تاريخ قبيلة آل فائز


أقدم القبائل العربية العلوية في كربلاء وانقاها نسبا ، ويرجع تاريخ سكناها الى القرن الثالث الهجري . وكان اول علوي استوطن كربلاء هو السيد ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى بن جعفر عليه السلام جد السادة (آل فائز) المعروفين اليوم بسادات « آل طعمة وآل نصر الله وآل ضياء الدين وآل تاجر وآل مساعد ـ عوج ـ وآل السيد أمين . »
وذكر العلامة المرحوم السيد حسن الصدر في كتابه : ـ « نزهة الحرمين في عمارة المشهدين » ان اول من سكن الحائر في كربلاء هو السيد ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم « ع » وهو المدفون في الرواق الغربي من الحائر الحسيني المقدس ، وقبره ظاهر معروف يزار . وقد أجمع المؤرخون وعلماء النسب على ان ابراهيم المجاب الضرير الكوفي ، هو أول من انتقل

البيوتات العلوية في كربلاء 9


الى الحائر الحسيني وآثر الاستيطان في كربلاء بعد حادثة المتوكل في ايام المنتصر العباسي سنة 247 هجرية ولذا يلقب ابنه الاكبر بمحمد الحائري وذلك نسبة الى الحائر الحسيني ومجاورته لارض كربلاء وفي كتاب ( دائرة المعارف المسمى بمقتبس الاثر ومجدد ما دثر ) للعلامة الشيخ محمد حسين الشيخ سليمان الاعلمي المطبوع في قم ينوه في الجزء الثاني منه ص 355 عن آل ابراهيم المجاب فيقول :
« الموجود في النفحة العنبرية في آل خير البرية التي تاريخ كتابته سنة 891 هـ وفي بحر الانساب لابن المهنا جمال الدين احمد النسابة صاحب عمدة الطالب وغيرهما أن ابراهيم المجاب أو المجان بن محمد العابد بن موسى الكاظم الكوفي الضرير واخوته جعفر وعبد الله ومحمد الزاهد النسابة واخواته برية أو نزيهة وحكيمة وكلثوم وفاطمة وبنوه أحمد وعلي ومحمد واحفاده احمد والحسن والحسين وبنو محمد الحائري ومنهم آل شيتي وآل فخار وآل نزار وآل باقي وآل وهيب وآل الصول والاشرف وآل أبي الفائز وآل ابي حترش وآل ابي الحمراء وآل عوانه وآل ابي فويرة وآل بلاله وآل بشير وآل الحرث وآل أبي رية وآل المصارين أو أبي المصارين وغيرهم الذين كانوا بالحائر الحسيني أو الحلة ومنهم علم الدين

البيوتات العلوية في كربلاء 10


المرتضى بن عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن احمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن ابراهيم المجاب وغيرهم من الاعلام المذكورين في « لب ص 502 » ومنهم آل طعمة بالحائر اليوم سنة 1357 » .
وعندما زار الرحالة الشهير ابن بطوطة مدينة كربلاء سنة 726 هجـ ذكر هذه السلالة العريقة واعني بها سلالة آل فائز بقوله : « ثم سافرنا الى كربلاء مشهد الحسين بن علي عليهما السلام وهي مدينة صغيرة تحفها حدائق النخل ويسقيها ماء الفرات والروضة المقدسة داخلها وعليها مدرسة عظيمة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والصادر ، وعلى باب الروضة الحجاب والقومة لا يدخل احد الا عن اذنهم فيقبل العتبة الشريفة وهي من الفضة وعلى الضريح قناديل من الذهب وعلى الابواب استار الحرير ، واهل هذه المدينة طائفتان اولاد زحيك واولاد فائز وبينهما القتال ابدا وهم جميعا امامية يرجعون الى اب واحد ولاجل فتنتهم تخربت هذه المدينة ثم سافرنا منها الى بغداد »
اما سلالة ( آل زحيك ) (1) فأنهم يعرفون اليوم بـ [ آل ثابت وآل دراج ـ النقيب ـ وآل الوهاب وآل الجلوخان ] وبنو عمهم


