أشهر وأعجب الجسور في العالم 1379980335978018000.ييعتبر المؤلف ديفيد بروان من الخبراء القليلين في العالم المتخصصين في تاريخ الجسور، وهو مؤلف كتاب «الجسور: ثلاثة آلاف عام من تحدي الطبيعة» الذي يروي فيه أسرار أعجب جسور العالم من العصر القديم وحتى أحدث الجسور التي افتتحت هذا العام في الصين.

تاريخيا بدأت فكرة الجسور لعبور المسطحات المائية بوضع عدة أحجار للمشي عليها، ثم تطور الأمر إلى جسور أكبر حجما مصممة للمشي عليها. أما الآن فإن الجسور تتيح عبور السيارات والقطارات وأحيانا الزوارق أيضا في روافد مائية معلقة.

بعض الجسور المشهورة تربط بين ضفتي أنهار صغيرة وبعضها الآخر يربط بين قارات. والشهرة هنا لا تأتي فقط بسبب الحجم أو الطول وإنما بفضل التصميم والقيمة التاريخية والثقافية. وبعض الجسور التي بنيت في العصور الوسطى في أنحاء العالم ما زالت مستخدمة حتى الآن.

ويقول براون إن القليل من المنشآت الإنسانية يجمع ما بين القدرة التقنية والجمالية كما تفعل الجسور، وهو يؤكد أن مبادئ الجسور المعلقة كانت معروفة في أرجاء الصين والهند منذ ألفي عام قبل الميلاد، كما أن بعض أقدم الجسور في العالم من العصر الروماني ما زالت تستخدم حتى اليوم مثل جسر بونت سان أنجلو في روما، وهو أحد الجسور الحجرية التي أقامها الرومان على نهر تايبر بين عامي 260 و200 قبل الميلاد.

ولم يبتكر الرومان فكرة البناء المقوس للجسور، ولكنهم طوروها لكي تغطي مساحات أكبر. وما زالت بعض قواعد بناء الجسور التي طورها الرومان مستخدمة حتى اليوم، ويتم الاحتفاء بالجسور كأروع المنشآت المعمارية التي عرفها الإنسان.

وأحدث هذه الجسور وأطولها في العالم تم استكماله هذا العام في الصين، ويمتد هذا الجسر، واسمه «هانغزو باي»، بطول 35 كيلومترا ويوفر ست حارات مرور. واستخدم في بنائه 450 ألف طن من الصلب، أي ما يكفي لبناء 65 برج إيفل الباريسي ومن الإسمنت ما يكفي لملء 3800 حمام سباحة أوليمبي. ويتحمل الجسر الزلازل والأعاصير وصدمات من سفن حمولتها 300 ألف طن.

والكثير من جسور العالم كانت أعجوبة هندسية في زمنها، ولكنها الآن تحولت إلى أيقونات تراثية وتاريخية. فهناك مثلا أشهر جسر أميركي في العالم وهو «غولدن غيت» الذي تحول إلى شعار لمدينة سان فرانسيسكو. وفي نيويورك كان جسر بروكلين هو أطول جسر معلق في العالم في عام 1883 وأطول منشأة في نيويورك، أما الآن فهو من التحف التاريخية المرتبطة بتاريخ الهجرة إلى نيويورك.

وتعد الجسور الآن من المعالم السياحية في الكثير من الدول، ويتوجه السياح إلى بعض المدن خصيصا من أجل التقاط بعض الصور على الجسور العالمية المشهورة.

* أهم هذه الجسور

* «غولدن بريدج» في سان فرانسيسكو: واحتفل هذا الجسر بمرور 75 عاما على إنشائه خلال العام الحالي، وهو يستقبل عشرة ملايين زائر سنويا. ويصل طول الجسر إلى 2.7 كيلومتر وتم استكماله في عام 1937. وهو بمقاييس عصره كان من أكثر الجسور أمانا أثناء فترة الإنشاء، حيث لم يقتل إلا 11 عاملا في حوادث أثناء تشييد الجسر. وتم إنقاذ 19 آخرين بشبكة تم مدها تحت الجسر لمنع سقوط الضحايا من أعلى الجسر. وتم اختيار اللون الأحمر لطلاء الجسر من أجل توضيح الرؤية في حالات الضباب الذي عادة ما يلف أرجاء خليج سان فرانسيسكو خلال فصل الشتاء.

* «تاور بريدج» في لندن: استغرق بناء هذا الجسر نحو ثماني سنوات واستكمل في عام 1886، وشارك في بنائه 432 عاملا. في عام 1952 اضطر سائق حافلة إلى الانطلاق بسرعة بين جانبي الجسر بعد أن بدأ الجسر في الارتفاع بينما الحافلة لا تزال عليه. وتم طلاء الجسر بألوان العلم البريطاني في عام 1977 احتفالا باليوبيل الفضي للملكة. وهو مكون من طابقين الأعلى منهما للمشاة ويقام حول برجين على طرفيه.

