف الكاسيات العاريات بهذا التعريف لايوجد عليه دليل خاصة أن العباءة لا تظهر شىء ولو كانت مزركشة أو مطرزة وأما كون جزء عارى وجزء كاسى فممكن وأما ارتداء لباس شفاف فممكن وقالت:
"ولقد قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه السابق أمورا لا بد من أن أقف وإياك عندها:
أولها: أن هناك صنفين لم يرهما عليه الصلاة والسلام في حياته.. مما دل على أنهما سيظهران بعد ذلك...
ثانيها: أن من هذين الصنفين صنف يختص بالنساء دون الرجال...
ثالثها: أن الصنف المشار إليه يحمل أوصافا مذمومة عدة.
رابعها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد توعد هذا الصنف بعدم دخول الجنة... إلى جانب اللعن وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله - والعياذ بالله."
وأما أنه لم من معهم أذناب البقر يضربون الناس فقد رآه فى المرحلة المكسة عندما كان الكفار يجلدون المسلمين الضعاف بالسياط لرده عن دينهم وفى المرحلة المدنية رآه عندما نقد حكم الله فى الزناة وشاهدة الزور بجلدهم العقاب الشرعى كما فى سنن ابن ماجة فى حديث:
2574- حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ, قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا رَجُلٌ مُخْدَجٌ ضَعِيفٌ، فَلَمْ يُرَعْ إِلاَّ وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ الدَّارِ يَخْبُثُ بِهَا، فَرَفَعَ شَأْنَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلمَ فَقَالَ: اجْلِدُوهُ ضَرْبَ مِئَةِ سَوْطٍ, قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، هُوَ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ، لَوْ ضَرَبْنَاهُ مِئَةَ سَوْطٍ مَاتَ، قَالَ فَخُذُوا لَهُ عِثْكَالاً فِيهِ مِئَةُ شِمْرَاخٍ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً وَاحِدَةً"
ثم تحدثت عن عدم دخول صنف النساء النار فقالت:
"أنظرت - يا رعاك الله - إلى عظم الأمر... وخطورته...؟!
«لا يدخلن الجنة»... ولا حتى «يجدن ريحها»... وعيد تهتز لهوله الأبدان...!!
و«العنوهن فإنهن ملعونات» دعوة تخشاها العقول قبل القلوب...!!!
هذا عن الوعيد... فما بالك بمن توعدن به...؟!!!
إن صاحبات هذا الوعيد ليحملن من الأوصاف العجب العجاب...!!
أولها: أنهن نساء كاسيات عاريات...
نعلم يلبسن الثياب... لكنها ثياب تكشف أكثر مما تستر...
يقول الشيخ محمد العثيمين (يرحمه الله): «قال أهل العلم: معنى كونهن كاسيات عاريات (أنهن يلبسن ثيابا ضيقة أو ثيابا شفافة أو ثيابا قصيرة)» [الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة (3/855)]."
وتحدثت عن الصفة الثانية فى النساء فقالت:
"ثانيها: أنهن مائلات مميلات:
فهن مائلات عن الحق والصواب، مميلات لغيرهن عنه.. «وقد فسر بعض العلماء قوله «مائلات مميلات» بأنهن يمتشطن المشطة الميلاء، وهي: مشطة البغايا... ويمشطن غيرهن تلك المشطة.. وهذه مشطة نساء الإفرنج ومن يحذو حذوهن من نساء المسلمين» [تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات - الفوزان - ص 16، 17]."
كلام مضحك فلا توجد مشطة للبغايا ومشطة للمسلمات فالمشط واحد وإنما قصد العمل به هو الحلال أو الحرام فمن تمتشط لزوجها بأى تسريحة هى حلال وأما من تمتشط لكى يراها الناس أو يزنوا معها فهذا هو الحرام
وتعرضت للصفة الثالثة فقالت:
"ثالثها: أن رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة:
أي هن في امتشاطهن لتلك المشطة... كالأسنمة المائلة... قال النووي (يرحمه الله): «رؤوسهن كأسنمة البخت».. أي يعظمن رؤوسهن وذلك بجمع شعرهن ولفه فوق رؤوسهن حتى يميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما تميل أسنمة الإبل. [شرح النووي لمسلم 17 / 191].
أرأيت أيتها الحبيبة إلى أي مدى وصلت فظاعة الوصف... وشدة الوعيد...؟!"
وهذا التفسير عجيب غريب لأن أسنمة البخت وهى الإبل عندهم ليس فيها سنم مائل إلا أن يكون صاحبه مريض أو كما يزعمون مخلوق بعيب خلقى
وتحدثت عن تقليد النساء للنساء الكافرات فى التسريحات وغيرها فقالت:
وبرغم كل هذا... فإني أرى من بنات جنسي من يسارعن إلى اللحاق بركب أولئك اللواتي تم ذكرهن في الحديث... !!!
