عرف اللغويون الحب فقالوا : هو المحبة والمودة ... والحباب ( بضم الحاء ) : الحب والود

والحبيب : المحب والمحبوب ، والحب ( بكسر الحاء ) المحبوب

وقالوا : حبه ، وأحبه ، واستحبه كلها بمعنى واحد : أظهر المحبة له

واللغويون وقفوا جهودهم حول تبيان معنى الحرفين الحاء والباء وما يتفرع منهما وداروا جامدين حول ذلك وحسب ، ولعل لهم العذر ، فالصنعة – كما يقولون تحكم – وصنعة اللغويين تبيان المضمون فحسب .

ولعلماء الألفاظ وفقه اللغة اتجاهات وتفرعات وتفريعات وتسميات ومسميات ، فقالوا إن أصل كلمة الحب ، معناها مأخوذ من حبب الأسنان ، وهو صفاء الأسنان وبهاؤها ونقاؤها فكأنه محبة المحب هي صفاء وقته وضياء نفسيته ونقاء مودته .
وقيل : أصله من الحب وهو القرط لان القرط يهتز ويميل ويضطرب في أذن المرأة المتحلية به وكذلك المحب قلق يخشى على حبه وعلى حبيبته فلا يثبت ولا يستقر .

وقيل : الحب مأخوذ من حباب الماء وهو معظمه فيكون على هذا اسما لأعظم مافي

القلب

وقيل : الحب أصله من اللزوم والثبات من قولهم أحب َالبعير إذا برك فلم يقم وكذا المحب ثابت ملازم لايفا رق ذكر محبوب قلبه ..

وقيل : من الحب ، وهو : الخابية (( أي الجرة الكبيرة )) والخابية لاتسع غير ماملاها من الماء وكذا القلب لايسع غير ماملاه من الحب ...

وقيل : الحب مشتق ومأخوذ من الحباب ( بفتح الحاء ) وهي الفقاقيع التي تعلو الماء عند صب ماء أخر عليه فيكون على هذا أسما لغليان القلب وفورانه عند الشوق والتطلع إلى لقاااء المحبوب .

أما علماء التحليل والتعليل من هؤلاء اللغويين فقد قالوا : إن كلمة الحب (( بضم الحاء )) أكثر استعمالا لأنها تدل على الشدة : شدة الحب ، لان حركة الضم أقوى من حركة الكسر أو الفتح (( فأعطوا كلمة الحب حركة الضم وذلك إشارة إلى شدة الحب ))
وقالوا : إن الحب (( بكسر الحاء )) هو المحبوب والكسرة اخف من الضمة لذلك أعطوا الحب الذي هو المحبوب تلك الحركة الخفيفة وهي الكسر إشارة إلى إن المحبوب خفيف على القلوب ذكره مطاع لديه أمره ونهيه .

أما الشعراء فقد قالوا عن الحروف التي تتكون منها ((المحبة )) :

ميم المحبة : جمعت إطرافها ,,,, فتشير للجمع الرفيع الشأن

والحاء لما فرقت للفرق قد ,,,, أضحت تشير ومنزل الفرقان

والباء إعطاء العبودية حقها ,,,, بتحقق في السر والإعلان

والهاء هويته وقد جلت عن .,,,, الإدراك ذات مالها من ثاني

أما علماء المعاني من اللغويين فقالوا : المحبة : ميل الطبع إلى الشيء لكونه جميلا لذيذا عند المحب .
فان تأكد الميل وقوى سمي (( صبابه )) لانصباب القلب إليه بالكلية .

فإذا قوى سمي (( غراما )) لأنه يلزم القلب كلزوم الغريم .

فإذا قوى سمي (( عشقا )) أي إفراطا في المحبة

فإذا قوى سمي (( شغفا )) لأنه يصل إلى شغاف القلب وداخله .

فإذا قوى سمي (( تتيما )) أي تعبدا لأنه يجعل المحب ويصيره عبدا للمحبوب فيكون ذلك المحب متيما مأمورا ومغرما مأسورا – نحنو كذلك –

والحق إن الحب الحي المتدفق الصاعد مع الأنفاس المتجدد مع النبضات لاتفي الكلمات مهما جلت أو قلت في تبيان حقيقته والإحاطة بكنه ...
فاللغويون وغيرهم مهما جالوا في تبيان المعنى ومشتقاته فهي محاولات منهم ،،، محاولات فحسب ... لاتصل إلى الفوز والكنه والحقيقة واللب
إذا كان كلمة الحب هكذا فكيف بي أن اصف الحب نفسه

هنا تعجز الكلمات بين ح والباء
إن كان حبا حقيقيا خالصا صادقا ... ستحلق به بين السماء والأرض حيث يكون ذكر المحبوب بلسم الروح والشفاء والسكينة والهيام والوجد
من أنا حتى أوصف الحب !!!!!!!!!!
راق لي