ومضات من تاريخ السيد محمد باقر الحكيم
بقلم|مجاهد منعثر منشد
يقول تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) 1.
واذكر الصالحين ولست منهم ...ولكن اسأل الله ان يرزقني الصلاحا .
لقب العلامة المجاهد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم بعد استشهاده بلفب شهيد المحراب .والمقصود ليس المحراب كبناء او هيكل بل روحية ومعنوية المحراب الذي هو عشق الله تعالى .وذوبان الجسد في سبيله تبارك وتعالى وصعود الروح اليه جل جلاله .
وهذا بحث مختصر رزقنا الله عزوجل فيه كتابة نسب السيد شهيد المحراب من المصادر التاريخية اضافة الى كشف العلاقة بين احد المجاهدين داخل العراق ووالده مع السيد الشهيد محمد باقر الحكيم وتوضيح وفاء سماحته .واما تسلسل المواضيع حسب البحث تكون بالشكل التالي :ـ
ـ .النسب :ـ
ـ اجداد السيد محمد باقر الحكيم في العراق .
ـ جد ووالد شهيد المحراب واخوته .التطرق الى علمه ودراسته واساتذته وطلابة
، من أقول شهيد المحراب (رض) شرح عن الجماعة الصالحة وامثله غير منشورة مع كشف حالة من حالات الوفاء .
أ استشهاد المفكر الاسلامي شهيد المحراب ذكر بعض الشهداء من المراجع (قدس الله اسرارهم ) ثم تحليل شهادة سماحته .وعلى الله نتوكل وبه نستعين .
.النسب :ـ
قبل المواصلة في البحث نسلط الضوء على لقب عائلة السادة ال حكيم .واللقب الاخر الملقب به عوائل الطبطبائية ونباشر بسرد تفاصيل البحث من المصادر التاريخية المعتبرة .
أ‌. لقب ال حكيم .
أن اول ظهور لهذه الاسرة في النجف الاشرف في حدود سنة ( 1060هـ ) أي بعد وفاة جدهم الكبير السيّد الامير علي الحكيم الذي عمل منذ حداثته في أعمال الطّب الشّعبي، طبيب الطّبقات العليا من زعامات وملوك البلدان الإسلامية. ومن هنا اطلق على هذه العائلة والاسرة لقب الحكيم .وعند العرب يطلق على كل من مارس الطب حكيم ...اي ان اللقب كلمة عربية يطلقها العرب .
ويطلق على بعض العوائل من السادة ال الحكيم في كربلاء المقدسة وترتبط اسرة ال حكيم بالاسر العلوية من ال الحكيم في كربلاء بالجد الاعلى الذي هو امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ففي كربلاء اسر ال الحكيم يعود نسبهم الى الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) 2..واما اسرة السيد ال الحكيم في النجف الاشرف يعود نسبها الى الامام الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) .ومن خلال الاطلاع على اسر ال حكيم في كربلاء وجدنا في تسميتهم بهذا اللقب جاء من ممارسة اجدادهم للطب الشعبي وتدواي الناس .
ب. لفب طباطبا (الطبطبائي) . لفب (طباطبا ) فهواسم لابراهيم بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) .
لقب به لانه يبدل القاف طاء ,او لانه اعطي قباء,فقال : طباطبا يريد قباقبا .وهم الان طوائف في العراقيين من العجم والعرب ,ويقال منهم في اليمن وحضر موت 3.
وورد في الكواكب السيارةا انّ إبراهيم لمّا قدم بغداد في خلافة الرشيد سمع به فبعث إليه فظن أنّ أحداً د وشى به فدخل على الرشيد , فقام الرشيد وأجلسه إلى جانبه , وقال له :ـ ما جاء بك يا أبا إسحاق؟
قال: ظلمني صاحب الطبا . يعني صاحب القبا , فكان يقلب القاف طاء 4.
وورد في هامش مراقد المعارف ولد في الكوفة ومات االسيد ابراهيم طباطبا بعد مجيء اخر مولود له وهو محمد توفي وكانت وفاته اول ليلة من رجب سنة 199 وكان عمره ثلاث وخمسين ودفن بالكوفة .
ومن اطلق اللقب هم العرب كما ورد في السند او المصدر المذكور في الكواكب السيارة في الخلافة العباسية لهارون الغير رشيد . 5. .
فعائلة السيد المرجع الاعلى اية الله محسن ال الحكيم من الاسر الطبطبائية واحد اعمامهم من السيد ابراهيم طباطبا السادة ال بحر العلوم المتواجدين في عموم العراق . فهم يعودون الى السيد ابرهيم طباطبا.وهم أسرة جليلة أنجبت رعيلاً صالحاً من العلماء. وقد تحدّرت من السيد الشريف الحجة السيد محمد مهدي بحر العلوم المولود في كربلاء سنة 1155 هـ ابن السيد مرتضى المتوفى في كربلاء سنة 1204 هـ / 1789 م، المدفون في الرواق المطهر مما يلي مقابر الشهداء ابن السيد عبدالكريم ( وهو أخو المير أبي المعالي الكبير الطباطبائي الحائري جد صاحب الرياض بن السيد مراد فيجتمع حينئذ نسب السادة الطباطبائية في كربلاء ونسب السادة آل بحر العلوم في النجف في السيد مراد المذكور ) .
