توفت، اليوم الاثنين، السيدة عيشة يوسف، أول سائقة تاكسى (سيارة أجرة) فى الجزيرة العربية، بمدينة عدن، جنوبى اليمن.

وفى الوقت الذى كانت ولا تزال النساء فى دول مجاورة لليمن، كالسعودية، يطالبن بحقهن فى قيادة السيارات، كانت "عيشة يوسف"، أول سائقة تاكسى فى الجزيرة العربية، والتى ناهز عمرها 80 سنة عند وفاتها، أمضت معظمها خلف مقود سيارتها سائقة أجرة تقل الركاب بين أحياء مدينة عدن والمناطق المجاورة.

يذكر أنه خلال فترة عملها لنحو نصف قرن لم يسجل عليها ارتكاب تجاوز قوانين المرور ولوائحه، وفقًا لشهادة حصلت عليها من إدارة مرور عدن فى العام 2006 بصفتها أول سائقة تاكسى فى اليمن والجزيرة العربية.

وكان مراسل الأناضول حاول التحدث معها أثناء تواجدها بمشفاها فى مرضها الأخير، إلا أنها اكتفت بالقول "أنا رايحة خلاص (سأموت)"، وكأن عبارتها الموجزة كانت تضمينًا لجميع الإجابات على أى سؤال يطرح بشأنها.

وأقامت "عيشة" فى حى شعبى يدعى القطيع بمنطقة كريتر بالقرب من قلعة صيرة التاريخية شرقى مدينة عدن، وتسمى الوحدة السكنية التى أقامت فيها "وحدة لطفى أمان"، وهو الشاعر اليمنى المعروف الذى كانت عيشة تفخر به وتصفه بـ"ابن حارتها"، حسب صديقتها الصحفية لبنى الخطيب.

عاشت يوسف منذ سنوات وحيدة بعد وفاة شقيقتها، وهى آخر من بقى من أسرتها، حيث توفى والداها وهى لا تزال طفلة صغيرة، ما جعلها تقرر مواجهة أعباء الحياة منذ وقت مبكر، وإن بطريقة رأى فيها البعض تجاوزا لأعراف وعادات سائدة لا تحتمل وجود امرأة تعمل سائقة تاكسى، وهى المهنة التى لا تزال حتى اليوم ضمن الخطوط الحمراء لدى المجتمع اليمنى.



أكثر...