شبيلي نصرالله الاسدي do.php?img=17029
وجيه شاعر خطيب

من الشعراء والخطباء المشار اليهم بالبنان.
ولد عام 1860م. في الجبايش
ينتسب الى حمولة الدلفين، احدى حمائل ال الشيخ من قبيلة بني اسد. هاجر الشاعر شبيلي من الجبايش على اثر خلاف مع أبناء عمومته، فسكن في عشيرة (ال مشكور) احدى عشائر ال حول من بني خيكان بقرية الحمادية يرافقه أبن أخيه المرحوم فارس بن منشد النصرالله . وعاشوا بكل اجلال واحترام وتقدير مع عشيرة المشكور والجاسم وأخذ يمارس المرحوم شبيلي نشاطه الأدبي والتبليغي.اما فارس فقد عمل في التجارة لحين وفاته واعقب ولدا واحد وهو المرحوم شاكر بن فارس المنشد...
وذات يوم كان المرحوم شبيلي ذاهبا الى مضيف السيد (رحم ال سيد عگلة) ومعه ولده حنون وكان السيد سلمان مقارب لعمر حنون وبيده شي من التمر فطلب حنون منه بعضها فرفض سلمان اعطاء حنون، فقال له السيد رحم: ماذا تقول ياشبيلي بموقف سلمان، فكتب له في الحال بيت من الابوذية قال فيه:


ريجي من مرار الوكت تمره...
وعلي ديانتي كل يوم تمره...
طلبت انا لعد حنون تمره...
بچة سلمان وانشبني المنيه
فضحك السيد رحم واستمر المجلس في الحديث والشعر وامر بإرسال (حلاّنة) تمر من النوع الجيد لبيت شبيلي ومن هنا توسعت علاقته مع السادة والعشائر وشيوخها فأصبح صديقا ونديما وشاعرا للمرحوم الشيخ (بدر الرميض) كذلك صديقا للمرحوم الشيخ شريف العصاد والمرحوم الشيخ سليمان النصرالله ومشايخ اخرين.
وفي احد الأيام كلفه الشيخ (بدر الرميض) بخطوبة فتاة من عشيرة قريبة من عشائر ناحية الفهود كانت تدعى (غزيلة)، وكان الشيخ قد رآها فاعجبه جمالها، وقد ارتحل أهلها من أراضي الشيخ بدر فكتب الى شبيلي يطلب منه البحث عن الفتاة وخطبتها للشيخ، وكانت الرسالة تحمل بيتا من الابوذية قال فيه الشيخ بدر الرميض:
وحگ من خالج السبعة ورضها...
بسيفي لاگصد الصعبة ورضها...
شبيلي روح لغزيلة ورضها...
من تزعل تشب نيران بيه.


وعندما بحث شبيلي عن الفتاة وجدها وفوجئ بعملها حيث كانت تعمل (دواسة) وراء مجموعة من الابقار والثيران وهي صغيرة السن ولكن جمالها كان أخّاذاً، فلم يعجب شبيلي ذلك المنظر الذي لايليق بالشيخ بدر، وهنا وقع في محنة وحزن بين رغبة الشيخ وصغر سن الفتاة، وعدم اهليتها لمكانة الشيخ فكتب للشيخ بدر بيتا من الابوذية يلمتسه العذر ويخبره وضع الفتاة قال فيه:
ابحليب أمك قسمت عليك والديس...


منزه من كلام الغلط والديس...
اغزيله امحزمه يابدر والديس...
وره الثيران تلعب طوطحيه..


قرأ الشيخ بدر رسالة شبيلي فرماها من يده وأقسم ان لايكلم شبيلي، ومر عاما كاملاً على شبيلي بحسرة وحزن حتى اغتنم فرصة أحد الاعياد حيث جمع بعض شخصيات ال سيد عگلة ومن معهم من (ال أحول) وذهبوا الى مضيف الشيخ بدر الرميض، واثناء الجلسة قام شبيلي لتفقد فرسه وفوجئ بأن الطعام الذي قدم إلى الخيول هو (التمن) وهو أمر لم يسبقه مثيل; وذلك لغلاء سعر التمن وندرته في ذلك الوقت، فما كان من شبيلي الا ان يرتجل بيتا من الابوذية بتلك الجلسة قال فيه:


خصال الجود الك كملن وتمن...
وليك الخايفة يدور وتمن...
بدر حنطة يعلج الهن وتمن...
رضن منك جياد الهاشميه..
وكان الشاعر شبيلي شاعرا هجاء متمكن سريع البديهية خطير كالافعى الى جانب لين العريكة وجمال المعشر، وفي احدى السنوات مر بضائقة مالية جعلته يتوجه إلى أحد رؤساء العشائر وابدى له حاجته فاعتذر منه وكان قد وعده في السابق سيقضيها له فكتب من ساعته ورقه وناولها لكاتب ذلك الشيخ وقال له: اعطِ تلك الورقة لعمك عندما يعود وانا ذاهب، وقد هجاه بأقذع الألفاظ وفيها يقول:


أريد أنصب على الشيخان عازاه...
وخصوص أللي يتباها بكبر عازاه...
نخيتة وماگضة المجبوح عازاه...
هو وطكعه احنين سويه..
توفي المرحوم شبيلي عام 1936م. عن ولدين هما (ملا عبود وحنون) و(الحاج كاطع) الذي نشأ مع اولاده وهو ابن زوجته (دخيلة).
وبعد وفاة شبيلي تكفل المرحوم (كاطع بن ذرب العباس) الذي يتنسب لحمولة البوعايش احدى حمائل ال الشيخ بني اسد. بتربية وعناية اخوته من امه فحرص عليهم اشد الحرص حتى نشأ واشتد عودهم. وكان الحاج كاطع يعمل في التجارة ثم امتهن الخياطة، ويعد من وجهاء القرية ورجالها ومن اصحاب المضائف فيها. تزوج من عشيرة ال مشكور واعقب أربعة أولاد هم: (جواد. عناد. صادق. موحان) واربعة بنات .
(الملاعبود الشبيلي الاسدي)