وقد دون السيّد محمد مهدي نسبه بخطّه المثبت في مشجّرات النسّابة السيّد جعفر الأعرجي على النحو التالي: السيّد محمّد مهدي بن العالم الفقيه السيّد مرتضى بن محمد بن عبدالكريم بن مراد بن أسد الله بن جلال الدين بن الامير حسن بن مجد الدين بن قوام الدين الذي هو جد اسرة « شريف العلماء الطباطبائية » وأسرة « آل السيّد محسن الحكيم الطباطبائية »، وأسر عديدة ينتهي نسبها إليه. والسيّد قوام الدين هذا هو ابن إسماعيل بن عباد بن أبي المكارم بن عباد بن أبو المجد بن عباد بن علي ابن حمزة بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغَمر بن الحسن المثنّى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السّلام. 6.
و نسب الشهيد السعيد العلامة المجاهد السيد محمد باقر الحكيم بن السيّد محسن بن السيّد مهدي بن السيّد صالح بن السيّد أحمد بن السيّد محمود بن السيّد إبراهيم بن الامير السيّد علي هو ابن السيّد مراد بن السيّد اسد الله بن جلال الدين بن حسن بن مجد الدين علي بن قوام الدين محمدبن السيد إسماعيل بن السيد ابي المكارم بن السيد عباد بن السيد ابي المجد بن السيد عباد بن السيد علي بن السيد حمزة بن السيد طاهر بن السيد علي بن السيد محمد بن السيد احمد بن السيد محمد بن السيد احمد بن السيد إبراهيم ( الملقب بـ طباطبا ( بن إسماعيل الشهير بالديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الإمام الزكي المجتبى الحسن بن الإمام علي بن ابي طالب عليه السّلام.7.
اجداد السيد محمد باقر الحكيم في العراق .
جميع الاشراف من السادة الحسنيون والحسينيون جدهم الجامع هو امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) والسيد محمد باقر الحكيم الطباطبائي النجفي الحسني جده امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) كانت ولادته ومسقط راسه الكعبة المشرفة .وعاش في العراق النجف الاشرف في عاصمة المسلمين الكوفة المقدسة .و بعد استشهاده دفن جسده الطاهر في النجف الاشرف .وكان ولده الامام الحسن قد ولد في المدينة المنورة وعاش مع والده في العراق .وبعد استشهاده دفن في المدينة المنورة (قبور ائمة البقيع ) . وخلال زمن وجود الامام الحسن المجتبى كان له اولاد وهذا معروف لدى عامة جميع المؤرخين والنسابين . ,فمن اولاد الامام الحسن الزكي السبط المجتبى السيد الحسن المثنى الذي كان بالمدينة المنورة وكان له اولاد منهم إبراهيم الغمر قال الخطيب :ـ ان وفاته كانت بالهاشمية في محبسه ثم روى عن يحيى بن جعفر وهو من شيوخ النسب : انه قال توفي ابراهيم سنة 145 بالهاشمية .وهو في حبس ابي جعفر وهو ابن سبع وستين سنة .وهو اول من مات في الحبس من بني الحسن وتوفي في شهر ربيع الاول 8.ويقول الشيخ محمد حرز الدين ويكنى ابا اسماعيل وابا الحسن ابراهيم بن الحسن المثنى .
مرقده بالكوفة على الاصح عليه قبة صغيرة بيضاء شمالي مرقد ميثم التمار على يسار الذاهب من النجف الاشرف الى الكوفة ..وفي هامش الصفحة يقول الشيخ واليوم قبرة عامر مشيد في وسط الحي الجديد في الكوفة وقد امر سماحة المرجع الاعلى الزعيم المجاهد السيد محسن الطباطبائي الحكيم ببناء سياج صحن واسع جدا حول مرقدة .9. .
وكان من اولاد السيد ابراهيم الغمر السيد إسماعيل الديباج وهو ايضا ممن حملهم المنصور مع ال الحسن ومات في الحبس معهم 10 .وكان احد اولاده منهم السيّد إبراهيم طباطبا ويذكر ابو الفرج الاصفهاني في مقاتله :ـ انه حضر واقعة فخ11..
واحد اولاد السيد ابراهيم (طباطبا) هو احمد بن إبراهيم طباطبا ويكنى أبو عبدالله الرئيس , ويقول الباحثين والنسابه انه كان في الكوفة 12.
لان والده كان في الكوفة .ونضيف ان اخوية محمدو اسماعيل بن ابراهيم طباطبا بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى كلاهما في الكوفة ومات اسماعيل ودفن في الهاشمية .13.
وكان لدى السيد احمد بن إبراهيم طباطبا اولاد منهم السيد أبو جعفر محمّد الأكبر محمّد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا .ويصفه العلامة النسابة ابي اسماعيل ابراهيم بن ناصر ابن طباطبا بالكوفي .14.
وكان السيد محمد بن احمد بن ابراهيم طباطبا له اولاد منهم أبو عبدالله الكوفي أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا 15.وقد انتقل السيد الى اصفهان 16..علما ان ولادته ومنشأه الكوفة ..ولكن رزقه الله تعالى ذرية وهو في اصفهان وتوفي هناك سنة 322هـ .
وكان من اولاد السيد احمد الكوفي ابن أبي الحسن محمّد الشاعر الإصفهاني صاحب المؤلّفات الممتعة ورزق الله السيد محمد اولاد منهم أبي الحسين عليّ الشاعر الملقب بشهاب .
وهذه النبذة المبسطة تفسر لنا اصل السيد شهيد المحراب ,فهو من اصل هاشمي عربي عراقي ناهيك ان جده السيد مهدي ولد في الكوفة .وكذلك والده المرجع الديني الامام السيد محسن الحكيم ولد وتوفي في النجف الاشرف فضلا عن ذلك ان السيد محمد باقر الحكيم ولد واستشهد في النجف الاشرف .