(1) سيأتي تفصيل البحث عن قبيلة آل زحيك في الجزء القادم بأذن الله
البيوتات العلوية في كربلاء 11


آل الاشيقر ، وينتهي نسب السادة آل زحيك الى السيد ابي محمد عبد الله الحائري بن ابي الحرث محمد بن ابي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن ابي طاهر عبد الله الذي تفرع منه سادات ( آل الاشيقر ) بن ابي الحسن محمد المحدث من سلالة امير الحاج ابراهيم المرتضى الاصغر بن الامام موسى بن جعفر [ع] وهنا يلتقي نسب القبيلتين آل زحيك وآل فائز سكان كربلاء الاصليين .
ومما ذكره فضيلة المؤرخ الشيخ محمد علي اليعقوبي على صفحات مجلة الاعتدال السنة الرابعة الصادرة عام 1356 ص 276 في شأن [ بعض بيوت كربلاء ] ما نصه :
( اما البيوتات العلوية خاصة التي استوطنت كربلاء منذ أحد عشر قرنا فلا يسعفنا الاستطراد والايجاز على استيفاء ذكرها واستقصاء ما عثرنا عليه من تراجم نوابغها وعلمائها وقد حدثنا ابن بطوطة الرحالة الشهير في اوائل القرن الثامن هـ عن طائفتين علويتين هما آل زحيك وآل فائز وكانت بينهما وقائع وذحول في ذلك العهد وهما اليوم من اكثر عائلات كربلاء انتشارا واعظم بيوتها اشتهاراً فقد تفرعت من اصل هاتين الاسرتين فروع عديدة كل فرع

البيوتات العلوية في كربلاء 12


منها يتجاوز عدده مئات النسمات وكلهم سادة موسويون يتعاطون سدانة الروضين الحسينية والعباسية بصورة رسمية .)


نقباء آل فائز


وفي أواسط القرن الثامن الهجري وأوائل عام 725 هـ تولى شؤون النقابة في الحاير السيد ابو الفائز من سلالة محمد الحائري بن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى بن جعفر « ع » وذكر ذلك المرحوم السيد جعفر الكاظمي في كتابه [ مناهل الضرب في انساب العرب ] وقد كان سيدا جليلا شهما غيورا عفيفا ورعا تقيا نقي السريرة يمتاز على سائر العلويين الساكنين في الحائر ويتبعه اكثر من نصف سكانه .
والسيد ابو الفائز محمد هو والد السيد احمد ابو هاشم الناظر لرأس العين المدفون في شفاثا أو شفيثه ويعرف باحمد بن هاشم ، وقد عينه الامير تيمور كوركان لنك ناظرا عند غزوة شفاثا معقبا

البيوتات العلوية في كربلاء 13


السلطان احمد الجلائري عام 826 هـ وكانت شفاثا موطنا لسادات آل فائز في القرون الغابرة ولهم فيها عقار وبساتين تعرف ، بالفائزيات ، ولا تزال اثارها باقية حتى هذا اليوم ويؤيد هذا الراي النسابة الشهير ابن زهرة الحسني نقيب حلب الذي كان حيا سنة 756 هـ في كتابه غاية الاختصار في البيوتات العلوية السالمة من الغبار (1) بقوله :
« وبيت ابي الفائز بالحائر قوم من العلويين بمشهد الحسين (ع) ذوو نيابة ونخل بشفاثا من اعيان سادات المشهد وكان جدهم شمس الدين محمد ناظر شفاثا كريما موصوفا بالافضال والجود وهم كانوا بالمشهد على قاعدة البدو وقد دخلوا طي الخمول . »
وقد بقيت نقابة الاشراف في آل السيد ابي الفائز واحفاده نسلا بعد نسل الى ان آل امرها الى حفيده السيد طعمة كمال الدين بن احمد ابي طراس بن ابي الفائز محمد وكان نقيب الاشراف سيدا جليلا يتمتع بنفوذ واسع في الحائر كما ايد ذلك المرحوم عبد الله ضامن بن شدقم المدني المتوفى عام 1088 هـ في كتابه [ تحفة الازهار وزلال الانهار ] حيث قال : « ان طعمة هو ابن ابي جعفر احمد ابو طراس


