نظرات فى كتاب الترغيب في قراءة سورة الكهف
المؤلف محمد راتب النابلسي والكتاب يدور حول أمور تحدث فى يوم الجمعة وكلها للأسف يعتمد على الأحاديث المتناقضة مع القرآن وقد استهله بذكر قراءة سورة الكهف فى يوم الجمعة فقال:
"النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)).
[الحاكم عن أبي سعيد الخدري].

والخطأ أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة يعطى النور ويخالف هذا التالى :
أن النور يعطى للمسلمين فى الأخرة مصداق لقوله "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بأيديهم "
وتحدث عما تخيل أنه فضائل السورة وفى الحقيقة هو موضوعاتها فقال :
"هذه السورة مباركة، وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنه من قرأها كل يوم جمعة أضاء الله له ما بين الجمعتين، فيها قصة الخضر وسيدنا موسى، وقد بين الله تعالى في هذه القصة أن ما كل شيء يزعجك هو شر، قد يكون هو الخير , خرق السفينة سبب نجاتها، قتل الغلام هو سبب سعادة أبويه، وبناء الجدار سبب حفظ مال اليتيم.
فسيدنا الخضر يعلم حكمة الأمر التكويني، وسيدنا موسى يعلم الأمر التشريعي، فأنت تقيس على هذه الحوادث الثلاث، تستنتج منها:
{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}(سورة البقرة)."

بالقطع قراءة تلك السورة فى صباح الجمعة يتعارض منع وجود عمل قبل الصلاة وهو ما عبر الله عنه بقوا " وذروا البيع" وعمل بعد انتهاء الصلاة وهو الانتشار فى الأرض وهو ما عبر عنه بقوله" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى ألأرض وابتغوا من فضل الله"
إذا لا مجال لقراءة تلك السورة فى وقتى العمل قبل وبعد الصلاة وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون"
وما قاله الرجل هو :
"طوال الجمعة إن جاءك شيء تكرهه يجب أن تقيسه على سورة الكهف، ثم بين الله في هذه السورة صاحب الجنة الذي اعتد بجنته فأتلفها الله عز وجل، والذي افتقر إلى الله عز وجل فكسب الدنيا والآخرة، طبعا هاتان القصتان فيهما أشياء كثيرة:"
وكرر النابلسى نفس الحديث فقال:
"((إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)).
[الحاكم عن أبي سعيد الخدري].
هذه واحدة.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه)).
[أبو داود و النسائي و الترمذي عن أبي الجعد الضمري].

أي أغلق قلبه، أصبح لا يعي على خير، لأن الله سبحانه وتعالى أكرم المسلمين بهذه العباد التعليمية، عبادة تعليمة، فالإنسان لابد له من أن يصلي الجمعة، ولابد لخطيب الجمعة من أن يشرح آية أو حديث، أنت على صلة بالعلم طوال حياتك."
وترك صلاة الجمعة من غير عذر هو كفر بالله يجب التوبة منه ثم حكى النابلسى كعادته حكايات من هنا وهناك فقال :
"سمعت أن في الاتحاد السوفيتي قبل أن ينهار كان هناك معرض للإلحاد، يدخله الأناس، يرون من أوهام الأديان وسخافات الأديان الشيء الذي ينفرهم من الأديان كلها، فسمي هذا المعرض معرض الإلحاد، إلا أن المسلمين إذا دخلوا إلى هذا المعرض ازدادوا إيمانا بالله، لأن المسلم له ثقافة سببها خطبة الجمعة , فمثلا جاء في هذا المعرض أن كتاب المسلمين يقول: الأرض على قرن ثور , والثور على ظهر حوت , والحوت على سطح بحر، هذا ما قاله القرآن الكريم، القرآن قال:
{ن والقلم وما يسطرون}.
(سورة القلم).
هذا جاء في بعض التفاسير , فالمستمع يفرق بين أصل القرآن وبين التفسير، لذلك في آخر مرحلة منع المسلمين من دخول هذا المعرض، لأنه أعطى النتيجة العكسية، ما من مسلم يحضر خطبة جمعة إلا عنده شيء من العلم لأن الجمعة عبادة تعليمية:
((من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه)).
[أبو داود و النسائي و الترمذي عن أبي الجعد الضمري].
أي أصبح قلبه لا يعي على خير، وفي رواية أخرى:
((من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق)).
[الحاكم عن أبي الجعد الضمري].
أي يجب أن تحرص على خطبة الجمعة حرصا لا حدود له، وكما ذكرت يجب أن تتحرى مسجدا تنتفع من خطبته، ابحث عن مسجد تثق بعلم خطيبه، وبورعه، واستفد من هذا الخطبة."