ولايفير امر النزوح والهجرة من اصل الانسان في شيء .وقد تعرض اجداد السيد شهيد المحراب للظلم والتهجير والقتل خصوصا زمن الحكم الاموي والعباسي .وبدون ادنى شك استمر هذا الظلم والتهجير والنفي حتى عصر السيد محمد باقر الحكيم حيث اخذت سلطات البعث المجرمة بمطاردة المؤمنين وسلالات واسر السادة ومنهم السيد شهيد المحراب حيث استمر تواجده في المهجر (الجمهورية الاسلامية الايرانية ) 23 عاما .وسنعود فيما بعد لتفاصيل موضوع الهجرة .
جد شهيد المحراب ووالده .
السيد مهدي الحكيم، والد الإمام السيد محسن الحكيم (قدّس سرّه) هاجر في أواخر حياته إلى لبنان في قرى جبل عامل (بنت جبيل) بدعوة من اهالي المنطقة .وكان زميلا في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي . وكـان السيد مهدي الحكيم من مدرسي علم الاخلاق المعروفين في زمانه, وأمه حفيدة الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب كتاب تكملة الرجال.
واما والد السيد شهيد المحراب الامام الراحل المجاهد السيد محسن الطباطبائي الحكيم ولد في شوال 1306 هـ بمدينة النجف . و كان علما ومنارة قارع الظلم والإستعباد وحارب الإستعمار .وكان المرجع الديني الأعلى العام للشيعة منذ أواخر الخمسينات وحتى وفاته عام 1970 .
وزمن مرجعيته وضع نظام اداري جديد للحوزة .وشرع ببناء المدارس وارسال المبلغين إلى نقاط العراق المختلفة. بهذا العمل ازداد عدد الطلاب في جميع الحوزات بشكل منقطع النظير. و لـغـرض اغـناء المواد الدراسية في الحوزة العلمية في النجف الاشرف, قام الحكيم بادخال دروس جديدة مثل: التفسير والاقتصاد والفلسفة والعقائد .
وتصدى في زمنه للتيارات الفكرية والافكار الالحادية القادمة من الخارج.فاصدر فتواه المشهورة الشيوعية كفرا والحاد .
وله مؤلفات 25 اصدار منها :ـ
1. مستمسك العروة الوثقى في 14 مجلد.
2. نهج الفقاهة
3. . حقائق الاصول .
4. منهاج الصالحين (رسالته العملية طبعت في النجف الاشرف عام 1365 هـ .
5. حاشية استدلالية على كتاب التبصرة للعلامة, وغيرها من المؤلفات والاصدارات .
وكان اولاد الامام السيد محسن الطباطبائي الحكيم .
1. آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم وهو من مدرسي الفقه والاصول البارزين في حوزة النجف الاشرف .
2. السيد محمد رضا الحكيم .
3. السيد مهدي الحكيم.جرى اغتياله من قبل عملاء المخابرات العراقية في السودان |العاصمة الخرطوم .
4. السيد كاظم الحكيم.
5. السيد محمد باقر الحكيم .شهيد المحراب .
6. السيد عبد الهادي الحكيم .
7. السيد عبد الصاحب الحكيم.
8. السيد علاء الحكيم .
9. السيد محمد حسين الحكيم.
10. السيد عبد العزيز الحكيم. وهو والد السيد عمار الطبطبائي الحكيم استلم زعامة المجلس الاعلى الاسلامي في العراق عام 2009 بعد رحيل والده المغفور له .
وفي 20 جمادي الاولى 1358 عام 1939م ولد العلامة المجاهد المجتهد الشهيد السعيد السيد محمد باقر الطباطبائي الحكيم بن الامام المجاهد السيد محسن الحكيم ( قدس الله اسرارهم) .
في مدينة النجف الاشرف الواقعة على وسط العراق.
ونشأ في بيت والده المرجع الاعلى للطائفة في زمانه وتلقى علومه العالية في النجف الاشرف . وتتلمذ على يد ستة فطاحل من جهابذة العلماء الاعلام وهم :ـ السيّد أبو القاسم الخوئي، الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، السيّد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم، أخوه السيّد يوسف، الشهيد السيّد مرتضى الموسوي الخلخالي، السيّد محمّد حسين الحكيم.
ونال درجةالاجتهاد أوائل شبابه من اية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين في علوم الفقه وأُصوله وعلوم القرآن ، وذلك عام 1384ﻫ.والشيخ مرتضى خال الشهيدين الصدريين 17 . ودرس دراسة الكفاية، وجزء من المكاسب و خارج الفقه والأصول عند الشهيد السعيد الامام السيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه) وكذلك حضر دروس خارج الفقه والأصول لدى كبار المجتهدين أمثال آية الله العظمى الامام السيد أبو القاسم الخوئي , فكان زملاؤه في الدراسة كل من حجة الإسلام السيد نور الدين الاشكوري، والسيد فخر الدين العاملي الموسوي، والسيد طالب الرفاعي.
و وافق السيّد محمّد باقر الصدر على انتخابه عام 1385 هـ ليكون أستاذاً في كلّية أُصول الدين في علوم القرآن. و الشريعة ، و الفقه المقارن.
وراجع أضخم كتابين للمفكر الاسلامي الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) . وقد اشار الامام الشهيد الصدر (رض) الى هذا الموضوع في مقدمة كتاب فلسفتناواقتصادنا فوصفه بـ (العضد المفدى).