ووالله إنها لطامة كبرى... أن نرى من بناتنا من ينطبق عليهن هذا الوصف...
بل... ويتسابقن فيما بينهن ليحصلن على ما هو أفظع منه وأبشع... !!
إنها لطامة كبرى... أن نرى من بناتنا... (الكاسية العارية)... أو (المائلة المميلة).. أو - ويا للأسف الشديد - (من تجمع بين هذه الأوصاف جميعها) دون رادع من إيمان أو حياء... !!!
أجل أخية... تلك هي الحقيقة المرة المؤلمة... !!
وإني إذ سأذكر بعضا من تلك النماذج (المؤسفة)... لأعيذك - يا قارئة كلماتي - أن تكوني من أولئك... أو تتصفي بصفاتهن...!!
وإليك النماذج:
* فتاة تخرج إلى السوق وقد ارتدت ذلك الحذاء ذا (الكعب العالي) فأصبحت مشيتها بحكم ذلك (الكعب) مائلة... فيها تبتخر ودلال...!! لقد أصبحت كـ (الأرجوحة) التي تهتز يمنة ويسرة... وإذ عرف السبب... بطل العجب...!!!
* لبست العباءة... ولكنها عباءة تحمل (آخر خطوط الموضة) بـ (صرعاتها المتعددة)... وقد طرزت أكمامها بـ (القيطان المذهب) وأطرافها بـ (الدانتيل المزركش) ولا تسألي عن هويتها.... فلقد انطبق عليها حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : «رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» [رواه البخاري] - والعياذ بالله -.
* رأت تلك الممثلة (القديرة)... !! بتسريحتها (الميلاء).. فقررت أن تكون الأولى بين زميلاتها بتقليد تلك (الكافرة)... فمالت هي... وأمالت غيرها...!!!
* (أريد الستر والاحتشام)... قالت ذلك وهي تلبس شرابا بلون الجلد...!!!
ومن يفرق بين هذا اللون... وذاك الجلد.... يا أخية...؟!!
أيتها الغالية...
إن من أعظم الرزايا التي منيت بها الأمة المسلمة: تساهل كثير من نساءها وفتياتها في ارتداء الألبسة غير الساترة... كالألبسة الخفيفة التي تصف الجسم حجما ولونا، أو القصيرة، أو المفتوحة التي تظهر بعض أجزائه، أو الضيقة التي تجسد حجمه...!!!
«ونظرة عابرة لأي متجر للملابس النسائية تصف لنا حجم المأساة التي تعيشها أمة الإسلام اليوم...!!!
ووالله إنها لدمعة تتحجر في مقلة كل غيور على الدين... لسان حالها يقول: أهذه الثياب الفاضحة تليق بحفيدات عائشة وفاطمة...؟!!!
بل ومما يفتت القلب ويدميه... إقبال الكثيرات على تلك الألبسة الفاضحة... وافتخارهن بلبسها أمام النساء والمحارم...!!!
ولا تسأليني عما يلبسن... فمن طويل مفتوح حتى الفخذين... إلى قصير حاسر عن الركبتين، إلى شفاف يصف كل ما وراءه من مفاتن... إلى ضيق يصف حجم الأعضاء، وكأنها مجردة عن اللباس...!!! إلى عار يكشف الصدر، والظهر، والذراعين، والفخذين، بل من الثياب ما يكشف عن البطن...!! فما الذي بقي بعدئذ ليستر عن الأنظار...؟!!» [النصائح الثمينة لمخالفات المرأة في اللباس والزينة. ص9، 10 بتصرف].
فهلا أفقت من غفلتك.... يا مؤمنة...!!
لحد الركبتين تشمرينا ... بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب (ظل) في صباح ... يزيد تقلصا حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعور ... لأنك ربما لا تشعرينا
ثم بعد كل ما مضى... تعالي معي... - يا قارئة كلماتي - لأطلعك على ما يجعل الألم والحسرة يشتعلان في صدر كل غيور...!!!
إن ما مضى... بعض مما نراه ونلمسه فقط من فتياتنا - هداهن الله - في بلادنا.... وبين أظهرنا...!!
ولكن المصيبة العظمى أن يقع ما هو أفظع من ذلك منهن... ومتى...؟! عندما يسافرن إلى الخارج...!!!
وتلك هي والله قاصمة الظهر...
فلقد أصبح السفر إلى الخارج للترفيه والتفرج والسياحة (موضة) تتسابق فيها الكثيرات من الفتيات... وما إن يرجعن حتى يتسابقن في أيهن أكثر مرورا بالبلدان... وانتهاكا لتعاليم الدين... وتالله لقد تسابقن في إضاعة الدنيا والآخرة...
