قبيلة طي

[احمد الحرازي]

قبيلة طي

عد الجيش البريطاني هذه العشيرة بانها افضل العشائر العربية قتالا... لماذا وقفت طي على الحياد مع ما كان يجري حولها واليكم ما وثق بشأنها في ملفات الجيش البريطاني عام 1922

عشيرة طي
في مطلع القرن الثاني الميلادي ثلاثة عشائر عربية من اليمن، اجبرت من بعد مدة من الضغط الناجم عن زيادة عديد السكان ونقص المراعي في وسط الجزيرة العربية، على الهجرة الى شمال الجزيرة. العشيرة الاولى كانت بقيادة بكر ابن واءل ، وقد استقرت حول مدينة أمد Amed والان تسمى ديار بكر، والعشيرة الثانية معروفة باسم ربيعة وينصبون خيامهم بين نصيبين والموصل، بينما العشيرة الثالثة وهي مضر ومنها حاليا واليهم تنتسب طي، وقد استقرت في المنطقة بين الرقة وسيروج.


طي يبدوا انها استمرت في جوار الرقة ولغاية منتصف القرن السابع عشر، عندما وقع غزو شمر الكبير. بالتعاون مع بقية العشائر الاضعف فان طي اجبرت ان تجد لها مكانا للسكن في منتصف الجانب الشرقي من شمالي الجزيرة. ان تغيير مواطن طي وطبيعة احوالهم الجديدة قد خلقت اوضاعا جديدا في خواص طي وتحولت من عشيرة مستقلة مزارعة لتتحول الى العديد من البدو مربي الحيوانات. هجمات شمر النهابة من جهة الغرب والعشائر الكردية من جهة الشمال جعل الحراثة المسالمة لأراضي الذرة مستحيلا.


في السنوات الاخيرة باشرت طي استعادة بعض قوتها البدائية في شمال الجزيرة. سلسلة من الزعماء الضعفاء غير القادرين على ممارسة سيطرة كافية على مختلف الافخاذ قد جعلت من سمعة العشيرة في وضع متدني. ان تولي محمد وهو شيخ العموم الحالي والذي قد تمكن من ان يظهر نفسه بانه يتمتع بدرجة عالية من الدبلوماسية البدوية، قد منح العشيرة بعض الاهمية في المسائل المؤثرة على حالة الحدود العراقية- التركية. خلال زمن الحرب العظمى اكتفت طي بتجديد ما لديها من خزين من الاسلحة والاعتدة لرما كسعر مقابل تعاملها الحسن مع الاتراك او القوافل التركية. في كل الاوقات كانت طي التي لم تكن تدفع الخاوة الى شمر جربا، قد عاشت في المقابل بوضع جيد مع شمر جربا، ولكن لم تقم ابدا بمحاولة لمنافستها في ميدان النهب او جباية الخاوة. في نهاية عام 1919 وقعت حادثة تمت تسويتها بشكل مقبول عند نهاية عام 1920. العاصي شيخ عموم شمر جربا، اتهم محمد شيخ طي قيامه بالتعدي على حقوق رعي شمر. كنتيجة حصل صدام بين العشيرتين تسبب بمطالبات بالدم برز بين العشيرتين. في نيسان 1920 الشجار تجدد بسبب خلاف على ادوات عربة. بضع رجال قد قتلوا خلال شجار بين الاطراف

العشائرية، ولكن سلما مؤقتا قد تم التوصل اليه من قبل السلطات التركية في نصيبين. ان طي وبسبب من وضعهم الجغرافي وحاجتهم الى سوق نصيبين، فانهم لديهم حساسية وبشكل غريب الى الدعاية التركية. اهمية طي ايضا تم ادراكها بسهولة من طرف المحرضين الشريفيين، وفي ربيع عام 1919 استلم محمد اول رسالة دعاية معروفة تعود الى شريف مكة في شمال الجزيرة. لقد امتنعت طي من التحرك في اضطراب تلعفر، وعلى الرغم من مطالبتهم بشكل مستمر من قبل الأتراك والأشخاص الساخطين في العراق، فان طي تعهدت ان لا تقوم بأعمال معادية ضد البريطانيين. في كانون اول 1920 طلب محمد الموافقة ان يجلب جزء من عشيرته الى جنوب جبل سنجار. لقد كان من الممكن تخيل ما دام الرعي جنوبا وايضا غرب سنجار هو ضروري لقطعان طي، فانهم لن يقوموا بشيء يسيء الى سلطات العراق. وفي حالة وقوع تحرك تركي كبير على الموصل، فان طي وكما يبدو سوف لن يكون لديها خيار سوى ان تبقى محايدة او انها ستنضم الى عمل معادي ضد الحكومة العربية. محمد له تاريخ ممتاز في فن الدبلوماسية ويعرف اللحظة التي يستفيد او يرفض تحالفه مع الاتراك. هو يحافظ على كامل طاقة عشيرته من اجل صراع لا مفر منه مع شمر جربا حول التفوق شمال الجزيرة. ان طي الان هي عموما بدوية وهي ترعى بين جبل سنجار وجبل عبد العزيز. في بعض الاحيان يتحركون في حدود مناطق نصيبين. إذا كانت السنوات القليلة الماضية دليلًا على إجراءاتهم المعتادة، فمن المعتاد بالنسبة لهم قضاء وقت الشتاء شمال وغرب جبل سنجار ووقت أشهر الصيف بين نصيبين ووادي ال هول. خلال هجرتهم هم لا يقدمون طرق هجرتهم، وان خيامهم تنتشر بعيدا وبشكل متسع في منطقة كبيرة من مناطق رعيهم. يصل عديد قطعانهم لربما الى20000 ألف والى 30000 ألف رأس واعداد جمالهم 1500 ألف جمل. مصدر تموينهم الرئيسي هي نصيبين وماردين، ولكن قوافل طي بشكل مستمر تجد طريقها الى الموصل. طريق الموصل هذا بات متعارفا عليه بسبب نقص الحصول على التموين في المناطق التركية . مبالغ معقولة من الاموال يتم جمعها سنويا من القوافل التي تستخدم طريق نصيبين-سنجار- موصل.


