عمليات القصف الجوي البريطانية  على عشيرة الصفران في 12 أيلول 1919 do.php?img=17012
عمليات القصف الجوي البريطانية في بلاد النهر…. عمليات القصف الجوي على عشيرة الصفران
عندما انتهت الحرب كان لبريطانيا عدد من الاسراب الجوية في المنطقة وهي بعد اليوم باتت السلاح الفعال في مواجهة العشائر والسكان المحليين.
استخدمت الطائرات في عموم البلاد وبكثافة عالية في المناطق الكردية……ولقد كانت عشيرة الصفران في السماوة نصيبها بأكثر من عملية قصف جوي………..
بتاريخ 20 تموز كتب الحاكم المدني في بغداد الى القائد العسكري العام للقوات البريطانية في بغداد مذكرة يشرح فيها الاسباب الضرورية التي ادت الى قصف عشيرة الصفران بتاريخ 24 مايس 1920 والايام التالية.


واوضح الحاكم المدني ان الضابط السياسي في الديوانية كان قد كتب في 12 ايلول 1919 بانه يواجه مصاعب جمة في التعامل مع هذه العشيرة التي يصعب الوصول اليها برا سواء من طرف القوات العسكرية او حتى من قبل قوات الليفي المحلية. وان الصفران كانوا وبشكل متكرر يشنون الغارات على العشائر المسالمة في المناطق المجاورة بما في ذلك عفك وبالتالي بات من الصعب على هذا الضابط ان يحول وحصول منازعات داخلية ما بين العشائر والتي يمكن ان تنتشر وتتوسع وتؤثر على الهدوء والاستقرار.
شيخ الصفران هو معجون ولثلاثة مرات رفض القدوم لمناقشة ما هو افضل لتسوية الامور بين العشائر ولقد رفض حتى دعوة اللقاء مع الضابط السياسي المسؤول عن اللواء. ومن بعد اضاعة ثلاثة اشهر من المحاولات من اجل الوصول الى تفاهمات فان معجون قد تم انذاره بالحضور الى السماوة شخصيا من بعد منحه الضمانة بعدم حصول شيء له وخلال عشرة ايام وان يسلم 500 بندقية ودفع المستحقات الضريبية البالغة 5000 روبية تدفع لغرض الوصول الى تسويات وفق المتعارف عليه بين العشائر وفي حالة اخفاقه بتنفيذ هذا الانذار فانه سيكون معرضا للقصف الجوي وفعلا كان قرار القصف مصادق عليه وبوشر فيه بتاريخ 30 ايلول 1919. من نتائج القصف ان انتشرت العشيرة فورا في المناطق المجاورة وتوغلت مع العشائر البدوية ومع ذلك كان للقصف تأثيره الجيد مؤقتا.


العشائر في الناصرية التي عانت من غارات الصفران رفضت منحهم الملاذ وقد اظهرت رضاها كون العشيرة تم التعامل معها من قبل الادارة الحكومية…………
شقيق معجون واسمه ناهي تمت مفاتحته من قبل الشيوخ الصغار في العشيرة لان يكون هو الشيخ وان يتوصل الى تسوية مع الحكومة على ان تكون تسوية مرضية لجميع الاطراف. ثبت ان ناهي لا يصلح للمهمة برغم ان الضابط السياسي تعهد بدعم الشيخ الجديد والشيوخ الصغار الا انه في النهاية فشلت المحاولة. بتاريخ 28 تشرين الثاني 1919 وقعت حادثة جديدة كان الصفران طرفا فيها. حضر ناهي لمقابلة الميجر دالي وترجاه بالمزيد من الدعم من طرف الحكومة من اجل ان يتمكن ان يكون بوضع افضل كي يمارس نفوذه داخل العشيرة. الم يحقق ناهي الكثير من بعد عدة اسابيع وبالتالي قام مساعد الضابط السياسي بإرسال قوة من الليفي تعدادها 30 لترابط في مقر ناهي الذي انخرط الان بجمع البنادق التي توجب عليه تسليمها بوصف ذلك جزء من الشروط المتفق عليها. الضابط العربي في القوة تحمس كثيرا وفرض على الشيخ بان بالجمع الفوري للبنادق وتدخل هو ورجاله بعملية الجمع. حصل شجار وسقط قتلان من رجال العشيرة واثنان من قوة الليفي قتلى وقد تم جمع بضع بنادق. هذه الحادثة جعلت الانكليز يدركون انهم دعموا الحصان الخطاء لهذا قام ناهي والضابط السياسي بالطلب من معجون القبول بشروط جديدة وهي ان البنادق ال 500 يمكن دفع ثمن عنها للحكومة وان يدفع 1000 روبية عن ديات القتيلين من عناصر الليفي وان يتم تسليم ولده كي يحجز كرهينة لحين تنفيذ هذه الشروط. من بعد ان حضر ابن معجون واستمع للشروط فقد غادر وعاد بعد عدة ايما ومعه مبلغ من المال نقدا م اربعون بندقية قديمة عديمة الفائدة بينما رفض معجون الحضور.
مواقف معجون هذه اخذت تحدث بأثارها على بقية العشائر التي باتت تحدث الفوضى وفي عدم الالتزام بدفع الضرائب وهي ضرائب تعد الادنى مقارنة والمناطق الاخرى.
نوقش موضوع الصفران في شهر شباط مرة اخرى وتم اتخاذ قرار جديد بتوجيه قصف جوي جديد للعشيرة. في هذا الاثناء مدير السكك ابلغ بتعرض القاطرات للمداهمة والسرقات من طرف العشائر في المنطقة وطالب بان تتخذ الاجراءات الحازمة ولقد زادت الغارات بين العشائر وتعرض احد الضباط المكلفين باحتساب الحاصلات للتهديد وهكذا وبتاريخ 24 مايس 1920 بوشر بأعمال القصف الجوي وبشكل عنيف وواسع.


قبل يومان من انطلاق اعمال القصف كان معجون قد توفي وفاة طبيعية، ولكن معلومة وفاته لم تردنا الا من بعد مرور يومان من انهاء الغارة. كل من ابن معجون وناهي وجدا انه ليس باستطاعتهم السيطرة على العشيرة وبرغم ان الغرامة خفضت الى 300 بندقية وخفضت ايضا مبلغ الضريبة المستحق بمبلغ 1000 روبية، ولكن لم يتمكنا تحقيق ذلك. ممثلين عن العشيرة حضروا بتاريخ 20 مايس وقبلوا بالشروط وباشروا بتسليم البنادق ودفع المبالغ المستحقة………..
ملاحظة: هذه الاعمال البريطانية ومواقف الرفض بالاستكانة من بعض العشائر لهم وقعت قبل ايام قليلة من حادثة شعلان ابو الجون وانطلاق الثورة ، وهكذا انطلق فهم بان رفض العشائر دفع الضرائب المفروضة قد شجع العشائر الاخرى على الثورة
بقلم

Mouayad Alwindawi