شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: شي من تاريخ قبيلة الدبات في الحرب العالمية الاولى

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    الصورة الرمزية ابو حيدر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    447
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي شي من تاريخ قبيلة الدبات في الحرب العالمية الاولى

    شي  من  تاريخ  قبيلة  الدبات  في  الحرب  العالمية  الاولى do.php?img=16987

    شخصية الحاج عذافة حامي الدبي الطائي
    معركة حصار الكوت (مدينة عراقية تقع جنوب شرقي بغداد) ، التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى ، بين القوات العثمانية والقوات البريطانية .
    ذكر الاستاذ مثنى حسن مهدي في كتابة قصة الحصار ، أن أهالي المدينة اصبحوا يريدون الخروج من المدينة باي ثمن . وقد نفذ صبر الأهالي تماما ووصلوا إلى حالة من اليأس وفقدان الأمل ، شرعوا في بدايات شهر نيسان عام ( 1916 ) ، عندما وصلت أزمة الحصار ذروتها بمحاولات الخروج من البلدة بأية وسيلة ومهما كانت النتائج وقد كان المئات من العوائل يصنعون الجلاج والاطواف وما هو متوفر لديهم من القراب والجرار والصفائح والمقاعد الخشبية والكل يعلم مسبقا" أن مثل هذه الرحلة محاطة بمخاطر غير اعتيادية وقد تؤدي الى مقتل العائلة بالكامل وأن فرص النجاة لا تتجاوز ال 10 % و‏لكن أصبح نجاة فرد أي من العائلة هو خير من موتهم جميعا .