(1) طبع في بولاق عام 1308 هـ ، وطبع حديثا في النجف عام 1382 هـ
البيوتات العلوية في كربلاء 14


المذكور من غير واسطة والله اعلم ويقال لولده آل طعمة سادات اجلاء ذو اهل ورياسة ونقابة وعظمة وجلالة بالحاير » ولهذا يشير المرحوم الشيخ محمد السماوي في ارجوزته « مجالي اللطف بارض الطف » ص 27 في شان تولية آل فائز النقابة بقوله : لم يك رهط مثل آل الفائز بنائل النقابة أو حائز
فقد مضت في كربلا قرون منهم نقيب كربلا يكون
مثل أبي الفائز أو محمد أو طعمة الاول مقول الندي
أو شرف الدين الفتى أو طعمه الثاني أو خليفة بن نعمه

وقد تولى آل فائز نقابة الحائر الشريف حتى القرن التاسع الهجري ايام دولة الخروف الاسود « قره قويونلي » في العراق ثم انتقلت الى آل زحيك « مدينة الحسين ـ فصل تاريخ نقباء الحائر » وتولى من آل فائز ايضا نقابة الحائر السيد يحيى بن شرف الدين بن طعمة الاول بن كمال الدين الفائزي وذلك عام 899 هـ وكذلك تولاها السيد ضياء الدين يحيى آل طعمة الاول الجد الاعلى لسادات آل ضياء الدين اليوم وذلك عام 1031 هـ وفي عام 1091 تولى شان النقابة السيد خليفة بن نعمة الله بن طعمة الثالث بن علم

البيوتات العلوية في كربلاء 15


الدين بن طعمة الثاني بن شرف الدين بن طعمة الاول بن كمال الدين الفائزي الجد الاعلى لسادات آل طعمة اليوم . وفي شوال من عام 1187 هـ اصدر البلاط العثماني فرمان النقابة الى السيد الجليل عميد اسرة آل طعمة الفائزي السيد عباس بن نعمة الله بن يحيى بن خليفة بن نعمة الله بن طعمة الثالث بن علم الدين . وفي عام 1241 هـ تولاها حفيده السيد وهاب بن السيد محمد علي بن سيد عباس ال طعمة.
وممن ذكر هذه السلالة النسابة السيد جمال الدين احمد بن علي الحسين المعروف بابن عنبه المتوفي سنة 828 هـ في كتابه « عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب » طبع النجف ص 217 بقوله : [ وأعقب أحمد بن محمد الحائري ويقال لولده بنو احمد بن علي المجدور وحده فأعقب علي المجدور من رجلين هبة الله وأبي جعفر محمد الخير العمال فمن ولده محمد الخير العمال بن علي المجدور آل ابي الفائز بالحائر وهو محمد بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور ] وقال في ص 296 و 297 ما نصه : وولد موسى الكاظم عليه السلام ستين ولدا سبعا وثلاثين بنتا وثلاثة وعشرين ابنا درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف وهم عبد الرحمن وعقيل والقاسم

البيوتات العلوية في كربلاء 16


ويحيى وداود ومنهم ثلاثة اناث وليس لأحد منهم ولد وذكر وهم 1ـ سليمان 2 ـ الفضل وقبراهما في آوه [ زرتهما في شهر رمضان سنة 928 هـ ] و3ـ أحمد . وقد ذكر صاحب المشجرة القديمة التي هي الآن عند بعض سادات آل طعمة في مشهد كربلاء الى سنة 1164 التي انتخب منها شيخنا ابو الحسن مدرس الغري ـ نور الله رمسه ـ لأحمد بن موسى الكاظم (ع) عمارتين من ولده علي : الاولى محمد بن علي يشتمل نسله على خمسة عشر رجلاً والعمارة الثانية هبة الله بن علي نسله علي وله نسلان النسل الاول يشتمل على اثنين وعشرون رجلاً ولد وولد وولد ، يشتمل على سبعة وعشرين رجلاً ولد وولد وولد تفصيلهم في تلك المشجرة والمنتخبة له عليه الرحمة وابن عنبة مصنف هذا الكتاب متاخر وصاحب المشجرة المذكورة قديم . ولا شك انه أطلع من ابن عنبه واقرب عهدا بمتقدمي هذا العلم ـ عن هامش المخطوطة ـ )
والى ابي الفائز ينتمي سادات ال طعمة كمال الدين [ الاول ] وباسمه سميت محلة ال فائز قديماً التي تعرف اليوم بمحلة باب السلالمة والقسم الشرقي من باب الطاق وباب العلوة وبركة