وفي زمن والده الامام السيد محسن الطباطبائي الحكيم كانت حرب ضد الوجود الاسلامي .وكان شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم له دوره الفعال الى جانب والده واستاذه وصديقة الامام السيد محمد باقرالصدر . وكان السيد محمد باقر الصدر يدعم ويؤيد مرجعية اية الله العظمى السيد محسن الحكيم (رض) ,ففي عام 1969 حارب البعث الكافر .و فضح السلطة وأقام اجتماعات جماهيرية تدعوا للدفاع عن المرجعية ولم يكتفي بهذا العمل بل سافر الى دول اخرى لتحشيد الجماهير ولصق الجداريات وحملة اعلامية لتأييد المرجعية في عصره والدفاع عنها .. ولسماحته فتوى واضحة لتأييد المرجعية فقد أصدر ــ قدس الله نفسه الشريفة ــ فتوى قاطعة بتحريم ارتباط طلبة العلوم الدينية بأية قيادة أخرى غير قيادة المرجعية الدينية، وتحريم انتمائهم إلى كتلة وكيان تنظيمي غير الكيان الحوزوي الذي يرتبط بالمرجعية الدينية وبباقي الفقهاء والعلماء18 .مقابل هذا الموقف نتذكر موقف السيد محمد باقر الحكيم كان يؤكد مرار وتكرارا من على منبر الجمعة في الصحن الشريف لمرقد امير المؤمنين (عليه السلام) لالتفاف على مرجعية السيد السيستاني داعما ومؤيدا اياه (ادام الله طله الوارف)..
والسيد شهيد المحراب عاش عقدين ونصف مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه) وعاش معه كل التحولات التي شهدها العراق.وشاركه في العطاءات الفكرية و الانجازات و والمشاريع الاجتماعية والسياسية .
ويعتبر معاصر لاربعة مرجعيات مرجعية والده الامام السيد محسن ومرجعية الامام السيد محمد باقر الصدر ومرجعية الامام السيد ابو القاسم الخوئي اضافة لدعمه لمرجعية الامام السيد الخميني ووصفه بـ الابن الشجاع للاسلام.وكان منسق بين السيد محمد باقر الصدر والسيد ابو القاسم الخوئي .
وتخرج طلاب على يد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم منهم الشهيد السيّد عباس الموسوي، الشيخ علي الكوراني، السيّد محمّد باقر المهري، الشيخ أسد الله الحرشي، السيّد حسن النوري، الشيخ حسن شحاده، الشيخ هاني الثامر. أخواه الشهيد السيّد عبد الصاحب والسيّد عبد العزيز، السيد صدر الدين القبانجي، الشيخ عدنان زلغوط.
والامام الشهيد محمد باقر الحكيم له اصدارات ومؤلفات وصلت الى 58 اصدار منها :ـ
1.الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق،
2.الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين،
3.العلاقة بين القيادة الإسلامية والأُمّة،
4.دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية،
5.الإسلامية في التحرّك الإسلامي،
شهيد المحراب الشعلة الوضاءة التي يقتبس منها الاحرار هذه الشعلة التي كانت انتاج وجودي حركي جهادي وثمرة تنتج على جميع الاصعدة , فكان بحق خير خلف لخير سلف.
بعد استشهاد السيد الصدر(رض) وابتداء النظام الصدامي بحملة التصفية الشاملة ضد التيار الاسلامي في العراق ومحاربته للحوزة الدينية والمرجعية في النجف الاشرف اصبح شهيد المحراب يمثل موقع الامتداد لحركة السيد الشهيد الصدر (رض) فأعلن المواجهة وأسس بذلك مرحلة جديدة في نضال من اجل انقاذ العراق والانتقال الى مرحلة جديدة في اساليب العمل السياسي الاسلامي والاجتماعي,
ـ فكان 19 السيد الحكيم رصيدا قويا وقائدا وفيا حمل هموم شعبه بكل مكوناته، وبذلك سجل مواقف مشهودة تجاه الاكراد والتركمان كما له تجاه العرب، وله مواقف تذكر تجاه المسيحيين كما له تجاه المسلمين بسنتهم وشيعتهم، وبذلك حقق له مكانة مرموقة في قلوب كل العراقيين تكشف عن ابوته لهم، لن تخفى على احد. ((اسرته المضطهدة)) لاسرة السيد الحكيم دور كبير على الساحة العراقية، بسبب كونها من الاسر الدينية العريقة وفيها الكثير من العلماء والمراجع الذين شكلوا رصيدا اساسيا لحوزة النجف الاشرف، التي بقيت صامدة تجاه عمليات الاستهداف التي مارسها النظام الصدامي من اجل جعلها اداة لخدمة اغراضه .`19 ، وتم اعدام خمسة من اخوته وسبعة من ابناء اخوته وعدد كبير من ابناء اسرته في حقبة الثمانينات من القرن العشرين.
وتعرّض السيد الجكيم الى السجن من قبل السلطة البعثية المجرمة ,فقد اعتقل اول مرة عام 1972م، ثم اطلق سراحه . وفي عام 1977 تم اعتقاله مرة ثانية بسبب دوره في انتفاضة صفر، وحكم بالسجن المؤبد من دون تقديمه للمحاكمة،وتم اطلاق سراحه في "عفو عام" في 17 تموز 1978م، لكنه منع من السفر ووضع تحت المراقبة السرّية. وتعرض لمحاولتين اغتيال داخل العراق وخمسة خارجه .و بعد استشهاد السيد الصدر(رض) .
في اوائل شهر نيسان عام 1980 هاجر من العراق بعد استشهاد آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) .
