الأهازيج العشائرية
بقلم كاظم المسعودي
الأهازيج العشائرية لاتقل عن النخوة التي تتنخى بها العشائر عندما يشتد القتال ، وقد حفظ لنا التراث الكثير من هذه الأهازيج التي كانت تطلقها العشائر ، وقد تجلت هذه في ثورة العشرين لتي قادتها العشائر العراقية العربية الأصيلة أثناء الجهاد على القوات الانكليزية ، حيث أجبرت العلماء على الفتاوى للجهاد – وكم نحن اليوم بأمس الحاجة لها لطرد المحتل أسوة بثورة العشرين الخالدة .
وسنذكر بعض من هذه الاهازيز لرفع معنويات المقاتلين كذلك لتوبيخ المتعاونين مع المحتل ، وفيها كيف تقدم الأم العراقية المجاهدة أبنائها وهي تزغرد ..
ومما حفظت لنا الذاكرة وأوراق السنين من أهازيج ، فعندما تم اعتقال الزعيم العشائري عبد الواحد سكر رئيس عشائر الفتلة ، قام احد المهاويل عندما سمع فرح وبشر الشيخ خوام أبو محمود – كان عدوا له _ فانشد المتصدي لهذا الشيخ وقال مخاطب أبو محمود :-
عدوك صار بالمعقل يبو محمود
عسنه لاالداره أولا ألقصره أيعود
عملوه آوياك أهل الجباه السود
حفرولك بير أو طاحوا بيه
وير د عليه احد الشعراء الموالين للزعيم عبد الواحد قائلا :
كل حجيك يالحجيمي غلط مردود ( الحجيمي الشاعر )
بالتاريخ ذولة أهل الجباه السود
عبد الواحد سمة والكاع أبو محمود
ياعيبك بالله أتعده وياه
وكان التيار العشائري يحمل صفة دينيه وفرعون هنا جد عبد الواحد، ونورد هذه الاهزوجه :-
اسم فرعون كله أخذه يعزرايين
أو خلنه الزعيم أيجاهد على الدين
سووه العرب ناكة بني إسرائيل
من شربوا درهه أو عكروه
وهذه أهزوجة تسخر من الانكليز للشاعر عبد السادة الكصاد :-
بمنادي الشعب لباك من لبيت
ذبحت أهل الفرات أعليك ماخليت
سويتك حكومة وسلمتك البيت
أشلون أتسلم البيت ألمطره أو مطره تصاوغ بيه
وهذا شاعر أخر يقول في معركة الرارنجيه وموقعة ألعوجه حيث تحطمت أكثر القوات الانكليزية هناك وتشردت في القرى :-
الواوي يبشر أبو سرحان
يكله أتقدم جيش هندستان
اخذ لك ربيعة أبلحم المسودان
نتشكر لله وللعوجة
وهذه اهزوجه تنادي المحتل كوكس :-
يكوكس وين وجهك جوك أهل لملوم
نطلبك بالشعيبه واعرضيت اليوم
لابد مانسوي أعله السماوة يوم
تستأنس بي حته أمريكا
وهذا شاعر أخر من آل ازيرج قال عندما تصدت قبيلته مع قبائل آل غزي لقوة الانكليز قادمة من البصرة باتجاه السماوه فتمكنت من منعها وأجبرتها بالرجوع إلى الناصرية :-
لباله المغتر سبع ماينرد
يريد أعراق يأخذ مبرد
طبك بالناصرية كاطع ومنشد ( هؤلاء شيوخ القبيلتين )
كسروه المغتر بطوابه ( المدافع )
وهناك الكثير من الأهازيج سنتطرق لها لاحقا ، ونختتم الأهازيج لامراة عظيمة من عشيرة الظوالم شاهدت أولادها يتسابقون للموت وكان عددهم سبعة فقالت ( ياموت اطحن وانه الهيلك ) تقصد المواصلة بدون انقطاع . (*) .
وهذه إلام التي لم تهتز عندما جاء أخيها حاملا ابنها قتيلا وهو يردد... ( جن لاهزيتي أو لوليتي ) فأجابته على الفور( هزيت اولوليت ألهذا ) أي لهذا اليوم .
(*)هذه المقطوعات من المحفوظ المتداول وكذلك المتناثر في كتب التراث العشائري الزاخر بالمواقف الرائعة.