البيوتات العلوية في كربلاء 17


العباس ، حيث كانت تلك الاطراف مسكناً لآل فائز .
وتوجد اليوم عند معظم البيوتات العلوية في كربلاء مستندات رسمية ووثائق ووقفيات مصدقة بكثير من التواقيع اطلعنا عليها ويرجع تاريخها الى عدة قرون . ومن هذه الوثائق والوقفيات القديمة الوقفية التي يحتفظ بها السيد مجيد السيد محمد علي آل طعمة الخاصة بالبساتين العائدة لسادات آل طعمة علم الدين في شفاثا [ عين التمر ] التي يعود تاريخها الى القرن الثامن الهجري ، والوثائق والوقفيات الموجودة عند السيد مجيد السيد سلمان آل طعمة ومنها وقفية « فدان السادة » والوثائق والوقفيات الموجودة عند السادة آل ثابت وآل النقيب ووقفية آل الوهاب وآل جلوخان الخاصة بـ « حمام الكبيس » التي اطلعنا عليها ودونا تواقيعها ، وتاريخ الوقفية 9 ع 989 هجري الواقف لها خوجه عيسى بن المرحوم الحاج محمد اللافيهي والموقوف عليه يحيى جلبي . وسيأتي البحث عنها في المستقبل . ووقفية « بستان ضوي » العائدة الى سادات آل ضياء الدين [ عند المؤلف نسختها ] والوقفيات العائدة لسادات آل نصر الله وآل تاجر وآل الاشيقر وآل لطيف ، وغيرها من المستندات والوثائق

البيوتات العلوية في كربلاء 18



السادة آل طعمة


وينحدر هذا البيت من سلالة العلامة السيد طعمة الثالث بن علم الدين بن طعمة الثاني بن شرف الدين بن طعمة كمال الدين الأول آل فائز . والسيد طعمة الثالث بن علم الدين هو جد الأسرة (آل طعمة ) الواقف لفدان السادة على اولاده الذكور سنة 1025 وهم اليوم سدنة الروضة الحسينية . قال السيد الداودي في العمدة وأحمد بن مهنا العبيدلي في تذكرة الأنساب وغيرهم من النسابين ان العقب من ولد محمد الحائري بالحاير الحسيني كثيرون ومنهم آل فائز المعروفين اليوم بآل طعمة وليس في قولهم خلاف وهم من سكنة الحائر حتى هذا اليوم ولهم قصب السبق في سكناهم كربلاء
وذكر العلامة الشيخ محمد حسين الشيخ سليمان الاعلمي في كتابه ( دائرة المعارف المسمى بمقتبس الاثر ومجدد ما دثر ) في ص 245 : آل طعمة هم جماعة كثيرة من ولد ابراهيم المجاب كانوا بالحائر الحسيني شجرتهم عند السيد عبد الرزاق آل طعمة بالحائر الشريف

البيوتات العلوية في كربلاء 19


رأيتها في سنة 1368 .
وكان السيد طعمة الثالث بن علم الدين عالما جليلا فاضلا وشهد بذلك العلامة الشيخ احمد بن الشيخ علي النحوي في ( وقفية فدان السادة ) التي اوقفها السيد طعمة على اولاده الذكور آل طعمة سنة 1025 هـ فقال : السبب الداعي الى تحرير هذا الكتاب والأمر الباعث على تسطير هذا الخطاب بأمر الشيخ الجليل ذو الفعل الجميل الشيخ احمد بن الشيخ علي النحوي أدام الله أقباله على ما اعده الله تعالى لفاعل الخيرات من عظيم المثوبات وجسيم الحسنات وتحقق ان الدنيا دار زوال ومحل رحلة وانتقال وانها مزرعة الآخرة كما وردت بذلك الأحاديث المتكاثرة وخير على شمول قوله عليه السلام اذا مات ابن ادم وانقطع امله الا من ثلاثة صدقة جارية وعلم ينتفع به من بعده وولد صالح يدعو لأبويه فانه لاجرم وقف وحبس وسبل وتصدق بما هو له وملكه وبيده وتحت تصرفه فينقل اليه بالتمليك الشرعي المشتمل على الايجاب والقبول والتخليد والقبض والاقباض من السيد السند والكهف المعتمد

