نسب آل حميد: هي من عشائر «مضر» العدنانية كما في النسب التالي تصل الي معاوية بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفه بن قيس عيلان بن الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقد سميت بهذا الاسم لان شيخها الذي يحمل نفس الاسم ذواخلاق حميده و وجه حسن ... و قد وقع بعض المؤرخين بخطأ غير مقصود في النسب حيث لم يفرقوا بين آل حميد بفتح الحاء و بين قبيلة آل حميد ، حيث إن آل حميد هو اتحاد عشايري نشأ في المنطقه الواقعة علي الغراف و في الصحراء الواقعة علي الشرق بين قلعة سكر و كوت الحي الذي تسكن فيه تلك العشائر ..كان يضم التحالف المعني بعشائر كثيرة و مختلفة النسب ، الوحدة القائمة بينها رمزية واسمية و لاتكون الا من اجل الحصول علي مكاسب زراعية. و كان من ضمن ذلك تحالف بعض افخاذ قبيلة آل حميد الذين يسكون سابقا في منطقة الرفاعي اما في الوقت الحاضر اصبح هذا الاتحاد غير موجود نتيجة هجرة الفلاحين الي ساير مدن القطر العراقي و محافظه خوزستان الايرانية. هجرة آل حميد : كانت قبيلة آل حميد في جميع بطونها تسكن ارض تهامه في شبه الجزيرة العربيه و بعد الفتح الاسلامي للعراق و ايران اخذت القبايل العربية تهاجر باشكال متفاوته علي مر السنين الي البدان المفتوحة عنوة ، قبيلة آل حميد كانت من ضمن القبايل المهاجرة الي العراق و ايران .تكوين هجرة القبايل العربيه مبنية علي الاسباب التالية: اولا: انتقال العاصمة الاسلامية من الحجاز الي العراق ثانيا: تغيير مناخ الجزيرة العربية بسبب جدبها ثالثا: خصوبه ارض العراق و كثرة المياه فيها رابعا: ملل الحياة الدوية و الرغبة العشاير في الاستيطان كانت الهجرة القبيلة الي العراق ضمن دفعات متوالية حيث ان الدفعة الاولي اسقرت في الحلة و الدفعة الثانية سكنوا شطر البصرة و المرحلة الثالثة استقروا في القرنة . الدورة لاولي: تشمل حمايل المرادسة ،آلبوعلوان و العوامر و ضويعن و حدثت في ثلاث مراحل: 1) استقرت هذه الحمايل في بادئ الامر قرب الحلة حيث نزلت عند قبيلة الغزية و انضمت معها في تحالف مؤقت .الغزية كانت تضم في ذلك الوقت قبايل متعددة منها الحميد ،الرفيع و الساعد و كان يرآسهم ابي لهب الذي اغار برجاله علي قبيلة جشعم منهبوا اموالهم و مواشيهم و قتلوا منهم الابعض ،فذهب شيخ شبيب رييس جشعم الي حسن باشا العثماني شاكيا" له فعل آل حميد و الغزية بقومه .كانت تلك الواقعة اوائل القرن السابع عشر الميلادي و بالتحديد سنة 1706 م و كاد الوالي لايصدق بعد ان اتاه ضابط من الحلة و اخبره بالحادث و فعل آل حميد فقام الوالي و جمع رجال العشاير المحاذية الي موطن الغرية المجاورة لبغداد و الحله و الموالين للعثمانية و جهز جيشا" كبير و سار و معه الف مقاتل فهاجم ديار الغزية فاشتبك الطرفان في معركة ضارية و اسفرت عن خسارة غزية حتي اخذ شيخ ابي لهب اسيرا" الي الوالي العثماني و بعد مدة قليلة افرج عنه .عندما رجع الشيخ الي ارضه و لم شمله و جمع انصاره شن هجوما" علي مدينة الحله فاحتلها و امتدت ثورته جميع القري و لكن الحظ لم يتزامن معه و في تلك الاثناء هاجمه الجيش العثماني مع كثير من القبايل المنضوية تحت لوائه و هذا الهجوم اصبح ككارثة للغزية حيث قتل معظم رجالها المعروفين بالشجاعة و اسرت بعض النساء و ارجال و نهبت الاموال و عدم الشيخ ابي لهب فورا من دون محاكمة .بعد ان خسرت غزية الحرب امام الجيش العثماني تفرقت القبايل المنضمة اليها و منها آل حميد و تجه القسم الاكبر منهم نحو مدينة الكوت. 2) بعد خسارة غزية الحرب امام الوالي العثماني كما ذكرنا سابقا هاجروا آل حميد نحو مدينة الكوت و كان مركز تواجد قبيلة ربيعة فلما وصلوا استقبلهم امير ربيعه احسن استبال و اسكنهم ارضا" تقع جنون قضاء الحي تسمي السليمانية بالقرب من مرقد العكار .في برهة زمنيه عزم امير ربيعه ان يحارب احدي القبايل التي كان بينه و بينهم نزغ وشيك ،فقبيلة آل حميد اول من استجاب له فحضروا بكامل عدتهم الحربيه ،ففي ذلك الوقت خاطبهم لامير اجلالا" لموقفهم طالما انتم اول من استجاب لي فلكم الاذن ان تشيدوا المضيف السابع لربيعة ،في ذلك الوقت آل حميد مجاورة لعشيرة الشحمان فارتبطوا معهم و صارت الانساب بينهم سارية بصلات طيبة و علاقات وثيقة عززها احد شيوخ آل حميد المعروفين و هم عزيز ابن دليهم ولكن هذا لم يدم طويلا" حيث انه اثناء قيام السيخ عزيز بزيارة العتبات المقدسة في كربلا و النجف الاشرف وقع بين جمع من آل حميد (المرادسه) و الشحمان نزاع و جدال و سقط من جرائها سبعة قتلي من الشحمان و لم يعلم شيخ آل حميد بما حدث فنزل في طريقه ضيفا" علي بيت الشيخ كريم زعيم الشحمان ،فادهش حينئذ راي الوجوه واجمة و النفوس مرتبكة و ارتدي بعض القوم ثياب الحزن ، فتحير من هذا الوضع و ارتاب و اراد ان يستشف الامر فاستأذن لدورة المياه و استفسر من الغلام الذي ناوله الابريق فاخبره الغلام ان آل حميد قد قتلوا سبعة من رجال قبيلة الشحمان و ولوا وجوههم .فاصبح الشيخ عزيز في حيرة من امره علي الرغم من أنه مؤمن علي حياته لما يعلم من العرف السائد العربي لا يفتك و لامس ضيفه بسوء طال ما يكون في داره مهما كانت جنايته و هذه الصفة يمتاز بها العرب من غيرهم و لكنه احتار كيف ينظر في وجه صديقه و قد قضي الشيخ تلك اليلة و كأنه يغلي علي النار عند بزوغ الفجر
منقول من صفحة الباحث طلال العكيلي