ومن عجائب الشحاذين ما قاله المدائنى: سمعت أعرابيا يسأل وهو يقول رحم الله امرأ لم تمج أذناه كلامى، وقدم لنفسه معاذه من سوء مقامى، فإن البلاد مجدبة والدار مضيعة، والحال سيئة والحياء زاجر، ينهى عن كلامكم، فلأعدم عاذر يحملنى على إخباركم، والدعاء إحدى الصدقتين، فرحم الله امرأ أمر بمير أو دعا بخير، فقال له بعض القوم ممن الرجل؟، فقال: ممن لا تنفعكم معرفته ولا تضركم جهالته، ذل الاكتساب يمنع من عز الانتساب. ...

أكثر...