    الحاج عذافة بن حامي بن غانم الدبي الطائي من دبات السبيعات يسكن الكوت وهو تاجر وصاحب خان لبيع الحبوب و معروف على مستوى الكوت ، اختارت عائلة الحاج عذافة طريق الخلاص المحفوف بالمخاطر كحل لمشكلاتها ومعاناتها لاستحالة العيش بعدما أطبق الجوع فكية على الأهالي واصبح الصبور هو الحلم الذي تتحقق فيه الحياة . في ليلية من ليالي شهر نيسان ( 1916 ) ، وقد غاب القمر وبقيت النجوم تتلألأ في السماء بكل وضوح ركبت عائلة الحاج عذافة الجلج صعدت زوجته زهرة قاسم وبدأت البنات يصعدن الواحدة تلو الأخرى ( طلبة ، وسفانه ، ووردة ، وفطيم ونشمية ، واجمالة ، وسويرة ، وغريبة ) ، ثم صعد الحاج عذافة وهم يحلمون ويأملون أن يتحقق لهم الوصول الى ضفة النهر الأخرى ؛ تمسك كل واحد من العائلة بالأخرى على أمل أن يقطعوا النهر بسلام وبدت اللحظات وكأنها ساعات وما أن بدأ الجلج بالتحرك والاقتراب من الجانب الأخر من النهر حتى سمع جنود الاتراك صوتا ينبعث من النهر ما لبت الجنود أن فتحوا النار بكثافة على مصدر الصوت ظنا منهم أن جاسوسا يتسلل للاطلاع على مواضعهم وتحصيناتهم لنقل تلك المعلومات إلى أعدائهم الإنكليز وما هي الا لحظات حتى هدا البنات وأصيب الحاج باطلاقات نارية في يده وساقه استطاع بعدها وبصعوبة بالغة أن يصل إلى ضفة النهر بعيدا عن مصدر النيران لينجو بنفسه . ومرت الأيام وانتهى الحصار واستسلمت القوات البريطانية المحاصرة في الكوت في ( 29 / نيسان 1916 ) ، ودخل الأتراك المدينة حيث نصبوا المشانق ثم ما هي الا شهور حتى تقدمت القوات البريطانية من جديد بقيادة الجنرال مود لتحتل الكوت حيث انسحب الأتراك من المدينة شمالا إلى بغداد وطاردت القوات الإنكليزية القوات التركية المنسحبة حتى دخلت بغداد في (ظ،ظ، / أذار‏ 1917 ) ، وسقطت بغداد بيد القوات البريطانية وانتهى حكم الأتراك في العراق لتبدأ مرحلة جديدة من الاحتلال ، عاد الناس بعد فترة إلى أعمالهم يحملون هموم والام الحصار والاعدامات التي تحملتها المدينة .
    عاد الحاج عذافة مع العائدين إلى عملهم في تجارة الحبوب كان الله في عون ذلك الإنسان كما كان في عون كل أهالي مدينة الكوت المنكوبين بالحصار بين الاتراك للمدينة وحصار الإنكليز للأهالي بعد المصاب التي مرت عليهم وما كابدوه من خسائر في الأرواح والممتلكات والأموال ، بدأ الحاج عذافة بارتياد السوق يوميا بحكم طبيعة عمله وهو يملك روحا حساسة وعين لماحة ونظرة لا تخيب كانت حياته ملينة بالأحداث ، وتزوج الحاج عذافة مرة ثانية بعد أن فقد الأحبة لعل يجد في زواجه الجديد سلوه له عما عاناه في تلك الأيام مرت على حادثة فقد العائلة ثمان سنوات وهو ما زال يتذكر براءة بناته الصغيرات طلبة ، سفانه ، وردة ، و .. وما أن يرى طفله بعمرهن حتى يمعن النظر يتذكر صغيراته الجميلات وفي احد الأيام حيث كان الحاج عذافة جالسا في دكانه يبيع ويشتري الحبوب وبجانيه صديقه الحاج منشد البدري يتجاذبون أطراف الحديث وإذا برجل يقبل مع زوجته وبنتا معهم يريدون شراء كمية من الحبوب فتساوم معهم على السعر وبالتفاتة من الحاج عذافة إلى الطفلة تذكر نظرات ابنته الممتدة إلى البعيد وأمعن النظرات فرأى في هذه الطفلة سمار عائلته وكان العرب يعرفون ذلك ( بعلم القيافة ) ، والقيافة على قسمين قيافة اثر وقيافة بشر فقيافة الأثر هو تتبع أثار الأقدام والأخفاف والحوافر في البحث عن الفار من الناس والضال من الحيوان أما قيافة البشر فالاستدلال بهيئة الإنسان وشكله على نسبة كان الحاج متميزا في هذا الفن وكلما نظر الى الطفلة ارتسمت امامه صوره ابنته طلبه وازاد ثباتا وقوه بقناعه والطفله منذهله امام هذه النظرات المركزة ومرت على الحاج العديد من الأحداث وبالنظر والأثر ومن خلال رؤيته وحسه الذي لايخيب ووعيه البالغ الدقة وبحثة عن الضائع المجهول صاح الحاج عذافة هذه ابنتي !! فحدثت مشادة بينه وبين الرجل الذي معه البنت والرجل يطالب الحاج بالدليل وإلا فان ادعائه ضرب من الجنون وادعاءه يصبح خيال من خيال وتجمع الناس وطلبوا من الحاج الدليل واعطاهم علامة من جسم البنت ورأى الرجل صدق خصمة ولم يرتبك بحديثة ووجد فيه الطيبة وعاطفة الأبوة وكأن صادقا في اخلاص ويستند الى معلومات دقيقة وتدخل الحضور وحكموا بأرسال البنت الى أمراه للتأكد من تلك العلامات التي ذكرها الحاج واتضح أنه كان محقا في دعواه وجاء الجواب كما توقع واعطى الدليل المادي على ذلك .


