منقول من : بغداد ـ الصباح

تواصلت يوم أمس محلياً ودولياً ردود افعال متباينة ازاء ما اطلقه موقع ويكيليكس الالكتروني من (وثائق سرية للجيش الاميركي) عن حربه في العراق متزامناً في بثه الوثائق عبر اكثر من وسيلة اعلامية، سوى الموقع المذكور، في اميركا واوروبا والشرق الأوسط.


وبرغم عدم الرجوع او الاشارة الى الوثائق المذكورة فإن وسائل اعلام محلية واقليمية تناولت معلومات وبيانات نسبتها الى تلك الوثائق وقد غلب على تلك المعلومات والبيانات المتداولة اعلامياً الاراء والاستنتاجات التي بدت موجهة ومستخدمة في اطار الصراع السياسي الدائر من اجل تشكيل الحكومة واستئناف عمل مجلس النواب، من جانب ، وفي اطار العلاقة من جانب ثان بين العملية السياسية الجارية في العراق ومعارضيها ومؤيديها الاقليميين والدوليين.

محلياً، كان رد الفعل الابرز هو البيان الصحفي الصادر من مكتب رئيس الوزراء الذي تحدث عن انه ،، رغم الحشد الذي قامت به هذه الوسائل (الاعلامية) بالتواطؤ مع الموقع الذي سربها اليها قبل موعد نشرها على صفحته فانها لم تستطع ان تقدم دليلاً واحداً على سلوك غير وطني قامت به الحكومة العراقية او شخص رئيسها الذي اثبت عبر اربع سنوات قادها بحزم وارادة صلبة دون ان يهادن طرفاً او اخر على حساب مصلحة العراق ووحدته وكانت مواقفه الشجاعة في قبر الفتنة الطائفية في عموم العراق وتصديه لمن خرج عن القانون او ارتكب اعمالاً ارهابية . . ما اصبح واضحاً لدى جميع العراقيين ،،.
وكان موقع ويكيليكس قد زود عدداً من وسائل الاعلام الغربية والاميركية وقناة الجزيرة بالوثائق قبل ان تطلق هذه الوثائق على موقعه الذي عرف دولياً بعد نشره باسابيع وثائق تتعلق بعمل الجيش الاميركي في افغانستان.
ورأى بيان مكتب رئيس الوزراء ان الضجة التي تقودها بعض الجهات الاعلامية تحت غطاء الوثائق المذكورة ضد قيادات وطنية وخصوصاً دولة رئيس الوزراء تثير في اسلوبها وتوقيتها اكثر من علامة استفهام مضيفاً ،، اننا في الوقت الذي نؤكد ثقتنا الكبيرة بوعي المواطن العراقي ونظرته الثاقبة لمثل هذه الالاعيب والفقاعات الاعلامية التي تقف وراءها اهداف سياسية معروفة فاننا نؤكد مرة اخرى ان الشعب العراقي خبر قادته الحقيقيين واختارهم عن دراية ،، -اقرأ نص البيان المنشور في هذه الصفحة-. وقال القيادي في كتلة الاحرار النائب عن التيار الصدري بهاء الاعرجي في حديث لوكالة (اصوات العراق) ان نشر الوثائق لن يؤثر على فرصة المالكي في تسلم رئاسة الوزراء مشيراً الى ان ،، بعض المؤسسات مارست الكثير من التعذيب بحق المعتقلين في السجون ولدينا صور تفيد بذلك . . ،، مؤكداً ان (هذه الممارسات تقلصت بعض الشيء في الاونة الاخيرة لكنها مازالت تمارس في بعض السجون ،،. فيما قال النائب عن التيار الصدري حاكم الزاملي (ان وثائق ويكيليكس اضافة الى تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس مؤخراً . . . تدلل على صحة النهج المقاوم الذي سلكه التيار الصدري،،.
من جانبها اعلنت وزارة حقوق الانسان امس على لسان الوزيرة وجدان ميخائيل في تصريحها للسومرية نيوز (ان الوزارة بدأت بالتعامل مع الوثائق بشكل مباشر من خلال جلب النسخ الاصلية واخضاعها للتدقيق،، واضافت انه (في حال ثبتت صحة هذه الوثائق فإن الحكومة ستتعامل معها بشكل جدي ووفقاً للقضاء العراقي ،، مؤكدة ان ,, الحكومة لن تتراجع عن حق اي مواطن عراقي خصوصاً ان اتفاقية انسحاب القوات الاميركية اعطت القضاء العراقي الحق في النظر بأي حالة انتهاك تصدر من الجانب الاميركي بعد تاريخ التوقيع ،،.
ومن جانبها قالت الناطقة باسم ائتلاف العراقية ميسون الدملوجي ان ،، الحكومة العراقية لديها اجهزة غير دستورية تحت امرتها مباشرة وهي غير تابعة للوزارات الامنية ،،.
فيما قال القيادي في القائمة العراقية النائب اسامة النجيفي ,, ان هناك ممارسات خاصة بعمليات القاء القبض والتعذيب وان هذه التقارير هي جزء من الحقيقة التي يعرفها الشعب ،، محذراً من ان هذا ،، يؤدي الى تقسيم البلاد وعدم القدرة على العيش المشترك بين العراقيين ،، .
لكن عضو دولة القانون عدنان الشحماني وصف الوثائق ونشرها على انها ،، ذات صبغة طائفية وخطاب لا يشير الى اي دليل ،،مضيفاً ان ,, اتهام المالكي بالتعامل مع الملف الامني طائفياً ، خلاف للواقع الذي يثبت عكس هذا ,, معللاً ذلك بالقول ان ،، العمليات العسكرية التي قام بها (المالكي) كانت موجهة ضد الشيعة اكثر من السنة حتى انها نالت تأييد جميع القيادات السنية،، .
واعلن النائب عن دولة القانون محمد سعدون الصيهود عدم استغرابه من ,, اطلاق تلك الاتهامات كون المشروع الاقليمي لم يستطع ان يجد له موطئ قدم في الساحة السياسية بعد نجاح التحالف الوطني في تسمية المالكي مرشحاً لرئاسة الوزراء ،، .
ورفضت القيادية في حزب الفضيلة والنائبة عن التحالف الوطني سوزان السعد ما جاء من اتهامات وردت في بعض وسائل الاعلام نقلاً عن التقارير بوجود ميليشيات لحزب الفضيلة او ارتباطات خارجية باحدى دول الجوار قائلة ,, ان دخول الفضيلة في المرحلة السابقة كدور معارضة ايجابية في البرلمان العراقي دليل على حرصهم على مصلحة البلاد ،، .
ودولياً، استنكرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بشدة تسريب معلومات قالت انها قد تهدد حياة العاملين الامريكيين وشركائهم المدنيين فيما حذر متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية من ان الوثائق قد تشكل تهديداً للقوات الاميركية والعراقيين كما اسف الامين العام للحلف الاطلسي هذه التسريبات معتبراً انها ستؤدي الى عواقب سلبية جداً في ما يتعلق بسلامة المعنيين.
وفي لندن، طالبت امس منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة باجراء تحقيق في اتهامات بان مسؤوليها كانوا يعلمون بارتكاب اعمال التعذيب وسوء معاملة بحق معتقلين فيما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية امس ان هناك بعض الاتهامات شملت ضلوع جنود بريطانيين في اساءة معاملة المعتقلين.