البيوتات العلوية في كربلاء 20


ذي الجود والكرم مولانا العالم الكامل السيد طعمة بن المرحوم السيد علم الدين دام فضله وافضاله وفي الوقفية تواقيع كثيرة منها توقيع السيد نعمة الله بن السيد طعمة علم الدين حيث شهد بقوله شهدت على العلوية بنت السيد جعفر وانا الفقير نعمة الله بن طعمة علم الحسيني (1) والسيد جعفر هو ابن طعمة الثاني .
ويفتتح السماوي البيوتات العلمية في ارجوزته مجالي اللطف بأرض الطف بقوله :
وال طعمة ذوي الأنساب في الفضل والعلوم والآداب

وذكر المؤرخ الحاج وداي العطية مؤلف تاريخ الديوانية في كتابه المخطوط عن انساب سادات كربلاء بخصوص نسب السادة ال طعمة قائلا : وجدته في كتاب مخطوط بقلم السيد محمد بن السيد جعفر الموسوي الحسيني كتبه سنة 1259 هـ وساق نسبه كما يأتي بخطه : محمد بن السيد جعفر بن مصطفى بن احمد بن يحيى بن خليفة بن نعمة الله بن طعمة الثالث بن علم الدين بن طعمة الثاني بن


(1) كانت تواقيع السادة في العهد العثماني تعرف بـ « الحسيني » نسبة الى جدهم الأعلى الامام الحسين بن علي (ع)
البيوتات العلوية في كربلاء 21


شرف الدين بن طعمة الاول كمال الدين بن احمد أبو جعفر بن ضياء الدين يحيى بن محمد ابو جعفر بن علي الغريق بن محمد خير العمال ابو جعفر بن علي المجدور ابو الحسن محمد بن ابو عاتقة احمد بن محمد الحائري بن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى بن جعفر عليه السلام .
وهذا السيد المشار اليه من النسابين وممن يعتمد عليه ، وهذا الكتاب الذي نقلنا عنه هو خاص في نسب المختار وجدته في مكتبة الاستاذ الفاضل السيد صادق بن السيد هاشم بن السيد علي بن محمد بن احمد بن محمد كمونة يوم 13 رجب سنة 1370 هـ . وفيما يخص السيد محمد الحائري الجد الأعلى لسادات آل طعمة الفائزين فقد ورد ذكره في كتاب [ سر السلسلة العلوية ] لابي نصر البخاري احد اعلام القرن الرابع الهجري المطبوع في النجف حديثاً ص 43 : ان محمد بن موسى بن جعفر ولد ابراهيم ،، واوضح العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم تعليقاً له في الحاشية هو : « محمد بن موسى بن جعفر عليه السلام هو الملقب بالعابد والعقب منه في ولده ابراهيم المجاب وحده ، والعقب من ابراهيم في ثلاثة

البيوتات العلوية في كربلاء 22


رجال : محمد الحائري واحمد بقصر ابن هبيرة ، وعلي بالسير جان من كرمان والبقية لمحمد الحائري بن ابراهيم المجاب كذا قال الشيخ تاج الدين » .
والسيد طعمة علم الدين جد السادة [ آل طعمة ] هو شقيق السيد جميل علم الدين جد السادة [ آل نصر الله ] وشقيق السيد حسن جد السادة آل السيد أمين المعروفين اليوم بآل الجلوخان نسبة لمصاهرتهم مع أسرة آل جلوخان من آل زحيك .
وممن ذكر هذا البيت العريق الاستاذ غالب الناهي في كتابه ( دراسات ادبية ) جزء 2 ص 104 المطبوع في مطبعة اهل البيت بكربلاء سنة 1960 قائلا : ولله سر في علاك وانما كلام العدى ضرب من الهذيان
لو بعث المتنبي وأخذ الى كربلاء وقيل له اختر لبيتك هذا ممدوحا لما وجد عدا بيت آل طعمة فهم اقدم اسرة علوية شريفة النسب وهم ذوو جاه وسلطة في مدينة كربلاء وهم ذوو ثراء وغنى وفوق كل هذا هم ذوو علم وثقافة وقليل ممن تأتت له مثل هذه الحال يعنى بالامور العلمية ، فالسيد عبد الحسين الكليدار كان سادنا للروضة الحسينية