    رأى الرجل صدقة واخيرا اعترف الرجل بأنه اشترى البنت من امرأة وجدتها على ضفة النهر قرب جلح متروك وأخيرا طالب الرجل الاب الحقيقي بثمن شراء الطفلة وبنفقات تربيتها لتلك السنوات الماضية فأعطاه الحاج عذافة كل ما طلبة عن طيب خاطر واخذ الطفلة ... انها طلبه ابنته التي صعدت الجلج مع تلك العائلة المنكوبة امتنعت البنت اول الامر لأنها تربت في احضان تلك العائلة وسرعان ما غدت رفيقة الحاج عذافة وبقبة أهله واخذت همومه ومتاعبه وآلامه تتلاشى وتبعث السعادة في قلبة وهو يرعاها بأبوه حانية كبرت الطفلة طلبة ولما بلغت مبلغ النساء تزوجت من ( عبد عبد العباس العائدي ) ، وعاشت مع زوجها سنين طوال تتذكر ايام الغربة والضياع والفوز بالعودة الي احضان والدها 0 غير ان طلبة لم تنجب من يحمل اسمها ولكن قصتها هي الوريث الذي جعلها تعيش حيه في هذا السفر الذي سجل جانبا من تاريخ مدينة الكوت ما هو مدهش إن هذه القصة هي قصة اهل الكوت جميعا في العبور لكن ما ميز قصة الحاج عذافة ان الصدفة التي وقفت في الطريق هي التي اعادت له بعض اهله كل هذا بسبب الحصار الجائر الذي لا ناقه لهم فيه ولا جمل .
    قدم الحاج عذافة لنا صور شاملة للحياة الإنسانية المليئة بالعاطفة واخيرا انتهت حياة الحاج عذافة بعد هذه الرحلة الطويلة الشاقة يوم 20 /5/1960 .



    الحاج عذافة حامي الدبي الطائي


    هو الحاج عذافة حامي غانم الدبي السنبسي الطائي . ولد في مدينة الكوت موطن آباءه وأجداده مواليد 1860م توفي 1960م كان من اوائل التجار في الكوت ومعروف على مستوى المحافظة وكانت له علاقات كبيرة مع التجار وشيوخ العشائر في الفرات والغراف وكان يسكن منطقة الفيصلية وفيها اراضي وبساتين كثيرة ملكا له في هذه المنطقة وقام ببناء اول معمل لانتاج الدبس في بيتة الكبير في الفيصلية وسمي بالدبس خانة ( أي معمل الدبس بالغة التركية ) ويعد اكبر تجار الكوت لبيع وشراء الحبوب . وهو اول من ارتدى غطاء الراس ( عقال ) المعروف بزي الامارة .
    وكان الحاج عذافة له علاقات قوية مع الثوار ضد الانكليز في عهد الدولة العثمانية وكذلك مع قادة ثورة العشرين فيما بعد احتلال العراق من قبل الانكليز .
    وبعد قيام الملكية العراقية استقر الحاج في مركز مدينة الكوت وكان ديوانه عامر وهو اقرب مضيف للمدينة ، وفي ذلك الوقت لا يوجد في مدينة الكوت فندق فالغريب حينما كان يجلس في المقهى يعرفونه فبعضهم يقصد مضيف الحاج عذافة إذا كان الوقت متأخراً .
    وكان مقصد الكثيرين من اصحاب المشاكل ومن طالبي الحاجات ما قصدة احد الا ورجع بما جاء فيه .. كان كريم الى حد الاسراف لايهمه ان كان ضيوفه عشرات .
    والحاج عذافة حامي غانم الدبي الطائي هو والد كل من ( رحيم ، وحميد ، وجبار ، وعبد الرضا ، وكريم ).

    من كتاب شيوخ واعلام قبيلة الدبات السنبسية الطائية ( تحت الطبع ) .

    الباحث والمحقق المهندس خضير عباس جبر الدبي


    التعديل الأخير تم بواسطة ابو حيدر ; 10-16-2022 الساعة 03:44 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قبيلة الحباب القحطانية
    بواسطة العصيمي في المنتدى منتدى العشائر والقبائل العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-23-2023, 07:49 PM
  2. طالب صربي يتسبب في الحرب العالمية الاولى
    بواسطة همسة سكون في المنتدى منتدى عجائب وغرائب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-18-2016, 01:04 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-24-2015, 08:11 PM
  4. ابتكارات بسبب الحرب العالمية الاولى
    بواسطة ملكة الاحساس في المنتدى منتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-05-2014, 07:57 PM
  5. قصة الحرب العالمية الاولي و الحرب العالمية الثانية
    بواسطة انور السعدي في المنتدى منتدى التاريخ العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-28-2014, 01:02 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى