عائلة كبيرة كل أفرادها مبدعين، يتقاسمون اللقمة المغمسة بالفرحة وبالعبرة، لا يفترقون إلا للنوم وأحيانا لا يفترقون؛ فمنزل الفرد هو بيت لكل الفريق أو "لوكاندة للنوم فقط".

مسرح الكلية هو كل دنيتهم طوال سنوات الدراسة، وعند البعض يمتد لما بعد ذلك، وهو أيضا بمثابة "مصحة نفسية" تشفيهم من عقد ومشاكل ترسبت فى أعماقهم لسنوات طويلة بالابتسامة والصحبة الحلوة ومملكة "الإيفهيات" التى قل ما تجد خفة ظل قادرة على منافستها.

فيهم من يعمل لشهور لأجل لحظة يفخر بها أمام أهله بعد تقييمه على أحد أدواره، ومن يوارى شغفه المرفوض عن أهله حتى لا يمنعونه، ومن يرضى بكلمة على المسرح أو دون ذلك مكتفيا بلمة الفريق ووجوده وسطهم.


حكاية ناس متقاسمين الحياة مع بعض

"على الحلوة والمرة نتقاسم الحياة".. هكذا يتحدث محمد ربيع، مخرج العرض الحالى لفريق مسرح تجارة جامعة عين شمس، عن عائلته المسرحية" لو حد فينا عنده فرح بنروح أكثر من 30 واحد نعمله "شو" رقص وغناء، ولو عنده حالة وفاة كلنا بنكون جنبه".

"صندوق الفريق" هو الممول الرسمى لمثل هذه المواقف "بنجمع من كل واحد جنيه أو اثنين فى اليوم عشان لو حد معهوش فلوس أو متخانق مع أهله"، وهناك من يقيم مشروعا صغيرا ليوفر مصاريفه "ممكن واحد يعمل نصبة شاى وساندوتشات عشان يمشى نفسه".


وقال إن عائلة المسرح الذى يصفونه ب"المصحة النفسية" تساعد فى شفاء الكثير من العقد المترسبة فى أعماقهم، واستكمل حديثه "السحت" زملينا أصابعه مبتورة وفى البداية كان حساس جدا لكن إحنا بنعمل فوكس على العيوب وبنعالجها بالإيفهات ودلوقتى بقى هو كمان يعمل إفيهات معانا، وفيه زميل تانى اسمه عمرو درويش عنده مشكلة فى الكلام والحركة لكنه رغم كدة نجح أن يأخذ أحسن ممثل فى مهرجان الجامعة وبقى كومديان الفريق".

"ربيع" يعيد السنة الأخيرة فى الكلية، والتى رسب فيها متعمدا رغم تقديراته المرتفعة فى الثلاث سنوات السابقة مبررا ذلك: "مقدرتش أسيب مسرح الكلية كان لازم أنزل عشان أفضل معاهم سنة كمان".

المسرح دنيتهم والبيت "لوكاندة" للنوم فقط

من الـ10 صباحا وحتى السادسة مساء.. مواعيد البروفات اليومية التى يحكى عنها "أحمد الجوهرى" مؤلف العرض وأحد أبطاله" إحنا مع بعض من الصبح لبليل، ولما بنخلص بروفات بنكمل القعدة على القهوة ونروح البيت على وقت النوم وكتير بنسمع هناك جملة "البيت بقى لوكاندة لك ولأصحابك"، لأن كتير بيروح معايا مجموعة من زمايلى فى الفريق ونبات سوا".

على القهوة هم أصدقاء وعائلة واحدة لكن لوقت العمل والبروفات قواعد أخرى يلتزم بها الجميع، كما قال "مصطفى سالم" أحد ممثلى الفريق: "كلنا لازم نلتزم بمواعيد البروفة ومحدش بيتكلم أو بيخرج خلال البروفة إلا بعد استئذان المخرج وممكن يكون فيه عقوبة مادية لكن من الشاذ أن حد يزعق مع التانى".