التماسك الداخلي للعشيرة يتم من خلال الشيخ محمد عبد الرحمن شيخ العموم. خارجيا ورغم ان طي ليس لديها عداوة محددة مع شمر جربا، الا انها بشكل عام على علاقة ودية معها. علاقات سلمية تم الحفاظ عليها مع حمو سيرو شيخ اليزيدية، وفي شهر تشرين اول 1920 كان محمد قد ادى زيارة الى بلاد سنجار. هذه الصداقة كانت مفيدة كثيرا فيما مضى للسلطات البريطانية في تلعفر، منذ ان مكنتهم في متابعة حالة محاولات التمييز التي تقوم بها شمر. لقد عبر محمد عن استعداده بالتعهد بشن عمليات ضد مسلط باشا شيخ الجبور، على شرط ان علينا ان نساعده بتقديم البنادق والاعتدة. ولهذا لعله جرى الافتراض بانه لا يكن حالة من حلات المحبة للجبور. لعله من الممكن في حالة عمل غير مرغوب فيه من طرف الاتراك بإقامة تعاون بين طي واليزيدية باتجاه التأثير على خط اتصالات نصيبين – الموصل.
عشيرة طي تتمتع بشهرة جيدة عن شجاعتها وقدراتها القتالية، عند مقارنتها ومفاضلتها مع أفضل العشائر العربية بوسعه وضع أكثر من 1000 الف رجل مسلح جيدا في الميدان، بينهم اثنان من كل خمسة هم من الخيالة. البنادق التي بحوزتهم هي غالبا تركية نوع ميزور، والتي باتت مؤخرا غير متوافرة في نصيبين. تامين البنادق والاعتدة هو غالبا يتم من خلال نصيبين، برغم ان الاسلحة هي ايضا يمكن ان تصل الى مناطق طي من حلب.
تتكلم طي العربية، وهي تدين بالمذهب السني. وبسبب من كونهم من السنة فانه وتحت ظروف معينة فان العشيرة قد تبدي التعاطف مع المشاريع والدعاية التي يقوم بها الشيخ احمد السنونسي.


الشخصية الرئيسية والاكثر اهمية في العشيرة هو محمد عبد الرحمان وهو رجل يدرك اهمية تماسك العشيرة وايضا يرى ان عدم التماسك في داخل شمر جربا لعله يمنح طي الفرصة في الحصول على الهيمنة في الامور السياسية في الجزيرة. هو وفي كل المناسبات اظهر روح الصداقة الى البريطانيين لعله بسبب انه يأمل بالعثور على مراعي جديدة لقطعانه جنوب جبل سنجار. الشخصية الاخرى الوحيدة الملاحظة هو حسن ال دانداخ، وهو رئيس فخذ جوالة ويتمتع بسمعة عالية بوصفه قائدا مقاتلا. كان قد قطع ارتباطه مع محمد لبعض الوقت وأنظم الى شمر جربا لبعض الوقت وقد عاد الان مع طي.


الاجراءات التأديبية ضد طي هي ممكنة فقط حاليا عبر المناطق البريطانية باستخدام الطائرات. ولأغراض الاخضاع التام للعشيرة فان احتلال نصيبين هو ضروري. حركة منسقة من الخيالة مدعومة بعجلات مسلحة من نصيبين وتلعفر وسنجار لعلها بوسعها ان تخضع العشيرة. مناطق طي تحصل على المياه الكافية في الشتاء ويمكن من خلالها الوصول الى غالبية اماكن الابار. ثلاثة كتائب من الخيالة ستكون ضرورية في حالة تنفيذ عملية عسكرية، ولكن هذا العدد لن يكفي إذا ما شمر جربا ستكون ودية مع طي او تقف على الحياد. أكثر اشكال التأديب يتحقق من خلال القصف الجوي للخيام والقطعان. ايضا من الممكن الاستيلاء على قوافل طي في الموصل وسنجار
بقلم Mouayad Alwindawi

المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى العشائر والقبائل العراقية