نشأ وتعلم القراءة والكتابة بمدرسة الملالي عند (الشيخ حافظ والمرحوم ملا عبود) من مواليد 1910م. استطاع ان يتوسع بعلاقاته في القرية والناحية وامتدت لتشمل سوق الشيوخ وعشائر المجرة وبني خيكان وال حبيب شيوخ الغزي. ومن اصدقائه المقربين كان: المرحوم عبدالحميد الفرهود المغشعش، وحسن الشيخ موسى، ومحمد علي الشيخ ذياب، والشيخ ريسان الكاصد، والملا جادر الحطاب ال سوز الشهير بالخيكاني، ويقول الخال جادر: لقد سماني ولدي جادر لحبه بشخص صديقةجادر الخيكاني. اضافة الى شيوخ ناحية الفهود وشعرائها وتجارها وهم كثيرون وعمل سنوات طويلة في الخطابة مضافا الى شعره المتنوع والرصين وعندما اراد السفر الى الكويت كتب له الشيخ (محمد المنشد الحبيب) رسالة الى الفضول بدولة الكويت وعمل فيها سنوات عديدة وخلال تواجده في الكويت كتب الى صديقه ونديمه المرحوم ياسين ال جواد والد الكاتب والأديب الاستاذ كاني ال جواد:
چنكم يياسين تنسون المحب والخل...
وطروشكم مابينت شنهو السبب والخل...
ماني الچوي لعلتي مافادها والخل...
وعلى الوسادة أون ماينسمع وني...
والمثل مضروب فايتني الطبخ وني...
ياحادي العيس لوسار الضعن وني...
حيث انكروني عمامي واخواتي والخل
تزوج الملا عبود من احدى بنات المرحوم عداي الباهض من حمولة الحنيطات ال احول. واعقب منها ثلاثة أولاد هم: (جادر. كريم. سلام) واعقب من البنات أربعة.
وفي احدى الأيام وهو يقرأ مجلسه الحسيني بديوان الشيخ بدر الرميض، ووصل بحديثه لاستنجاد النساء بمن يحميها فانشد الملا عبود على المنبر:
تمنيت اخو صبحة وية الأنصار...
يسل سيفة ويخلي الكوم طشار...
تمنيت أخو صبحة الشفية...
حاضر ابيوم الغاضرية...
ويشوف لن زينب سبية... وهنا نهض الشيخ بدر الرميض من مجلسه مناديا باعلا صوته. زود.. زود.. وهي شيرت البوصالح فخرج الجميع الى الميدان فجرد سيفه هازجا (لوحاضر زينب شفتوني).
وهنا تدل قدرة الشاعر على النظم البارع. وفي احدى الأيام تعرضت دار الملا عبود للحريق اسوة ببيوت المنطقة التي كانت مبنية من القصب والبردي فكتب اليه صديقه السيد عزيز الحصونة مواسيا الملا ومخففا لماحل به فقال:
مگرود محد يگلبي بهل وكت داراك...
وانت بطريق الهوى تحت الخطر داراك...
ياهو الذي شوهت عن الولف داراك...
ومسيت مالموم دلاّلك يلومك وطن...
وأيام عسرك حوافر بالجلاوي وطن...
انچان ترضة يملّة دار طيبه وطن....
داري الك هاي وحسبة عوض داراك...
لهيب المسّ ابو الغيرة لهبني...
وعنك موش لاهيني لها ابني...
دارك لويصح بيدي لها ابني...
ذهب وفيايه يكسر عليه
فكتب له الملا عبود شاكرا موقفه الاخوي الجميل والرائع بتلك الحادثة:
ذهب ياسيد عزيز اللي حجيته ودار...
ومن قيس اخذت الهوى وستارثيتة ودار...
لينت جاسي الصخر وانخشع لية ودار...
ومحد المثلي على كثر الصبر واطن...
اطغار همي وزنتة بالوزن واطن...
دارك عساها الي ولكل شهم واطن...
ويفداك ذاك الذي جل شوف وجهة ودار..
اما اشعاره مع صديقه المرحوم (حمزة ال عباس ال جوهر الصالحي) فقد اشترى ذات يوم المرحوم حمزة من الشلب زنة 75 كيلو غرام وتركها في بيت الملا عبود بناحية الفهود وبعد مدة اشهر كتب الملا عبود الى صديقه المرحوم حمزة أبو ثامر يطلب منه المجيء لاخذ اكياس الشلب فقد تمزقت الاكياس من اشعة الشمس وان الدجاج اخذ يلتقط الحب المتساقط منها. فتعجب المرحوم عباس وكتب للملا بيتا من الابوذية قال فيه:
الصاحب لوبغة الصاحب كلامين...
يتعذر والعذر واضح كلامين...
دجاجك هافي الذمه كلا مين...
العذر اقبح من افعال الرديه..
فكتب الملا ردا للمرحوم حمزة:
وحگ من خالج الدنيا ولامان...
بيدي اجمع بالمطشر ولامان...
دجاجي مااكل مغطة ولامن...
جربنه مغاطيكم رديه..
توفي رحمه الله عام 1979.
اما المرحوم (حنون) هو جدي لأمي الابن الثاني للمرحوم (شبيلي النصرالله الاسدي) وهو من مواليد 1920وتوفي عام 1976م. فقد التحق بالجيش العراقي سنوات طويلة من عمره كان من الفكاهين متكلم لبق وذو صوت جميل يمتلك ناصية الكلام في الحديث ويأسر مستمعيه ويجلبهم إلى حديثه إلى درجة الإستيلاء على مشاعرهم وهو يبث بعض النكات اللاذعة مطعما بها حديثه، لايعرف التعقيد طريقا الى حياته، وهو يكتب الشعر، الا انه مقل وله عندما انقطعت علاقته مع احد اخوته كتب هذا البيت قائلا لابن اخيه جادر:
هبشتي شمرد ابيضها شلابه...
وعگلي انشرك ياجادر شلابه...
