بغداد/ اور نيوز
فيما قال حسين علي كمال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات ان الانتشار الامني لقوة مكافحة الارهاب الذي تشهده بغداد منذ يومين يستهدف خلايا خاصة بالقاعدة والبعث ومليشيا عصائب أهل الحق المنشقة عن التيار الصدري والتي تنفذ الاغتيالات ضد العسكريين في وزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني والاستخبارات، كشف مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية عن أن القوات الأمنية عثرت على وثائق وصفت بـ"المهمة" عن تحركات تنظيم القاعدة في بغداد، مبينا إن الوثائق عثر عليها في المنزل الذي اقتحمته قوة مكافحة مكافحة الإرهاب بحي العامل غربي بغداد صباح اليوم.
وقال المصدر الامني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة إن "قوة مكافحة الإرهاب التابعة المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة عثرت بعد اقتحامها المنزل الذي تحصن فيه عناصر تنظيم القاعدة صباح اليوم بحي العامل غربي بغداد على وثائق مهمة تتعلق بتحركات تنظيم القاعدة".
وأوضح المصدر أن "القوة عثرت أيضا على حواسيب، ومنشورات، وكتب دينية"، مبينا أن "عملية اقتحام المنزل نفذت دون مقاومة من عناصر تنظيم القاعدة بعد نفاذ ذخيرتهم".
وأضاف المصدر أن "القوة الأمنية اعتقلت الأشخاص الستة المتحصنين في المنزل في منطقة الجنابات التابعة لحي العامل بعد ان فرضت قوة من جهاز مكافحة الارهاب واخرى من قوات سوات طوقاً امنياً حول المنزل الذي يتحصن فيه ستة من عناصر تنظيم القاعدة بينهم اثنان عرب الجنسية"، مشيرا إلى أن "المعتقلين هم أمير في التنظيم ومساعدين أثنين له، إلى جانب أربعة مسلحين آخرين مسؤولين عن عمليات القاعدة في قاطع الكرخ". وتابع المصدر أن "قوة مكافحة الإرهاب اقتادت المعتقلين الى مركز امني للتحقيق معهم".
الى ذلك قال حسين علي كمال وكيل وزارة الداخلية العراقية لشؤون الاستخبارات: لقد ضربنا طوقاً امنياً محكماً علي بعض احياء بغداد لوقف الاغتيالات. وتشهد العاصمة العراقية منذ السبت انتشار قوة مكافحة الارهاب في احيائها بحثا عن 17 خلية مسلحة دخلت بغداد مؤخراً من اجزائها الغربية والشمالية الشرقية لتنفيذ اغتيالات للعناصر الامنية، حسب مسؤولين في الداخلية العراقية.
فيما قال مدير شؤون الامن في وزارة الداخلية احمد ابورغيف ان نزول العمليات الخاصة الي الشارع هو اجراء تكتيكي وليس حملة عسكرية، وان بقاء هذه القوات في مواقعها او تنقلها امر مرهون بالقادة الميدانيين.
فيما تواصلت امس عمليات اغتيال العسكريين وضباط الشرطة في بغداد ومدن اخرى، قال سكان محليون ان شوارع بغداد الرئيسة والعقد المرورية فيها شهدت انتشاراً مكثفاً لقوات يرتدي جنودها زياً اسود ويضعون الأقنعة علي وجوههم وهم مدججون بأنواع خاصة من الاسلحة والتجهيزات القتالية. ونقلت صحيفة "الزمان" عن كمال قوله: ان هناك خططاً جديدة يتم الشروع فيها للحد من الاغتيالات. واوضح ان هدف الانتشار الامني هو متابعة المجاميع المسلحة من عصائب اهل الحق الخارجة و القاعدة ومجاميع البعثيين، موضحاً ان لدى الاجهزة الامنية اهداف واسماء وعناوين للخارجين علي القانون كما تم اعتقال مسؤول العلاقات لتنظيم القاعدة. وقال كمال: قبضنا علي مجموعة من عصائب اهل الحق اعترفت بعدد من الاغتيالات وتم تقديمها الي القضاء.
وعصائب اهل الحق مجموعة متشددة انشقت عن التيار الصدري ونفذت عمليات خطف وقتل لبريطانيين لكن رئيس الحكومة نوري المالكي اطلق المئات من معتقليها الذين سلمتهم القوات الاميركية بناء علي صفقة عقدها مع العصائب جري تبريرها في وقتها انها تجري في اطار دمج المليشيات في العملية السياسية. وبشأن تنفيذ عدد من الاغتيالات من مسلحين يحملون هويات ويستخدمون سيارات وزارة الداخلية، قال كمال: نعم قبضنا علي مجموعة تستخدم مثل هذه السيارات والهويات بعد اغتيالها لأحد الضباط. واضاف: لا نستطيع ان ننكر وجود هذه الظاهرة لكن وكيل وزارة الداخلية استدرك قائلاً: ان مثل هذه الخروقات لا تجري بتوجيهات من الحكومة او قادة سياسيين بل هي تندرج ضمن الاعمال الاجرامية.
وحول عدد العسكريين الذين جري اغتيالهم قال كمال: ان العدد كبير وبينهم ضباط كبار ومجموعة من خيرة العسكريين الاكفاء، وكشف انه من قسم الاستخبارات الذي يترأسه جرى اغتيال 240 عسكرياً بينهم عدد من الضباط اضافة الي مساعده. وقال: انا نفسي تعرضت لمحاولات اغتيال. وبشأن الاسلحة وكواتم الصوت المستخدمة في اغتيال العسكريين وكبار موظفي الدولة، قال كمال: ان الاسلحة معروف مصدرها وهي من مشاجب النظام السابق اما كواتم الصوت فهي من صنع محلي او وصلت من خارج الحدود رافضاً الكشف عن المصدر.
وأكد كمال ان نخبة من خيرة قواتنا تحاول السيطرة علي بغداد قبل انعقاد القمة العربية فيها في آذار المقبل. واوضح نحاول ايجاد حالة امنية مستقرة، مضيفاً ان هناك انزالاً للقوات وتمرينات حقيقية لمواجهة اي موقف طارئ كجزء من الاستعدادات الامنية للقمة العربية.