وابتداء النظام الصدامي بحملة التصفية الشاملة ضد التيار الاسلامي في العراق ومحاربته للحوزة الدينية والمرجعية في النجف الاشرف .وكان مستهدف مباشرة بعد استشهاد السيد الصدر الاول مما ادى الى استلام المهمة في مرحلة جديدة لانقاذ العراق وشعبة ,واعلن ذلك فور خروجه من العراق .
ومن أقول شهيد المحراب (رض) :ـ
لقد اهتم أهل البيت(ع) اهتماما خاصا ومتميزا بجانب الفكر والعقيدة،
لأنه يعتبر الأساس الذي يمكن أن تقوم عليه بناء أي جماعة بشرية.
وبمقدار ما يكون هذا الجانب قويا وواضحا ومنسجما وشموليا،
تكون الجماعة قوية وقادرة على مواجهة المصاعب والمشكلات والظروف المختلفة التي تفرزها حركة التاريخ.ومن خلال هذه الرؤية لدور الجانب العقائدي والفكري نجد أن القران الكريم يهتم به اكبر اهتمام، ويعالج ـ في المجتمع الجاهلي ـ القضية العقائدية والفكرية قبل كل شئ. ويرسخ في المجتمع(الجماعة الصالحة) .
ايمان شهيد المحراب في قضية بناء الجماعة الصالحة يذكرنا باسلوب العمل الجهادي عند السيد محمد باقر الحكيم حيث نرى التفاعل مع الجماعات الصالحة من خلال العمل ضد سلطة نظام البعث .وفي بناء الجماعة الصالحة حرص سماحته على الحفاظ على الجماعات وحمايته حماية شرعية خلال عملهم داخل العراق .واذكر لكم بعض الامثلة كشاهد وهي لم تكتب مسبقا او يطرحها احد ومدعيكم الكاتب كان مطلع عليها وعلى تماس في هذا الموضوع تحديدا .واحد تلك المسائل مسألة ذكرناها في بحثنا المنشور حديثا 20.
بعض الحركات الجهادية لاتهتم بعمل المجاهد اي عمله الشخصي وليس الجهادي .وكان شهيد المحراب يدخل باحاطة كاملة في حياة وعمل بعض المجاهدين خصوصا من هم في ساحة الميدان داخل العراق ..ويدقق في تفاصيل معاملاته من حيث العمل او التعامل ,فيشعر المجاهد بوجود السيد شهيد المحراب معه .
ويرسل رسائل خاصة لهؤلاء المجاهدين بشكل مستمر .وبعد ان يفهم المجاهد تفاصيل الرسالة يحرقها خشية وقوعها بيد الاجهزة الامنية فتكون مستمسك عليه .
ونأخذ مثل على ذلك كان احد المجاهدين يعمل في محافظة بغداد وكان اسمه الحركي ابو معتز صادق .والاسم الحركي اختاره له السيد شهيد المحراب لصدق معلوماته ودقتها .ويذكر احد مسؤولية السيد ابو هاشم ان الاسم الحركي صادق الحكيم واطلق عليه الاسم لاعتزاز السيد محمد باقر الحكيم بهذا المجاهد .
واحد الاعمال المكلف بها هذا المجاهد متابعة المخابرات الصدامية واجهزة الامن الخاص ,وكان يعمل عسكري في صنف الطبابة محل العمل مستشفى الرشيد العسكري حيث وجود مايسمى الردهات الخاصة وهي مجموعة ردهات تقع في نهاية المستشفى المذكور ويتواجد فيها سجناء سياسيين من الحركات الاسلامية المعارضة للنظام ومن اعمال المجاهد صادق انه قام بتهريب سجين محكوم بالاعدام في ردهة جهاز الامن الخاص وكانت بالشكل التالي :ـ
1. ردهة جهاز المخابرات الصدامي موقعها في مركز التدريب المهني للطبابة العسكرية المجاور للمستشفى ..
2. ردهة جهاز الامن الخاص وهذه الردهات تقريبا 3 مقسمات بالشكل التالي :ـ
ا.ردهة المجرم قصي صدام .هرب السجين من هذه الردهة .
ب. ردهة المجرم صدام كامل .
ج. ردهة دائرة جهاز الامن الخاص .
3. ردهة الاستخبارات العسكرية .
4. ردهة الامن العامة .
5. ردهة الامن العسكري .وفي هذه الردهة عام 1994 كشف عن وجود الرائد الطيار مروان ادريس وكان محكوم بالاعدام ,وابلغ ذوية بوجوده لكن تحقيقات الامن العسكري وصلت بأن المجاهد صادق كان خفر في احد ردهات المستشفى العادية العسكرية وكان يتجول قريب من ردهة الامن مستغل فترة الظهيرة حيث ركود الحرس .وسجن المجاهد صادق في الشعبة الخامسة لمدة اربعين يوم وبعد التعذيب لم يعترف بشيء غير انه عسكري وخفر في مستشفى الرشيد العسكري ولاعلاقة له بالردهة التابعة للامن العسكري وساعده نائب ضابط قصي من الامن العسكري وافاد انه من عائلة تسكن بغداد ولاتوجد لدية علاقات خارجية وان سمعته جيدة في عمله الوظيفي ..فاطلق سراح المجاهد .
وخلال وجود المجاهد في مستشفى الرشيد العسكري ارسل استفتائات لسماحة شهيد المحراب يذكر انه يحتاج الى اعطاء بعض الادوية لكسب عناصر الامن في المستشفى لكن كان الجواب بشكل شرعي بحت . وهو هذا :ـ ولدنا العزيز صادق المرضى امانة في اعناقكم لايجوز اعطاء اي دواء لغيرهم .
وهنا نقف لكشف حقيقة اسلام شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم .
لم يقول ان هؤلاء المرضى هم عسكريين تابعين لجيش صدام وفيهم من الاستخبارات او وحدات الحرس الجمهوري العام والخاص .
لم يقدم مصلحة العمل الجهادي على حساب مصلحة الناس بل التشديد على مصلحة الناس .
كان جواب سماحته حماية شرعية في يوم الحساب للمجاهد صادق ابو معتز .
وكان بريد المجاهد صتدق عامرا بالتفاصيل نحو الهدف الرئيسي مع مخططات ويكتب تلك الرسائل بمادة الزعفران على ورق نوع رايز وابلغه المسؤول الاعلى ان السيد محمد باقر الحكيم امر باحضار بريد المجاهد صادق باي لحظة يصل لمكتبة .ورغم انشغال سماحته بالعمل السياسي والجهادي الانه قال لهم اذا استوجب الامر ووصل البريد اعطوني اياه وانا راكب في السيارة .
وكان ايمان شهيد المحراب بالقضية يدفع المجاهد صادق الى طلب حاجة من سماحته وهو واثق من الموافقة عليها .وكان الطلب انه كتب رسالة بمادة الزعفران قائلا فيها :ـ سماحة الامام المفدى قائد الثورة الاسلامية السيد محمد باقر الحكيم ( ادادم الله ظلكم الوارف ) ارجوا ان تعهد الي ان لاتدخل الجنة الاوان تاخذني معك ..واملي وطيد بقبول طلبي .
وماذا نتوقع من حفيد كريم اهل البيت الامام الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ؟ فكرمه انه وافق على الطلب.
وهذه نبذه مختصرة من بناء الجماعة الصالحة وتفاعل قائدها معها ذلك التفاعل الواضح في وجود سماحته مع المجاهد والاهتمام بطلباته وحمايته شرعيا ,فلم يقول سماحته هناك مسوول ولاعلاقة لي بالمجاهد او يتهرب المسؤول من ايصال الامانة هذا تفاعل بناء الجماعة الصالحة باسلوب ايماني اسلامي رسالي .
وبعد سرد المختصر عن فرد من الجماعة الصالحة لابد من كشف حلقة من حالات الوفاء عند سماحته لاصدقائه وماكتب وسيكتب لم يطلع عليه احد وداعيكم الكاتب مسؤول عليه امام الله تعالى في كل حرف وكلمة كتبت وستكتب .
كان والد المجاهد صادق ابو معتز احد اصدقاء سماحة السيد شهيد المحراب ومن ضمن المقلدين لسماحة الامام الراحل السيد محسن الحكيم (قدس سره) وعمل مع خطوط العمل الاسلامي التابعة للشهيد السعيد المفكر الاسلامي السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) ومن خلال هذا الوجود الميداني تعرف على سماحة شهيد المحراب الامام السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) وكانت لقائات متواصلة بينهم لحد هجرت سماحته في بداية الثمانينات .
وتعرض والد المجاهد صادق لبعض المضايقات من قبل حكومة البعث المجرمة لكنه كان ذكي لايضع اي دليل خلفة ورغم ذلك لم يسلم من اذاهم .
واصيب بامراض عديدة خلالها اجريت له ستة عمليات بعضها في القلب وكان يعيش مابين السرير وحمل العصا (العكازة ) في المسير الى ان رقد في السرير بشكل نهائي وحركته اصبحت محدده داخل المنزل .
ولم يعلم والد صادق ابومعتز بعمل ولده صدق مع السيد شهيد المحراب طوال سنوات العمل الا بعد سقوط الانظام المخلوع لحكومة البعث المجرم .
وكان اصدقاء يترددون لمنزل والد صادق وهم من ضمن العاملين مع السيد شهيد المحراب لكن كان شعور المجاهد والد صادق بان ابنه واصدقائه ضمن خطوط العمل الاسلامي الصحيح .
وبعد عودة السيد شهيد المحراب من الجمهورية الاسلامية الايرانية وخلال مسيرته وتوقفه بين شعبه واهلة في مناطق الجنوب العراقي وبعد وصوله في محافظة ذي قار لناحية الغراف ولقائه مع شيوخ العشائر في جامع الغراف الكبير التقى مع شقيق والد صادق وعندما عرف نفسه له بادر الشهيد العلامة بالسؤال عن صديقة قائلا لعم صادق ..ماهي اخبار اخي وصديقي والد صادق ؟ اني مشتاق اليه كثيرا .هل مازال يعيش في بغداد؟وكنت اسمع اخباره وانا هناك .وسلم لي عليه واريد ان اراه ,فابلغه عم المجاهد صادق بان شقيقة يرقد في السرير نتيجة المرض .وهو في بغداد.
وهنا نتوقف لنتأمل في شخص السيد الحكيم لم يسال المسؤولين على صادق عن والده فيبلغوا السيد الحكيم ولم يكن حديث في يوم من الايام عن موضوع والد المجاهد صادق .
وعدد سنوات الفراق طويلة ومقدارها 23عام ,فكيف لم ينسى شهيد المحراب صديقة ؟زمن هو الذي كان يرسل اخبار صديقة له ؟
وتحليل النتيجة لمابين العلاقتين علاقة العمل الجهادي مع المجاهد صادق .وعلاقة سماحته مع والد صادق .نجد أن السيد محمد باقر الحكيم وفي بوفاء منقطع النظير وفاء للاسلام والعمل الجهادي والايمان بالقضية .ووفاء لاصدقائه فلم ينساهم خلال سنوات الفراق .ووفاء لمصلحة الناس .
