أح
اديث قدسية تبين أفضلية أهل البيت (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

إن الله سبحانه وتعالى قد نص على علي بن أبي طالب بأنه مقيم الحجة وغير ذلك من الأمور التي لا يتسن لأي شخص الحصول عليها :

روى الخوارزمي في كتاب المناقب قال:

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص):

لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله. فقال الله: حمدني عبدي وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك . قال: يا رب أيكونان مني ؟ قال: نعم يا آدم، ارفع رأسك فانظر، فرفع رأسه فإذا على العرش (لا اله إلا الله محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكى وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي أن ادخل الجنة من أطاعه وان عصاني وان ادخل النار من عصاه وان أطاعني).

أقول:

هذا يدل صريحا على أن محمدا وعليا علة خلق الخلق، وانه يجب معرفة حق علي ويحرم إنكار حقه ويستحق منكره اللعن والخيبة، وتجب طاعة على وتحرم معصيته، ووجه الاستدلال على ذلك واضح ، وكله من لوازم الإمامة .

وقال الخوارزمي:

عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء صاحب رسول الله (ص) قال:

قال رسول الله (ص): رأيت ليلة أسرى بي مثبتا على ساق العرش (أنا غرست جنة عدن محمد صفوتي من خلقي وأيدته بعلي).


وقال الخوارزمي:

وفي معجم الطبراني بإسناده إلى عبد الله ابن عليم الجهني قال: قال رسول الله (ص): أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة اسري بي:

أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.

أقول:

هذا نص صريح على انه أفضل من جميع الصحابة بل من جميع المؤمنين لقوله تعالى (انه سيد المؤمنين)، ويدل على إمامته لأن السيد والإمام والقائد بمعنى واحد أو متقاربة المعاني، والتفضيل المشار إليه دال على الإمامة لامتناع تقديم المفضول على الأفضل عقلا ونقلا، والنص المذكور أوضح دلالة.

قال الخوارزمي:



حدثني أبي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني ملك فقال:

يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول: قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان، وان أهل السماء قد فرحوا بذلك، وسيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة، وبهم تزين أهل الجنة، فابشر يا محمد فانك خير الأولين والآخرين.

وقال:

عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله (ص) بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال:

خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، فألهمني إن قلت: خاطبتني يا رب أم علي ؟ فقال: يا احمد أنا شيء لا كالأشياء لا أقاس بالناس ولا أو صف بالأشياء، خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك.



أقول:

هذا يدل دلالة واضحة على أن عليا أفضل الناس بعد رسول الله (ص)، لتضمنه انه أحب الناس إليه، ويمتنع عقلا تقديم المفضول على الأفضل فثبت إمامته.



وقال:

عن علي بن ابي طالب قال: قال رسول الله (ص): أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه فإذا فيهما مكتوب (لا اله الا الله محمد النبي) ومكتوب على الآخر (لا اله الا الله علي الوصي).



أقول:

هذا أوضح دلالة وأبين تصريحا مما تقدم، ويترجح كونه من كلام الله وإلا فكلام من هو : ولئن تنزلنا فكونه مكتوبا على جناح جبرئيل ورواية الرسول له وتقريره كاف في كونه حجة ونصا.



وقال:

حدثني أبي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين قال: قال رسول الله (ص):

إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب.

أقول:

أما دلالة هذا على مدح علي وجلالة قدره وعظم شأنه فلا ريب فيها، وهو مع ذلك دال على إمامته بعد الرسول بغير فصل، وتقريره انه لا خلاف بين العلماء قاطبة من المحدثين وأهل السير والتواريخ إن عليا امتنع من بيعة أبي بكر وادعى الإمامة لنفسه ولزم منزله، وفي بعض الروايات انه بقى على الامتناع ستة اشهر ثم بايع كرها، وقول هذا المنادي عن الله تعالى يوم القيامة (يا محمد نعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب) دال على صحة دعواه للإمامة بالضرورة.

وقال :

عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر: هذا رضوان ملك من ملائكة الله ينادى :

لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.



أقول :

إن هذه الفضائل كلها اختصها الله بعلي فنادى الملك رضوان لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ويأتي البعض ويفضلون الكثير من الصحابة على علي بن أبي طالب .

وقال :

عن ابي ذر قال: لما كان يوم البيعة لعثمان - وذكر الحديث وفيه خطبة لعلي بن ابي طالب يقول فيها - :

هل تعلمون يا معشر المهاجرين والأنصار إن جبرئيل أتى النبي (ص) فقال: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ؟) قالوا: اللهم نعم. قال: هل تعلمون أن رسول الله (ص) قال: لما اسري بي إلى السماء السابعة إلى رفارف من نور ثم دفعت إلى حجب من نور، فوعد الله النبي صلى الله عليه وآله أشياء فلما رجع نادى مناد من قبل الله نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب واستوص به هل تعلمون ذلك ؟ فقام عبد الرحمن بن عوف من بينهم فقال: نعم سمعته من رسول الله (ص).

أقول :

قوله (لا فتى إلا علي) صريح في تفضيله على جميع الناس في الفتوة، ويلزم من ذلك تفضيله عليهم في غيرها، لأن الأمة على قولين فمن فضل عليهم في الفتوة دون غيرها لزمه أحداث قول ثالث وخرق الإجماع، إذ لا قائل بالفرق، والأفضل هو الإمام .