لا أجد وصفا لما يحدث فى شوارع مصر من ثورة عارمة سوى أن ما يحدث الآن هو ثورة وعى فى المقام الأول، فقد وعى الشعب ما يحاك ضده من اغتيال ممنهج للهوية المصرية الراسخة، ووعى أيضا مدى ما تتمتع به الجماعة من استبداد، وبلادة لا تحسد عليها، ووعى مدى الكذب الراسخ فى بطون اللحى الخربة، ووعى أن الدين أكبر من اختزاله فى جماعة أو فئة، ووعى مقدار فراغ عقول الجماعة إلا من مصالحها، ووعى خواء ما يسمى بالمشروع الإسلامى الذى لا يمتّ إلى الإسلام بصلة، ووعى أن من يتشدقون بالدين لا يمتّون للدين بصلة، ووعى أن أمنه القومى فى خطر، وأن اقتصاده فى خطر، وأن حدوده فى خطر، وأن مصالحه فى خطر، وأن سيادته فى خطر، وأن مستقبله فى ...

أكثر...