قالوا البسالةُ عندَهُ في النّاس ِ
والضَّرْبُ شُغْلٌ عندَهُ بِحَماس ِ !
والخوفُ لا يَبْدو عليهِ بِخافِقٍ
والموتُ تَحتَ سلاحِهِ الهَرّاس ِ !
والعينُ فيهِ إذا رأتْ بِغِضابِها
منهُ القلوبُ تكسُّراً كالكاس ِ !
لكنّما ليسَ الشّجاعَةُ وحْدُها
تسري عليهِ بِثوبِها الغطّاس ِ !
فالعِلْمُ زُقَّ بِقلبِهِ مِنْ وارِثٍ
حتى تجلّى باليقينِ الرّاسي !
رَضَعَ العلومَ بِمَهْدِهِ وشبابِهِ
ونما بِعِلْمٍ واثِقِ الأنْفاس ِ !
مِنْ بيتِ طُهْرِ للنبوّةِ قد أتى
وثلاثةٌ في الطُّهْرِ مِنْ أرْجاس ِ !
في حُضْنِ مَعْصومٍ تقلّبَ ناهِلاً
ما بينَ كفٍّ رابِعٍ وخُماسي !
والحالُ فيهِ تفقُّهاً بِشَجاعَةٍ
لا شيءَ منها تبدو في الأجْناس ِ !
هوَ في الوفاءِ كأنَّهُ بوفائِهِ
كان الوفاءَ بِنَظْرَةِ المِقْياس ِ !
هو في اليقينِ كأنّهُ بيقينِهِ
كانَ اليقينُ بِمُحْكَمِ القِرطاس ِ !
ماذا أقولُ وما أُضيفُ فأنّني
أبْدو بِوَصْفٍ تائِهٍ بِنُعاس ِ !
فالوَصْفُ مِنّا دونَ وَصْفِ خِلالِهِ
فَخِلالُهُ في الوَصْفِ للعبّاس ِ !