نظم فريق "اللّمة" بالإسماعيلية، اللقاء الخامس والعشرين لـ"اللمة"، والذى ناقشوا فيه تجارب عدة دول نجحت فى الخروج من براثن الحروب الأهلية إلى المصالحة الوطنية.

استمر اللقاء من الثالثة عصرًا، وحتى الخامسة والنصف مساءً، فى حضور أكثر من 40 مشاركًا، بمكتبة مصر العامة بالإسماعيلية، وقدمه أحمد صبرى.

وتقول مى محروس إحدى أعضاء فريق "اللمة" بالإسماعيلية لـ"اليوم السابع": "اخترنا الموضوع لأننا فى مصر الآن نعيش انقسامًا مثيرا للقلق، حتى فى الأسرة الواحدة نرى اختلافات، فأحببنا أن نعرض فى اللمة تجارب كانت أقسى من مصر بمراحل، وراح ضحيتها عدد كبير من الناس، وفى النهاية وصلوا للمصالحة الوطنية"، وتضيف "مجرد ذكر تجارب غيرنا قد يعطينا أمل أننا نحل خلافاتنا، ويساعدنا على الاستفادة من تجارب غيرنا، وطريقتهم فى الوصول إلى المصالحة".

وكان لقاء السبت قد بدأ بالحديث عن تجربة روندا، والحروب الأهلية التى مرت بها بين قبيلتين اسمهما "الهوتوا" و"التوتتسى"، وعرض أحمد صبرى على المشاركين مراحل العداء، التى وصلت إلى أنه كان يكتب فى البطاقة الشخصية لكل مواطن اسم القبيلة التى ينتمى إليها.

وأشار صبرى إلى أن أولى خطوات المصالحة الوطنية كانت إلغاء هذه البطاقات وإصدار أخرى جديدة يكتب فيها فقط أن هذا المواطن رواندى.
وأشار صبرى إلى الاستعمار فى روندا، فى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، ودور الإعلام أثناء الحرب الأهلية، وكيف كان يثير الفتنة أكثر بين القبيلتين.
وبعد الحديث عن التجربة الرواندية، تناول اللقاء تجربة جنوب أفريقيا، ودور نيلسون مانديلا فى إخراج البلاد من دوامة الحرب الأهلية، وكيف اتبع سياسة التسامح مع البيض بعدما وصل إلى رئاسة البلاد، رغم ما عاناه منهم من إقصاء ومعاداه وظلم.
وفى نهاية اللقاء، طرح سؤال حول إمكانية حدوث مصالحة فى مصر.
وأشارت مى محروس إلى أن اللقاء حظى بنسبة حضور عالية أكثر من أى لقاء آخر لـ"اللمة"، لافتة إلى أن موضوع اللقاء كان فى توقيت مناسب، حيث تمر مصر بمرحلة صعبة والجميع يأمل أن تخرج منها بسلام.
يشار إلى أن "اللمة" هى إحدى أنشطة مشروع "دواير"، وهى لقاء يتم عقده كل يوم سبت لمناقشة مواضيع مختلفة، من شخصيات تاريخية، إلى أحداث تاريخية، أو أدب أو سينما، يتولى عرض الموضوع أحد أعضاء "اللمة" ويناقشه الحضور.
وأوضحت مى أن "اللمّة فى كل محافظات مصر مرتبطة ببعضها، وتقوم على نظام واحد، بعد أن بدأت فى القاهرة بناء على فكرة أحمد عبد المجيد، وانتقلت منها إلى محافظات مختلفة، حتى أنها وصلت إلى دول عربية أخرى مثل ليبيا وتونس".



أكثر...