جاءتنا رسالة إلى افتح قلبك يقول صاحبها:

أنا رجل أعمل بالخارج منذ فترة طويلة، ومشكلتى باختصار هى أن خال زوجتى كان رجل أعمال يأخذ من الناس أموالهم، بإيصالات أمانة ليقوم بالتجارة بها وتشغيلها بالسوق، ثم يردها لهم مع أرباحها، وظل هكذا لسنوات كثيرة، مما دفع زوجتى إلى أن تبيع مصوغاتها الذهبية كلها، وبدون علمى وأنا فى الخارج، لتعطى ثمنها لخالها ليتاجر لها به، فعلت ذلك بالاتفاق مع والدها ووالدتها، كان ذلك منذ سنة 1999، أى من 14 سنة تقريبا.

أنا لم أعرف شيئا عن هذا الموضوع إلا بعدما جاءت زوجتى لتعيش معى بالخارج، أى بعدها بسنة تقريبا، حدثتنى عن الفكرة وأقنعتنى أن أفعل أنا أيضا مثلها، وبالفعل أعطيت لخالها مبلغا من المال على أن يرده لنا بأرباحه فى أقرب وقت كما يفعل مع الجميع.

إلا أن أحوال خال زوجتى لم تستمر على ما يرام، وتعثر ماديا مما أدى إلى أن الكثيرين ممن كان يتعامل معهم قاضوه وحاكموه ليرد لهم أموالهم، وانتهى الأمر إلى أنه يفعل ذلك الآن على هيئة أقساط شهرية، يرد لكل شخص جزءا من ماله كل شهر... طبعا ماعدا أنا وزوجت، فاكتشفت أننا لسنا مدرجين على جدوله إطلاقا، وبالرغم من أن إيصال الأمانة الخاص بزوجتى كان يستحق السداد عام 2007، وقبل العديد ممن يرد لهم أموالهم الآن، وبالرغم من أنه بربع القيمة الحقيقية للمبلغ الذى أعطته له، إلا أننا لسنا فى الحسبان، على أساس أننا أقارب، وأنه لا بد وسنتحمله.

اضطررت إلى شراء مصوغات بديلة لزوجتى حتى لا تظهر أمام قريباتها بلا مصوغات، وكأنى أنا المسئول عن ما حدث، كما أنى اضطررت إلى إجراء مفاوضات مع كل أقارب زوجتى حتى يتوسطوا لنا لنحصل على حقنا، لكن لا مجيب، لا والدها ولا والدتها، ولا حتى بقية أخوالها، علما بأنى أقوم ببعض عمليات البناء التى تتطلب منى مبلغا وقدره من المال كل أجازة صيف، وبحاجة إلى كل قرش ادخرته الآن، إلا أن هذا لم يحرك ساكنا، لأن الكل يعرف جيدا نقطة ضعفى، وهى أنى أحب زوجتى وأخاف على استقرار أسرتى، وبالتالى لن أفكر فى اتخاذ أى إجراءات قانونية. والآن هل لك أن تخبرينى كيف أتصرف؟.

وإليه أقول:

طبعا موقف يغيظ. . أن يكون لك حق والكل يشهد بهذا، ومع ذلك لا تستطيع استرداده، بل ولا تجرؤ حتى على المطالبة به بشكل حاسم... وكما قلت أنت مشكلتك باختصار وبشكل مباشر، سأرد عليك أنا أيضا بشكل أكثر مباشرة...ليس أمامك سوى أن تنسى أو تتناسى هذا المبلغ، ولو حتى مؤقتا حتى تتغير الظروف، ستقول لى كيف؟ ولماذا؟، وأن هذا حقك ولن تتركه.

سأقول لك فعلا هو حقك، ومن حقك أن تطالب بحقك، لكنك الآن عليك أن تختار (أخف الضررين) فإما أن تتنازل عن هذا المبلغ وكأنك خسرته أو ضاع منك لأى سبب من الأسباب فى مقابل أن تحافظ على حياتك الزوجية، وعلى زوجتك وأولادك ومشاعرهم، وصلة رحمهم وروابطهم الأسرية، وإما أن تضرب بكل هذا عرض الحائط وتقاضى خال زوجتك، بشكل رسمى وقانونى ليدرجك أنت الآخر على جدول سداد ديونه، وليكن ما يكون، لكنك لست بحاجة إلى أن أخبرك أنك ستكون فتحت بهذا بابا من أبواب جهنم على نفسك، فلن تنسى لك زوجتك هذا الموقف أبدا، وإن فعلت هى فلن تسامحك عليه حماتك يوما، وسيصبح فعلك هذا علامة فارقة فى علاقتك بأهل زوجتك إلى الأبد.

أنا لا أحاول إخافتك أو إثناءك عن المطالبة بحقك، ولكنى أحاول أن أزن وأقيم الأمور معك، فأيهما أهم من وجهة نظرك؟...التضحية بمبلغ من المال أم بعلاقتك الزوجية المستقبلية؟، لن أكذب عليك وأدعى أنى كنت سأسامح وأعفو بسهولة وببساطة لو كنت مكانك، ولكنى كنت سأحاول أن أستشعر أن (قضاء أخف من قضاء) كما نقول دائما نحن المصريين، فالابتلاء فى المال مهما كان أهون بكثير من الابتلاء فى الأشخاص والعلاقات، خاصة لو كانوا ليسوا بأى أشخاص...إنهم زوجتك وأهلها.

لك مطلق الحرية فى أن تأخذ برأيى أو لا، لكنى لا أنصحك بأن تتخذ موقفا عنيفا بأى حال من الأحوال، ابق كما أنت الشخص الأصيل الذى فضل مراعاة شعور أهله على الثأر لنفسه، فربما يقدر لك أهل زوجتك موقفك هذا فى يوم من الأيام، وربما حدث ما هو أكثر فيخلف عليك الله برزق أوسع وأكثر مما كنت تود استرداده...هذا رأيى المتواضع والله أعلم.

للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com




أكثر...