وتحدث عن خطبة الجمعة فقال :
"عظمة خطبة و صلاة الجمعة:
"و قال النبي صلى الله عليه وسلم لقوم يتخلفون عن الجمعة:
((لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم)).
[أخرجه مسلم عن ابن مسعود].

أي النبي عليه الصلاة والسلام هم أن يجعل إحراق بيت الرجل بسبب ترك الجمعة، هل هناك وعيد أشد من هذا الوعيد؟ يقول عليه الصلاة والسلام لقوم يتخلفون عن الجمعة:
((لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم)).
[أخرجه مسلم عن ابن مسعود]."


والأحاديث السابقة الخطأ فيها إرادة القائل وهو ليس النبى (ص) قطعا حرق بيوت الذين لا يصلون فى المسجد وهو ما يخالف أن الله أباح الصلاة فى كل مكان فقال :
"وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره "
وتحدث عن حكاية أخرى من حكايات الإلحاد عن عظمة صلاة الجمعة فقال:
"قلت لكم فيما أذكر:

إن أحد كبار القادة الملحدين الذين يشيعون الإلحاد في بعض البلاد الإسلامية، يقول: لو أعطوني مساجد الجمعة لجعلت الناس في حال آخر، يدرك عظمة هذه الخطبة، أن الناس جميعا مهما اختلفت مراتبهم الاجتماعية، وثقافاتهم، لابد من أن يجلسوا في مسجد ليستمعوا إلى كلمة , وهم منصتون.
و هناك حديث آخر و هو:
((إذا قلت لصاحبك: أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت)).
[متفق عليه عن أبي هريرة]"

والخطأ فى الحديث السابق أن منكر المنكر صلاته باطلة بقوله لصاحبه أنصت وهو يخالف وجوب إنكار المنكر مصداق لقوله تعالى:
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "
كما أن الله لا يحاسبنا على الفعل وإنما على النية فالمنكر هنا نيته سليمة أى قلبه متعمد الخير وإن كان فعله خطأ عند الكاذبين فالله لا يعاقبه مصداق لقوله تعالى:
"وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "
وحدثنا عن ضبط المعلم الأصوات فى الفصل وهو أعظم مشكلة تواجه المعلم فقال :
"والعجيب أي مدرس أكبر مشكلة يعاني منها ضبط الصوت، قبل أن يعلم، قبل أن يلقي العلم على الطلاب، قبل أن يشرع بالدرس، الطلاب لا ينضبطون، لكنك تجد من خلال حديث أو حديثين مساجد المسلمين في شتى بقاع العالم الإسلامي يجلسون بصمت مذهل، ما هذا النظام! فقد تكون الخطبة لا تستمع، فيها أخطاء كثيرة، فيها ضعف، فيها عدم تماسك، فيها تشتت، ومع ذلك مجموع المصلين على اختلاف ثقافاتهم، وإمكاناتهم، يجلسون يصمتون، من هذا الحديث:
((إذا قلت لصاحبك: أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت)).
[متفق عليه عن أبي هريرة].
لغا بمعنى شوش، طبعا من لعب بالحصى فقد لغا ـ فقد كان المسجد أرضه من الحصى ـ يقابل الحصى مسبحة يلعب بها و لا يسبح بها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((من لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا)).
[أبو داود و ابن خزيمة عن ابن عمر].
ولم تكن له جمعة.
أهم شيء أن تجلس حيث ينتهي بك المسجد"