مش مهم التمثيل المهم الصحبة الحلوة

قالت "سمر" طالبة بجامعة بنها لكنها تلازم فريق مسرح عين شمس، كثيرون لا يشتركون فى فريق المسرح بدافع حب التمثيل وإنما يدفعهم حبهم لروح الفريق والصحبة الحلوة، ومنهم "سمر أبو السعود" طالبة فى تجارة جامعة بنها ولكنها تقضى ثلاثة أيام من كل أسبوع بصحبة فريق مسرح جامعة عين شمس، وتروى قصة تعرفها بهم: "من سنة نقلت من جامعة بنها لعين شمس واشتركت فى فريق المسرح لكن اضطريت أرجع تانى جامعة بنها لأنهم شيلونى 8 مواد زيادة فبقى عندى 20 مادة فى السنة، لكن كنت خلاص اتعلقت بالفريق ورغم إنى سبت الكلية بس مقدرتش أسيبهم".

مش محتاجين مسرح عشان نعمل بروفة.. طرقة متقفلة بستائر أو قاعة جيم أو معمل فارغ يفى بالغرض

باستثناء كلية التجارة لا تمتلك أى من كليات جامعة عين شمس مسرحا لأداء بروفاتهم اليومية فيلجئون إلى إحدى القاعات، وإن لم يجدوا يعملون بالقاعدة المعروفة"الجيش بيقولك اتصرف".

باسم الجندى، مسئول فريق مسرح حقوق جامعة عين شمس، قال: "بنعمل البروفات فى قاعة فى الكلية وقبل كدة كنا بنقفل طرقة بستائر ونعمل فيها البروفات، وفيه فرق بتعمل بروفات فى قاعة جيم وبروفات كلية علوم فى المعمل".


الأهل نوعان: فخورون أو معترضون

"هدى" ترتدى الحجاب لترضى أهلها وتخلعه وهى فوق المسرح لترضى فنها، قالت "هدى أبو النجا" إحدى أعضاء فريق مسرح كلية الحقوق جامعة عين شمس تعيش حياة مزدوجة تروى تعقيداتها: "بابا ملتحى ومتشدد وفى البداية كنت بمثل من وراه ولما عرف عمل مشكلة وهددنى بمنعى من الجامعة كلها لكن مقدرتش ورجعت أمثل تانى من وراه، ولابسة الحجاب لنفس السبب عشان أهلى لكن على المسرح فى أدوار بتحتاج إنى أقلع الحجاب عشان أمثل الدور بشكل كويس على قدر المستطاع".

أما "مها الخطيب" زميلة "هدى" فى فريق المسرح فترتدى الحجاب هى الأخرى لكن تعتذر عن الأدوار التى لا تتناسب معه، ولكنها تعانى من مشكلة شبيهة مع أسرتها: "اعتراضهم مش على فكرة التمثيل إنما على تضيع الوقت وإنى أغلب الوقت بره البيت لكن مش بيمنعونى مادام بجيب تقدير كويس كل سنة ومن أحسن اللحظات لما بيجوا يتفرجوا على وأنا بمثل فى مهرجان مسرح الجامعة".


مسرحيتان فى العام "ذاتى" و"كبرى"

تعمل فرق المسرح طوال العام الدراسى على مسرحيتين "ذاتى" و"كبرى" كما قال حسام الصياد أحد أعضاء فريق مسرح كلية الآداب جامعة القاهرة، الأولى يكون جميع المشاركين فيها من أبناء الكلية أما الكبرى فيسمح بالاستعانة بمخرج كبير من خارج الكلية، ويكون لها ميزانية تحددها الجامعة، وأشار الصياد إلى أن المهرجان القادم سيكون فى آخر أكتوبر أو نوفمبر، والذى يتم فيها تقييم العروض.



مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 1.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 2.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 3.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 4.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 5.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 6.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 7.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 8.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 9.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 10.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 11.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 12.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 13.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 14.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 15.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 16.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 17.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 18.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 19.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 20.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 21.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 22.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 23.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 24.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 25.jpg

مسرح الكلية. . ضحك ولعب وجد وحب 26.jpg



أكثر...