أجل والله... أخية...
فتيات مسلمات... من آباء وأمهات يدينون بدين الإسلام... يرتدين ما يبرز الصدر... والظهر والأيدي... بل... وما أمرن بستره...!!! ثم يخرجن وكأنهن كن في (سجن) ثم فك أسرهن...!!!
أكمام عارية... وأفخاذ بادية... وصدور ظاهرة...
وحجاب يشكو إلى الله استغناء صاحباته عنه... ولا تسألي بعد ذلك عن الحال... فهي مزرية ولا شك...!!
ولكن السؤال الذي يعتلج في الصدر:
ترى هل تعتقد تلك التي خلعت حجابها... وقصرت ثيابها عندما سافرت إلى الخارج... أن الله لا يراها ولا يراقبها إلا في جزيرة العرب فقط...!!
إن كانت تلك (المسكينة) تعتقد ذلك... فقد ضلت عن طريق الحق... وحادت عن جادة الصواب...!!!
وإليها... وإلى كل من ترى جواز فعلتها تلك أقول:
مهلا... يا مؤمنة...
مهلا... يا من آمنت بالله ربا... وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا وبالإسلام دينا.
مهلا... وتعالي لأقف وإياك وقفة مع رأي الدين الذي تدينين به فيما فعلت وأقدمت عليه...!!!"
وكل هذا الكلام عن الكساء والعراء وأسنمة البخت والميل ليس كلاما مما يستقيم مع كتاب الله لأن تلك الأوصاف تحققها المرأة المسلمة فى حجرة نومها لزوجها تليس جزء عارى وجزء مكسو تلبس ملابس شفافة تسرح تسريحات مختلفة ترقص وتتمايل
الغريب فى الحديث أنه لم يذكر أن ما تفعله داخلات الناء فى الأماكن العامة وأمام ألعراب أم تفعله لزوجها ومن ثم لو أخذناه بالمعنى العام لكانت كل نساء المسلمين فى النار لأننهن يفعلن كل ذلك فى حجرات نومهن
الغريب أن المنقور ذكرت فتاوى تتعلق بالنقاب فقالت:
«ورد سؤال إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (يرحمه الله) نصه الآتي:
هل يجوز للمرأة أن تتحجب من دون أن تغطي وجهها إذا سافرت للخارج...؟!».
وكان جوابه (يرحمه الله) ما نصه:
«يجب على المرأة أن تتحجب عن الأجانب في الداخل والخارج؛ لقوله سبحانه: { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } [الأحزاب: 53].. وهذه الآية الكريمة تعم الوجه وغيره، والوجه هو عنوان المرأة وأعظم زينتها، وقال تعالى: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } [الأحزاب: 59]... وقال سبحانه: { ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن } [النور: 31]... وهذه الآيات تدل على وجوب الحجاب في الداخل والخارج وعند المسلمين... والكفار، ولا يجوز لأي امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تتساهل في هذا الأمر، لما في ذلك من المعصية لله ولرسوله؛ ولأن ذلك يفضي إلى الفتنة بها في الداخل والخارج. [فتاوى المرأة - جمع: محمد المسند - (2/86)].
وإني هنا أيضا لأهدي هذه الفتوى إلى كل فتاة خلعت حجابها وقصرت ثيابها... وتجرأت على فعل ذلك داخل بلادها... وبين أهلها...!!!
أجل... وتلك هي الكارثة والله...!!!
بعض الفتيات - إن لم يكن معظمهن - في عصرنا هذا بمجرد سفرهن إلى منطقة غير منطقتهن التي يسكن بها داخل البلد... فإنهن يسارعن إلى خلع حجابهن... ولبس العاري والضيق والقصير من الثياب... والذهاب بهذه الهيئة إلى الأماكن العامة والمتنزهات... بحجة أن لا أحد هاك من أقاربهن... فلن يراهن أحد... وبالتالي لن ينتقدهن أحد على ما يفعلن...!! ولمثل أولئك النساء والفتيات أقول:
أين هي مراقبة الله عز وجل من نفوسكن...؟!
ألهذه الدرجة... تصل الحال بفتيات الإسلام... وهن اللواتي تعقد عليهن الآمال بعد الله عز وجل...!!!
سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين (يرحمه الله) عن اللباس الضيق والمفتوح للمرأة فقال:
«هذا اللباس لباس أهل النار، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «صنفان من أهل النار لم أرهما... إلخ الحديث»... فهذه المرأة - أي التي تلبس هذا اللباس - كاسية عارية؛ لأن اللباس إذا كان ضيقا فإنه يصف حجم البدن... ويبين مقاطعه، وكذلك إذا كان مفتوحا فإنه يبين ما تحته؛ لأنه ينفتح... فلا يجوز مثل هذا اللباس» [زينة المرأة بين الطب والشرع - محمد المسند - ص 45، 46].