والحديث الخطأ فيه أن الصلاة تحسب ظهرا للمتخطى اللاغى وهو كلام لا يعقل فكيف تحسب الركعتين أربعة والظهر أربعا كما هو معروف؟
المعروف أن من تخطى لابد ألا تقبل صلاته أيا كانت حتى يتوب من ذنبه
وحدثنا كالعادة عن حكايات تاريخية فقال :
"ثانيا: ألا تلغوا، لا كلمة و لا حركة، وألا تتخطى رقاب الناس.
" يروى أن أحد الخلفاء ـ كأنه هارون الرشيد ـ ذهب ليحج بيت الله الحرام، طلب أن يلتقي بعالم جليل من علماء مكة , وكان وقتها فيما أذكر الإمام مالك، فذهبوا إليه , وقالوا: أجب أمير المؤمنين , فقال هذا الإمام ويعرف قيمة العلم والعلماء: قولوا له يا هارون إن العلم يؤتى , ولا يأتي، فلما قالوا مقالته للخليفة، قال: صدق، أنا آتيه، فلما أعلموه أنه سيأتيه، قال: قولوا له إذا جئت لا ينبغي لك أن تتخطى رقاب الناس، قال: صدق، سأجلس حيث ينتهي بي المجلس، فلما ذهب وجلس أعطوه كرسيا، فقال الإمام مالك: من تواضع لله رفعه , ومن تكبر وضعه، فقال: خذوا عني هذا الكرسي , وجلس على الأرض ".
إذا: ((من لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا)).
[أبو داود و ابن خزيمة عن ابن عمر].
ولم تكن له جمعة.
وروى أبو الزاهرية فقال:
((كنت جالسا مع عبد الله بن بسر يوم الجمعة فما زال يحدثنا حتى خرج الإمام فجاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له: اجلس فقد آذيت وآنيت)).
[أحمد عن أبي الزاهرية].
آنيت؛ أي تأخرت فتخطيت رقاب المسلمين فآذيتهم , فإن كنت حريصا على مكان مريح فباكر إليه."

وتحدث عن التبكير إلى صلاة الجمعة فقال :
"الترغيب في التبكير إلى الجمعة:
الآن الترغيب في التبكير إلى الجمعة، سمعت أن في بعض البلاد الإسلامية الذي يعتاده المسلمون أن يأتوا إلى المسجد قبل ساعة من أذان الظهر، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)).
[متفق عليه عن أبي هريرة]

والخطأ الأول هنا هو أن التبكير لصلاة الجمعة يزيد أجر المصلى وهو ما يخالف أن الحسنة وهى العمل الصالح بعشر أمثالها مصداق لقوله تعالى:
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
زد على هذا أن المطلوب من المصلى هو الطلوع من بيته أو مكان عمله بعد النداء وليس قبله كما قال تعالى:
"يا أيها الذين أمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "
والخطأ الثانى وجود الملائكة فى المساجد لكتابة المصلين أو لسماع الذكر وهو ما يخالف أنها تخاف من النزول للأرض مصداق لقوله تعالى:
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وشرح الرجل الحديث دون أن يفهم الأخطاء التى فيه والتى لا يمكن أن يقولها الرسول(ص) مناقضا القرآن فقال:
|المقصود بالساعة أي وجبة بعد وجبة، أناس بعد أناس، الذين يأتون أول الناس هم في الساعة الأولى , في المرحلة الأولى، الذين جاؤوا بعدهم في المرحلة الثانية، وتبدأ من بدنة , إلى بقرة , إلى كبش أقرن، إلى دجاجة , إلى بيضة، أما إذا صعد الخطيب المنبر جلست الملائكة يستمعون الذكر، أما هذا الذي يأتي بعد الخطبة، أو يأتي في الركعة الثانية ويتوهم أنه أدرك الجمعة هذا إنسان ما فقه هذا الحديث."
وتحدث عن وجوب النظافة يوم الجمعة فقال:
"المسلم نظيف ظاهرا وباطنا:
وعن ابن عباس قال: قال عليه الصلاة والسلام:
((إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم بالسواك)).
[رواه ابن خزيمة عن ابن عباس].
أي تنظيف الأسنان , والتطيب , والاغتسال , وطيب الرجال خيره كما قال النبي:
((طيب الرجال: ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء: ما ظهر لونه وخفي ريحه)).
[الترمذي عن أبي هريرة].
فطيب الرجال لا ينبغي أن يظهر لونه، بل ينبغي أن يظهر ريحه ظن و:
((غسل الجمعة واجب على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه)).
[رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري].
هناك حديث ثان:
((إن الغسل يوم الجمعة ليستل الخطايا من أصول الشعر استلالا)).
[أخرج بسند رجاله ثقات عن أبي أمامة].
الحقيقة أن الإنسان قيمته الاجتماعية أحد أسبابها نظافته التامة، نظافته ظاهرا وباطنا , وهناك بعض الناس في الحضارات الغربية نظافتهم الظاهرة واضحة، أما الباطنة غير واضحة، فالمسلم نظيف ظاهرا وباطنا."

وأحاديث وجوب الاغتسال يوم الجمعة تناقض القرآن فى أن هناك اسباب للغسل ليس من بينها صلاة الجمعة فطيقا لكلام الله فى القرآن الواجب هو الوضوء وهو غسل الأعضاء الأربعة إلا فى حالة واحدة وهى الجنابة فساعتها يجب الاغتسال وهو الاستحمام كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"