اخوي الماحضر يومي شلابه...
المافرّع وحورب بالثنيه...
تزوج الزاير حنون من ابنة عمه واعقب ثلاثة أولاد توفي اثنان منهم بحياته وعاش له واحد وهو (طالب) اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية بناحية الفهود ودخل كلية التربيةجامعة البصرة وتخرج منها عمل مدرسا الى يومنا هذا يتمتع بسمعة جيدة وعلاقات حميدة. متزوج وله لدان هما (علي وحمزة) .
(جادر ملا عبود الاسدي)
كانت ولادته عام 1944م. ونشا على والده فعلمه واحسن تربيته وادخله المدارس الرسمية فاكمل فيها الابتدائية والمتوسطة ثم عمل موظفا بدائرة كهرباء الفهود كتب الشعر منذ نعومة اظفاره وكان بيته الغزلي الأول لعشقه الفتاة الكردية يمثل علاقة الوالد بولده وصفوة العلاقة فيما بينهما حين قال الخال جادر مخاطبا صديق والده الشيخ دواد السلمان:
شمايبرة الجسد من داي كرداي...
وتوالم وية روحي الحزن كرداي...
يبوكاظم نحرني خشف كرداي...
بمرح يمشي وانا النيران بيه..
فتاخرالشيخ داود عن الرد ولعله يريد بذلك نصحه في الابتعاد عن عشق الفتاة الكردية. وتحدث الشيخ داود الى صديقه ملا عبود بالأمر وعند عودة الملا لداره سأل ولده جادر هل اجابك عمك ابو كاظم على ما أرسلت له فقال جادر: لا لم يرد بعد، فقال: خذ الرد من أبيك ففتحت الورقه وفيها الجواب:
نهيتك كتلك يكتلك ولكراد...
ورواد الفضا عيونة ولكراد...
يجادر بالعرب رئفة والكراد...
على المغرم فلا بيهم حميه..
فترك جادر الامر من ساعتها. وتزوج من احدى بنات عمومته واعقب خمسة اولاد وثمان بنات. وكان لفقدان ولده الكبير الشهيد (ذو الفقار) الأثرالكبير في نفسه فكتب من الشعر معبرا عن الحنين لولده الشاب ومن جملة ماكتب رحمه الله:
هبت وايست روحي من الكار...
سره واحرم جفن عيني من الكار...
اشد ناري يبو كاظم من الكار...
شهيق الها وزفير على الوطيه..
وله في الاهزوجة مستذكرا عشيرة ال مشكور وال جاسم من ال احول حيث قال:
انا مشكور مني وانا من مشكور...
ولحسين العلي ظلت اليوم اصكور...
لفرحان الفراضة ودارت لمنصور...
هنا تذكار لجاسم كلها مرضيه..
وله في ال حول والمرحوم مهلهل ال عيسى حيث قال:
حولة مجربة وتلعة بني خيكان...
هلا يل بيك صولة وشمرت الفرسان...
اذا رايد تدلل ضيف ابو ريسان...
خوالك للكلافة هديب ياثعبان...
ذولة يشيلونه هنا من يثكل حملك..
وجادر رغم مصاعب الزمن كان علاقاته اوسع من ابيه وجده، فقد امتدت لتشمل العديد من الشخصيات في الناحية المحافظة وحتى المحافظات الاخرى من شيوخ وشعراء ورجال دين ودوله. توفي عام 2020م.
(كريم عبود شبيلي الاسدي)
كانت ولادته بمدينة الفهود عام 1958م. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة بعدها دخل كلية العلوم بجامعة البصرة وتخرج منها عام 1982م. هاجر بسبب الاوضاع السياسية من العراق واستقر ببرلين عاصمة ألمانيا واكمل دراسته هناك وحصل على شهادة عليا في الأدب المقارن من جامعة برلين الحرة. اضافة الى عضويته في جميعة الأدب الألماني الحديث وعضو بجميعة الكتاب العالميين ببرلين له اسهام واسع في الحياة الثقافية ببرلين وهو يكتب وينشر باللغتين العربية والألمانية نشر شعره في العديد من الصحف والمجلات العربية مثل: الاغتراب الأدبي _لندن/ واللحظة الشعرية _لندن/ وإبداع _القاهرة/ والثقافة الجديدة _دمشق/ والقدس) وله مجموعة شعرية بعنوان(قصر البداية) طبعت عام 1993م. وله شعر كثير ويمتاز بعلاقات واسعة ومع شخصيات معروفة في الاوساط الأدبية والسياسية العراقية والعربية وحضر الكثير من المؤتمرات، وفي احدى السنوات تأخر كثيرا عن الاتصال والمراسلة مع اخيه الكبير جادر فكتب له رسالة تحمل بيت من الدارمي فقال جادر:
لا تجفي وية عضاك وتيبس العود...
لوخابرت من بون ترميك الفهود...
وبعد مدة اشهر جاء جواب كريم لأخيه بموال قال فيه:
ياساري الليل وديهم ورد ودنه...
واحنه على حبهم ابد اللي بتعد ودنه...
تطفي الشمس نارها ونشعلها من ودنه...
وفي ودنه احتار كل صاحب غرام وهوه...
والنجم من ودنه ودع مساره وهوه...
كل حجي الأحباب بالتالي رايح وهوه...
بس حجينه بودنه مال الارض والدنه..
اما المرحوم سلام الابن الثالث لمرحوم ملاعبود فقد كان من الشباب المثقف بناحية الفهود اكمل دراسته وشارك في الانتفاضة

الشعبانية وهاجر الى أمريكا وتوفي هناك اثر حادث سير مخلف ولده فنار وابنته منار

بقلم بقلم هاتف فيصل الحولاوي