في 10|5|2003 عاد سماحته للعراق .واستفر في مدينة جده الامام علي (عليه السلام) النجف الاشرف و اقام صلاة الجمعة في صحن جده امير المؤمنين .
وكان كثير القول ويردد دائما كلمة الامام الحسين (عليه السلام) ((هيهات منا الذلة)).
وكان الحكيم من الداعين إلى الإسراع بقيام حكم عراقي مستقل، فقد قال في خطاب بعد عودته إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة وانهم لن يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج. ودعا إلى "تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته".
ودعا في خطبه الى بناء« نظام اسلامي عصري ينسجم مع اساليب هذا العصر والزمان ومع التطورات الاجتماعية الموجودة في هذا الزمان
رافضا « حكومة مفروضة» على العراقيين..
ورفع يده داعين الخصماء للتوبة عما فات مسامحا الابرياء منهم ومن لم تتلطخ ايدهم بدماء العراقيين .وكان يؤكد مرارا وتكرارا ويحشد الجماهير لدعم مرجعية الامام السيد علي الحسيني السيستاني (ادام الله ظله الوارف) .
استشهاد المفكر الاسلامي شهيد المحراب
استشهاد المراجع فيه سر ؤباني عجيب ولابد ان نذكر بعض هذه الشهادات ثم نعرج لذكر شهادة شهيد المحراب .
والظاهر ان العشق الالهي يجعل هؤلاء المراجع يبدعون حتى في نيل الشهادة قذاك المغكر الاسلامي اية الله السيد محمد باقر الصدر الذي اسس قوانين العمل الاسلامي واصول الجهاد وصولا للحكومة الاسلامية (الدولة الكريمة ) وكان مخلصا لله تعالى ,فطلب الله تبارك وتعالى روحه للقاء ,ففاز هو وخسرناه .ومرتين يتم اخراج جسده الطاهر وكل هذه السنوات الطوال والجسد طري تخرج منه رائحة المسك .
وبعد في زمن المعتوة الطاغية صدام وللاسف احاول عدم ذكرة لكن ذكره مفروض كون الاحداث تجبرنا على ذكره وان لم نذكره كما ذكرت فالتاريخ وتحديدا صفحات التاريخ الاسود تحتم ذكره .وعلى سبيل المثال اذا لم نذكره فالمناسبات هي التي تجعل ذكره واضح كما في اليوم العظيم لسقوط الصنم وهي عطلة رسمية اشارة لسقوطه وتسجيلة في التاريخ الاسود .
ومن نماذج الشهداء المراجع العلامة المغكر الاسلامي اية الله السيد محمد محمد صادق الصدر الذي كان صوت حق للاسلام وهز عروش الطغات بوقفته على منبر الجمعة في الكوفة وكان سلاحه الفكر واللسان والقلم والكفن الذي يرتدية وعدوه مجهز باحدث الاسلحة ويحيطه الحرس بعدة خطوط .والظاهر ان الشهيد الصدر الثاني لم يرعب الانظام البائد فقط بل ارعب اسرائيل حيث انتشرفي الصحف الاسرائيلية موضوع بعنوان (الرجل الابيض يهدد اسرائيل من خريبة في النجف ) واليوم مكان استشهاده المبارك ومرقدة يشار الية بالبنان .ومن النماذج الاخرى للشهداء المراجع اية الله العلامة الشيخ الغروي والعلامة اية الله الشيخ البروجردي وهذان الشهيدين تم استهدافهم من قبل الطاغية مرتين في الاولى سمعتوا من مقربين لهما انهما بعد الحادثة تحدثوا لبعضهم قائلين :ـ ( الظاهر ان لدينا ذنوبا فلم نوفق للشهادة ) وبعد اشهر نالوا الشهادة مضرجين بدمائهم الطاهرة .
والشهيد الصدر الاول (رض) كان يتمنى ان يكون دمه الطاهر في الصحن الشريف حتى يتعض به المرمنين لتكملة المسيرة .
والشهيد الصدر الثاني (رض) تضرج دمه الطاهر بمسافات قريبة من المرقد الشريف لامير المرمنين (علية السلام) في ساحة ثورة العشرين في النجف الاشرف .
والشيخين الغروي والبروجردي (رضي الله عنهم وارضاهم) كذلك نالوا الشهادة بمسافات قريبة عن الصحن الشريف بحدود النجف الاشرف .
وفي يوم الجمعة الاول من رجب 1424هـ استشهد السيد محمد باقرالحكيم (رض) بأنفجار سيارة مفخخة وضعت قرب سيارته بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف بعد اداء صلاة الجمعة وادى الحادث الاجرامي الى استشهاد وجرح المئات من المصلين وزوار الامام علي (عليه السلام(.حيث انفجرت سيّارة مفخّخة تحمل(700) كيلو غرام من المتفجّرات بالقرب من الصحن العلوي الشريف، فاستُشهد،
وفي احد محاضرات شهيد المحراب سمعته بدعو الله تعالى ان يرزقه الشهادة في العراق ضريح جده امير المرمنين (عليه السلام) ويطلب من الله تبارك وتعالى ان يذيب جسده الشريف في حبه .
فشهادات المراجع نوعية رغم ان درجاتها عند الله وحده .ومعلوم ان كل شهيد في سبيل الله تعالى كما ورد في الحديث عندما تسقط اول قطرة من دمه ,فهي كفارة لجميع الذنوب .رغم ذلك الاجساد للشهداء تدفن في الارض والروح تصعد لبارئها وهم احياء .ويبقى هل الشهداء مشمولين بضغطة القبر وغير مشمولين هذا راجع الى الله تعالى .والاحاديث الشريفة تقول غير مشمول والان ليس محله ايضاحه ولكن ذكر للاشارة .
