مكانة النسب في الإسلام do.php?img=16999
يتصور البعض ان هناك تقاطعا بين الاسلام وعلم الانساب لان مكانة الانسان في المجتمع الاسلامي منوطة بمقدار تقواه ... طبعا وهذا مما لا اشكال فيه لكن نحن في ظل الاسلام لا نريد من النسب ما كان يراد منه قبل الاسلام من التفاخر والتفاضل وما يجره ذلك من العصبية ... بل هناك امور كثيرة في الاسلام وفي الفقه الاسلامي تتوقف على معرفة الانساب .
فلما جاء الاسلام اعطى لأهمية النسب بعدا اوسع ورتب عليه بعض المصالح الأخروية كما يظهر من بعض النصوص الشريفة فزادت اهمية هذا العلم في الاسلام عما كانت عليه قبله فالنسب في الاسلام اضافة الى كونه وسيلة للتعارف حيث يقول سبحانه :(( يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) الحجرات/13 , فان به تعرف الارحام وتوصل فقد روي عن رسول الله (ص) : (( تعلموا انسابكم لتصلوا ارحامكم )) وهذا الامر يشتمل على عدة مصالح دنيوية واخروية يبينها ذيل هذا الحديث حيث يقول : (( فان صلة الرحم محبة في الاهل , مثراة في المال , منسأة في الاجل , مرضاة للرب )) . وروى ابوحمزة الثمالي عن ابي جعفر الباقر عن آبائه عن رسول الله (ص) انه قال : (( صلة الارحام تزكي الاعمال وترفع البلوى وتنمي الاموال ,وتنسئ له في عمره , وتوسع له في رزقه , وتحبب في اهل بيته فليتق الله وليصل رحمه )) فمعرفة الانساب مقدمة لصلة الارحام ونتائج صلة الارحام هي:

1- نشر المحبة بين الاهل .
2- الثراء في المال وزيادة الرزق .
3- تزكية الاعمال .
4- دفع البلوى .
5- تنسيء الاجل وتطيل العمر , فقد روي عن الامام الرضا (ع) قال (( يكون الرجل يصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة , ويفعل الله ما يشاء)) .
6- ثم الخاتمة التي يرجوها المؤمنون وهو نيل رضا الرب وفي ذلك ورد الكثير من الروايات تركنا ذكرها رعاية للاختصار.

وبالتالي فنحن بملاحظة هذه الجزئية فقط نرى ان هناك مصالح دنيوية واخروية قد رتبها الله عز وجل على معرفة الانساب وبهذا يندفع التوهم الذي صدرنا به كلامنا .. وفق الله الجميع للعلم والعمل الصالح
على العقيلي