أن العراق فيه مساحات واسعة من مناطق البادية، وأغلب هذه المناطق ما بين دجلة والفرات في الجنوب، و توجد بحدود أربعة ملايين دونم من الكثبان الرملية النشطة في منطقة النعمانية، وليس من المستبعد أن تتوسع وتتجه إلى شمال محافظة الناصرية وشرق مدينة الديوانية في منطقة البدير. وأن احتمال التصحر وارد ويجب الحذر من أن العراق يتعرض إلى كارثة بيئية كبيرة بسبب عدم احترام البيئة، ومحاولات تحويل العراق إلى بلد مستهلك.

ومن اجل ان لا يتحول العراق لصحراء بعام 2025 عقدت وزارة الزراعة، ندوة لمناقشة التقنيات الإحيائية وفي مقدمتها البصمة الوراثية لخدمة القطاع الزراعي.
واوضح مستشار الوزارة ان الندوة عقدت لمناقشة آليات انشاء المجمع العلمي للتقنيات الإحيائية من قبل مختصين، بهدف إقامة نشاطات علمية منها البصمة الوراثية والكشف عن المواد المعدلة وراثيا ونقل الجينات وتحسين الوراثة، فضلا عن استنباط الاصناف الجديدة التي تتماشى مع الظروف البيئية في العراق.
وتتم مناقشة موضوع الأمن الغذائي للمواطنين رغم الظروف البيئية وارتفاع نسبة الملوحة للتربة وشحة المياه والجفاف وارتفاع درجة الحرارة.

في غضون ذلك حذر خبيران عراقيان من تفاقم أزمة المياه والنقص الحاد في الكميات الواردة إلى أنهار العراق مؤكدين أن ذلك قد يؤدي لتحول البلاد إلى صحراء بحلول عام 2025.
ويقول أستاذ العلوم السياسية الجامعي ، حاتم الدفاعي إن المواثيق والأعراف الدولية حسمت الخلاف حول المياه بين الدول المتشاطئة قانونيا، لكن التوظيف السياسي للمياه "سيعقد المشكلة ويحيل بلادنا إلى صحراء بحلول 2025" حسب رأيه. وشدد على حاجة العراق لإطلاق حصصه المائية المنصوص عليها في الاتفاقيات الثنائية بين العراق وتركيا وسوريا، ودعا إلى عدم بناء سدود تضر بالعراق ونبذ الابتزاز السياسي لهذه المسألة.
ويقول الخبير في المياه والتربة عباس الصكب أن "هذا الأمر ممكن ومتوقع، وليس أمراً افتراضيا أو نظرياً، إنما جاء من خلال الدراسات على أرض الواقع التي تؤكد هذا" حسب قوله.
من جهته قال المدير العام للهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري في وزارة الموارد المائية ، علي هاشم إن هذه الصورة التي يتم رسمها لمستقبل العراق الزراعي مبالغ فيها، موضحا "الموضوع مبالغ فيه ولا أعتقد أن نهري دجلة والفرات يمكن أن يصلا إلى هذه الدرجة من الجفاف".
ويؤكد هاشم أن العالم وليس العراق وحده يعاني من الانحباس الحراري وتغير ظروف المناخ.
وعن إجراءات الوزارة لمعالجة قضايا المياه يقول هاشم إن على الحكومة أن تناقش أزمة المياه مع تركيا وسوريا وأن تتوصل إلى حلول للنقص الكبير في الموارد المائية، وأن تعقد اتفاقيات جديدة مع الدولتين.
ويضيف أن هناك إجراءات أخرى منها تثبيت الكثبان الرملية، وتنمية المراعي الطبيعية من خلال زيادة المحطات الزراعية والمراعي في مختلف مناطق العراق، وزيادة الرقعة الخضراء في الصحراء من خلال تنمية العشب الطبيعي.