(( المستفيد من أغتيال أولف بالما ))




الحلقة الأولى





لا أنكر أبدا مدى تأثري بهذه الشخصية الرائعة
التي أيقظت في داخلي الرغبة التامة في الحديث عنها
والسبب المهم
ما لحق في قضية الاغتيال
من غموض واضح .
وعملية الاغتيال لغز لم يحل ولم يقفل التحقيق فيها
لكي تقيد ضد مجهول
بل هي عبارة عن أحجية متعددة
تشبه لعبة الدومينو
ما أن يسقط حجر واحد حتى تسقط
باقي الأحجية حجرا يتلو حجر
ويبدو من الوقائع المتوفرة
أن عملية الاغتيال هذه كانت ...............

( مؤامرة دولية )

على مدى حلقات نعرف حقيقة ما جرى





( اولف بالمه
Olof Palme )





المستفيد من أغتيال أولف بالما c2w7i3dxv8i8.jpg






كتب غسان الإمام مرثية جميلة
في مجلة الوطن العربي عام 1986م





المستفيد من أغتيال أولف بالما oq8fa5rc6lik.jpg



يغتال هذا العالم براءته
يضيع هذا العالم طهارته
يفقد نزاهته . ينسى طفولته
يغدو حماة أمنه قتلته


يعبد هذا العالم دناءته
يمقت هذا العالم عدالته
يفقد رحمته . ينسى شجاعته
تغدو ذئاب الغاب شرطته






ولد أولوف بالمه
في 30 كانون الثاني من عام 1927م
في ستوكهولم عاصمة السويد
لعائلة من الطبقة العليا المحافظة
هي أسرة (Östermalm )
وأصول والده هولندية
وأصول والدته (Freiin فون Knieriem )
ألمانية الأصل من بحر البلطيق
وعلى الرغم من أنه ينتمي للطبقة الراقية
ولكن اتجاهه السياسي
جعله يتأثر بالاشتراكية الديمقراطية
بعد أسفاره إلى دول العالم الثالث
وفي الولايات المتحدة الأمريكية شاهد التفاوت الاقتصادي
والعزل العنصري
وهو ما ساعده على تطوير وجهات نظره
وحصل على منحة دراسية من كلية كينيون
في ولاية أهايو 1947 ــ 1948م
وبوحي من راديكالية الطالب في الكتابة
كان له شرف تقديم أطروحته
عن نقابة العاملين في قطاع صناعة السيارات
وسافر بعد التخرج في جميع أنحاء البلاد
وانتهى الأمر في نهاية المطاف في ولاية ديترويت .
ومن خلال زياراته اللاحقة إلى أمريكا ...
أكتشف بالما أن ..........

( الولايات المتحدة
قد جعلت منه اشتراكيا )

عاد إلى السويد لدراسة القانون في جامعة ستوكهولم
وخلال الفترة التي قضاها في الجامعة
أصبح طرفا في السياسة
حين انتمى إلى الاتحاد الوطني للطلاب السويديين
وفي عام 1951م أصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي
رغم تأكيده
أنه لم يحضر الاجتماعات السياسية في ذلك الوقت
وفي العام التالي انتخب رئيسا للاتحاد الوطني الطلابي
ومنذ عام 1963م تقلد الراحل
عدة مناصب حكومية مهمة
أصبح السكرتير الشخصي
لرئيس الوزراء السويدي تاج Erlander
ابتداء من فترة طويلة في بلاده.
وفي عام 1967م أصبح وزيرا للتربية والتعليم
وفي السنة التالية تعرض لانتقادات شديدة
من الجناح اليساري للطلاب
يحتجون فيها على خطط الحكومة في أصلاح الجامعات
وبعد استقالة زعيم الحزب Tage Erlander
عام 1969م أنتخب بالما زعيما للحزب الاشتراكي الديمقراطي الاجتماعي
وتولى رئاسة الوزراء من عام 1969م إلى عام 1976م




المستفيد من أغتيال أولف بالما aw038b3qzy9f.jpg




ويذكر أنه في 21 شباط من عام 1968م
شارك في مظاهرة نظمت في ستوكهولم
ضد مشاركة الولايات المتحدة
في الحرب الفيتنامية
واجتمع مع السفير الفيتنامي
لدى الاتحاد السوفيتي السابق
( نجوين تو شان )
وكان الاحتجاج نظمته
( اللجنة السويدية المناصرة لفيتنام )
وأقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على سحب سفيرها
لدى السويد للتشاور
حين وجهت المعارضة السويدية
له انتقادات لاذعة لمشاركته في هذا الاحتجاج
وفي يوم 23 كانون الأول عام 1972م
وكان رئيس للوزراء
ألقى كلمة في الإذاعة الوطنية السويدية

وجعل مقارنة
حول قصف الولايات المتحدة مدينة هانوي
بالعمل الوحشي السافر
مثل قصف مدينة ( غرنيكا ) في أسبانيا
ومذابح ( Oradour سور غلان )
و ( Babi يار )
و ( Katyn ) و ( يديس وشاربفيل )
( وإبادة اليهود وغيرهم من الفئات في تريبلينكا. )



الأمر الذي اعتبرته الولايات المتحدة

( أهانه جسيمة )

ومرة أخرى قررت تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع السويد
وأستمر الحال لأكثر من سنة
والواقع أن السويد كانت على الحياد
أثناء الحرب الباردة
ولكنها كانت تتمتع سرا بمظلة حلف الناتو
سأل وزير الخارجية الأمريكية
( هنري كيسنجر ) عن رأيه في بالمه فقال :


(( انه غير محبوب ومجفف ))


وتولى بالمه رئاسة الوزراء مرة ثانية
عام 1982م
إلى يوم اغتياله عام 1986م





ألى حلقة أخرى