* جسر ميناء سيدني في أستراليا: وهو أكبر جسر قوسي من الصلب في العالم، بقمة حديدية طولها 134 مترا. ويمكن للسياح تسلق أقواس الجسر لقاء دفع ثمن تذاكر. وهو مركز الكثير من الاحتفالات الأسترالية، خصوصا في احتفالات ليلة رأس السنة. وتم عقد أول حفل زواج على قمة الجسر في عام 2008. واستغرق بناء الجسر ثماني سنوات وتم افتتاحه في عام 1932.

* «بروكلين بريديج» في نيويورك: وجرى بناء هذا الجسر في عام 1883 كأكبر جسر معلق في العالم في ذلك الوقت، وهو يربط بين حي بروكلين وحي مانهاتن في نيويورك فوق نهر «ايست ريفر». وهو اليوم من معالم مدينة نيويورك. وشهد الجسر الكثير من الأحداث عبر أكثر من قرن من الزمان. ويحتوي الجسر على معابر للمشاة ظهرت أهميتها في 11 سبتمبر (أيلول) في عبور المشاة بعيدا عن مانهاتن مع انقطاع كل وسائل المواصلات الأخرى.

* جسر «ماغدبيرغ» المائي في ألمانيا: استغرق بناء هذا الجسر المائي نحو ست سنوات وتكلف أكثر من نصف مليار يورو، لمساعدة السفن على عبور مسافة نصف كيلومتر فوق نهر إلبا، وهو يشمل أيضا ممرين أرضيين للمشاة على جانبي الممر المائي الاصطناعي.

* «ميلو بريدج» في فرنسا: وهو أطول جسر للسيارات في أوروبا وأعلاها في العالم، ويقع جنوب فرنسا، ولكنه لا يستقبل من السياح ما يوازي زوار برج إيفل في باريس. ويصل طول أحد أعمدته إلى أعلى من برج إيفل. ومعظم السياح الذين يقبلون على مشاهدة الجسر هم من الفرنسيين أنفسهم. وهو معلق بأعمدة وكابلات. وتم تخفيض سرعة السيارات إلى 110 كيلومترات في الساعة لمراعاة السياح الذين يلتقطون الصور من السيارات على سرعات بطيئة.

* جسر «بونت فيشيو» في إيطاليا: وهو الجسر القديم الوحيد في منطقة فلورنسا الذي نجا من غارات الحرب العالمية الثانية. ويعني الاسم بالإيطالية «الجسر القديم». وهو يتسم بوجود الكثير من المنافذ التجارية فوقه بها الكثير من المنتجات من بائعي التحف السياحية إلى صاغة الجواهر. وكانت المحلات فوق الجسر تتبع الجزارين في العصور الوسطى. ويقال إن كلمة الإفلاس ظهرت للمرة الأولى تاريخيا فوق هذا الجسر عندما أفلس أحد التجار وقام الجنود بكسر الطاولة التي يبيع عليها منتجاته والتي اشتق منها لفظ الإفلاس باللغة الإيطالية.

* «ريالتو بريدج»: وهو من أشهر معالم البندقية ويمتد فوق «غراند قنال» في المدينة، وهو من أقدم الجسور على هذه القناة، ويعود تاريخه إلى عام 1591. وتم بناء الجسر لتجديد جسر خشبي قديم سقط في عام 1524. واعتبرت هندسة الجسر جريئة إلى درجة توقع البعض انهياره بعد فترة، ولكنه صمد تاريخيا لكي يصبح أحد أشهر معالم المدينة السياحية الإيطالية.

* جسر «هندرسون ويف» في سنغافورة: وهو أعلى جسر للمشاة في سنغافورة بارتفاع 36 مترا، وهو يربط بين حديقتين ويشتهر بتصميمه الذي يشبه الأمواج. وتتم إضاءة الجسر ليلا بين السابعة مساء والثانية صباحا بأضواء دايودية متلألئة. ويجذب الجسر المشاة ليلا.

* جسر «هانغزو باي» في الصين: وهو يربط بين مقاطعتين صينيتين ويبلغ طوله 35 كيلومترا، وهو يعد بذلك أطول جسر في العالم. وساهم أكثر من 600 خبير في تصميم هذا الجسر واستغرق التصميم والبناء نحو تسع سنوات.

وهناك عشرات الجسور الفريدة الأخرى في العالم التي تجمع في ما بينها الخصائص العملية لعبور الأنهار والعوائق الطبيعية، وتظهر في الوقت نفسه براعة التصميم على مر العصور.



أكثر...