البيوتات العلوية في كربلاء 23


وهو عالم فاضل وفيلسوف ومؤرخ له مكتبة عظيمة توازي المكتبات الكبرى في العراق كما اشار اليها الاستاذ جرجي زيدان في كتابه آداب اللغة العربية وهو والد السادن الحالي سيادة السيد عبد الصالح آل طعمة ومن هذه الاسرة سيادة الدكتور عبد الجواد الكليدار والسيد عبد الرزاق آل وهاب والسيد محمد حسن مصطفى الكليدار وكل واحد عالم فاضل ، ومنها الأديبان الشاعران الدكتور صالح جواد الطعمة والاستاذ سلمان هادي الطعمة فهل يكون من الغريب ان تنجب أديباً عالما مفكراً لغوياً كالاستاذ مصطفى السيد سعيد ؟ كلا ، وانما الغريب ان لا تنجب مثله » .
وهناك العديد من المصادر والمستندات والوثائق التي تدعم هذه الحقائق وتظهرها جلية كالشمس في رابعة النهار .

البيوتات العلوية في كربلاء 24



السادة آل نصر الله


وينحدر هذا البيت من سلالة السيد نصر الله بن حسين بن يونس بن جميل بن علم الدين بن طعمة (الثاني) بن شرف الدين بن طعمة (الاول) كمال الدين الفائزي . ومن الموقوفات القديمة التي تعود للسادة آل نصر الله هي (بساتين يونس) وقد اوقفها جد الاسرة السيد يونس بن جميل بن علم الدين .
والسيد نصر الله الفائزي الحائري المقتول في اسطنبول سنة 1168 هـ من ابرز الشخصيات العلمية المعروفة ، وقد ذكره العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني في كتابه « شهداء الفضيلة » ص 215 « السيد نصر الله بن حسين بن علي بن اسماعيل الحسيني الموسوي الحائري المعروف بالشهيد هو ممن جمع الله سبحانه له الحسنيين السعادة بالعلم والتقى والشهادة دون ما يحب الله ويرضي كما انه جامع بين المشرقين علو النسب والفضل المكتسب فهو عالم فقيه محدث اديب شاعر مشارك في علوم قل من اطلع عليها اجمع » وهناك مصادر كثيرة تبحث عن شخصيته العلمية .

البيوتات العلوية في كربلاء 25


ويعتبر السيد نصر الله الفائزي مدرس الطف ، فقد تتلمذ عليه عدد غفير من اهل الفضل والادب ابرزهم الشاعر السيد حسين مير رشيد الرضوي . وقد طبع ديوان الفائزي عام 1954 م من قبل المرحوم السيد حسن السيد محمد آل نصر الله . وان جامع هذا الديوان هو الشاعر السيد حسين مير رشيد الموسوي الرضوي ، وقد اشار اليه العلامة السماوي في ارجوزته [ مجالي اللطف بارض الطف ] ص 76 بقوله :
فكالشهيد ذي العلى والجاه مدرس الحائر نصر الله
نجل الحسين الفائزي المنتمى فكم وكم من المراثي نظما
جاهد في نقص الثلاث مفردا فأرخوا [ استشهد ناصر الهدى ]

وكما اسلفنا انه قد ذكر في بعض المصنفات ومنها : روضات الجنات واعيان الشيعة والكواكب المنتثرة وغيرها .
وسنذكر من تولى سدانة الروضة الحسينية من سادات آل نصر الله في فصل قادم .