أرأيت أختاه: ما أنت عليه من العصيان لرب العالمين...؟!
يا بنت عمي التي حادت بملبسها ... عن المقاييس آذيت المقاييسا
آذيت بالملبس المبتور فاطمة ... بنت النبي كما آذيت بلقيسا
إبليس راض وحزب الله في غضب ... على التي فاخرت في حب إبليسا
... ثم إن من المضحك المبكي... أن لا يكون التزام (الكساء العاري) مقتصرا على فتياتنا وحسب... بل إننا لنرى من الأمهات من تلبس ابنتها الصغيرة تلك الألبسة العارية ضيقة كانت أم قصيرة... ولو أنكرنا عليها ذلك لقالت: صغيرة... عمرها عشر سنين...!!!
والذي لا تعلمه هذه الأم أنها بذلك قد وضعت اللمسات الأولى لهدم ما تبقى من كيان الأخلاق في نفس ابنتها التي ستعتاد على تلك الملابس... فيصعب تقويمها بعد ذلك...!!
إذن أيتها الحبيبة الغالية:
تلك هي حقيقة (الكساء العاري) وما ينطوي عليه من الإثم والعصيان...!!
تلك هي الحقيقة.. من منظار الواقع.. ممزوجة بشفقة ومحبة أخت لك في الله... وكلها أمل أن تعيريها سمعك...
وتدركيها بعقلك وقلبك...!!!
أسأل الحق جل وعلا بمنه وكرمه... أن يرزقني وإياك البر
والتقوى... ومن العمل ما يرضى.... إنه ولي ذلك والقادر عليه... آمين"
وما ذكرته المنقور لا يتعرض لموضوع الكاسيات العاريات وإنما يتعرض للنقاب وما يسمى خطأ بالحجاب حيث تكشف المسلمة وجهها والغريب أن المفتين لن يأتوا بدليل واحد على النقاب وهو التغطية الكاملة من كتاب الله والتى تتعارض مع الأمر بغض البصر للنساء
وفى نهاية الكتاب ذكرت قصيدة فى الموضوع فقالت:
"وللشعر كلمة...
هذه قصة عرضها الشاعر د. عبد الرحمن العشماوي - وفقه الله - في أحد أشرطته التي ضمت إحدى أمسياته الشعرية... أحببت إضافتها لكونها تمس وترا حساسا... وتحكي واقعا ملموسا...!!
يقول الشاعر د. عبد الرحمن - وفقه الله -:
كنت في سفر إلى الخارج ففوجئت بفتاة مسلمة من هذه البلاد تركب الطائرة بعباءتها... ولكنها بعد أن تسير الطائرة قليلا... تتحول هذه الفتاة إلى فتاة أخرى.... تلبس القصير والعاري... فأحسست بألم شديد... ودار بيننا حوار قلت لها فيه: كيف ترضين أن تكوني بهذه الصورة....!!! أين إسلامك.... أين عقيدتك...؟!!!
ثم كان أن كتبت هذه القصيدة أحكي فيها حقيقة ما حصل فأقول:
هذي العيون وذلك القد ... والشيح والريحان والند
هذي المفاتين في تناسقها ... ذكرى تلوح وعبرة تبدو
عينان ما رنتا إلى رجل ... إلا رأيت قواه تنهد
من أين أنت؟ أأنجبتك ربى ... خضر فأنت الزهر والورد؟!
من أين أنت؟ فإن بي شغفا ... وإليك نفسي لهفة تعدو؟!
قالت: أنا عربية، فسألت مسلمة ... قالت: نعم، ولخالقي الحمد
فسألتها والحزن يعصف بي ... والنار في قلبي لها وقد
من أين هذا الزي ما عرفت ... أرض الحجاز ولا رأت نجد؟!
هذا التبذل يا محدثتي ... سهم من الإلحاد مرتد
فتنمرت ثم انثنت صلفا ... ولسانها لسبابها عبد
قالت: أنا بالنفس واثقة ... حريتي دون الهوى سد
فأجبتها والنار تلفحني ... أخشى بأن يتناثر العقد
ضدان يا أختاه ما اجتمعا ... دين الهدى والفسق والصد
والله ما أزرى بأمتنا ... إلا ازدواج ما له حد"
والعجيب فى أمثال هذه الكتب أنها لا تناقش أدلة ولا تناقش صحة الحديث ولا عدم تعارضه مع كتاب الله ولا مع غيره من الروايات