شهيد المحراب دعائه واضح واستجابة دعائه من الله تعالى صريحة وفق معطيات الحدث حيث كان رزقة لنيل الشهادة يجمع استجابة دعائه + امنيات الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر يكون الدم في الصحن الشريف + دعوة من الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر (منبر صلاة الجمعة ) حيث ان شهيد المحراب انهى صلاة الجمعة في محراب الصلاة .+ شهادة الشيخين الغروي والبروجردي (رضي الله عنهما ) في تعريف اصول الشهادة عن طريق الدعاء .
والسذج من بعض الناس تراودهم الشكوك والطعون في عدم وجود الجسد متناسين الاعفاء الحاصل من ضغطة القبر وهي درجة وتذري الجسد وصعودة مع الروح لله نعالى فيه معنى كبير ورسالة للبشر من الله عزوجل .ومعناه اتعض يابني البشر ذاك ورغم السنوات الطويلة جسده كما هو وتخرج منه رائحة المسك ..ويابشر انك لم تقدر الاوائل من المراجع الشهداء .والان وبسبب عدم تقديرك تكون شهادة المراجع جساد وارواح اي احرمك من اجسادهم لعلك ان تتوب وتحضى بالدعاء فتنال الاستجابة بارواحهم الطاهرة .
فشهادة شهيد المحراب عالية العنوان لم ينالها اي مجتهد لحد الان يتضح من خلالها العشق الفريد من نوعه لله عزوجل ,فتكون في باب امير المؤمنين وفي اقرب مسافة اليه بتعبير يقول لنا امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ان قبر ابن السيد محمد باقر الحكيم بابي وفي ضريحي .
فيامن تكلمت عليه قف بمكان استشهاده واطلب برائة الذمة واعتذر لامير المرمنين (علية السلام) واطلب حاجتك من هذا المكان .وسترى سرعة الاجابة ان كنت صادقا
فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد مظلوما ويوم يبعث حيا مع الإبرار والصديقين من الأنبياء والرسل والأئمة الأطهار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش
1. البقرة: 154.
2. كتاب ( عشائر كربلاء وأسرها ) من تأليف السيد سلمان هادي آل طعمة | القسم الاول.
3. اسماء القبائل وانسابها للعلامة السيد معز الدين محمد المهدي القزويني المتوفي 1300ه شرح وتحقيق كامل سلمان الجبوري .ص 174 واخرجه من الجمهرة ص43 |المجدي عمدة الطالب وعيرها .
4. الكواكب السيارة ص 59.
5. هامش 1في مراقد المعارف ج1 ص157.
6. كتاب ( عشائر كربلاء وأسرها ) من تأليف السيد سلمان هادي آل طعمة | القسم الاول .
7. كتاب زهر الربى في اعقاب طباطبا |السيد مهدي عبد اللطيف الوردي مخطوط.ومشهد الامام لمحمد علي جعفر التميمي ج3ص25و26 |ومجلة الهدى العماربة ج1ص2|ومجلة المرشد البغدادية المجلد الاول ج9 ص296 والمجلد الثاني ج5 ص20.
8. . كتاب منتقلة الطالبية للشريف النسابة ابي اسماعيل ابراهيم بن ناصر ابن طباطبا من اعلام القرن الخامس الهجري | تحقيق وتعليق سماحة العلامة السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان .واستخراج الرواية من ناريخ بغداد ج6 ص 54.
9. مراقد المعارف |الشيخ محمد حرز الدين ج 1|ص 34 رقم 3 ابراهيم الغمر.
والظاهر في زمن مرجعية السيد محسن الحكيم تم تعمير وترميم بناء مراقد الاشراف راجع كتاب مراقد المعارف الجزء الاول ص 34و52و76و114و350و383.والجرء الثاني ص 40و72و84و86و187و263و310و311و312و313و314و343.
10. مقاتل الطالبين ص 199.
11. مقاتل الطالببين ص 446ـ 456.
12. كتاب منتقلة الطالبية للشريف النسابة ابي اسماعيل ابراهيم بن ناصر ابن طباطبا من اعلام القرن الخامس الهجري | تحقيق وتعليق سماحة العلامة السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان)
13. مراقد المعارف لشيخ محمد حرز الدين ج 1 ص 157 حرف الالف نقطة 51. وفي الهامش من نفس المصدر اعتمد الشيخ السند التاريخي من المصادر التالية :ـ 1.فلك النجاة | للسيد مهدي القزويني وجملة قبور الطالبيين في الهاشمية وتاريخ الكوفة للسيد البراقي ص 55.ويذكر قبره الشيخ حرز الدين عند الرجيبات من عشائر الجبور ناحية القاسم .
14. كتاب المنتقلة ص 266..
15. كتاب المنتقلة ص 20 ..
16. كتاب .المنتقلة 266.
17. الامام العلامة الشهيد السيد محمد باقر الصدروالامام العلامة الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر(رضي الله عنهم)..
18. ..(مقالنا أنه القوة انه الثورة السيد محمد باقر الصدر-بقلم: مجاهد منعثر منشد)
19. جريدة الصباح | مقال أبو ذر الحسني بعنوان لماذا يوم استشهاد الحكيم يوم الشهيد العراقي؟
20. بعنوان | التجسس والجاسوسية وعلم التخابر من وجهة نظر الاسلام 1 القسم الاول .اخر الموضوع اسئلة أحد المجاهد والاجوبة من سماحته .
ومضات من تاريخ السيد محمد باقر الحكيم . - جريدة البصرة الالكترونية