بعد مضى أكثر من قرنين على حظر العبودية، لا يزال نحو 29 مليون شخص على مستوى العالم يتعرضون لأشكال جديدة ومتنوعة من العبودية، بحسب مؤشر جديد يقوم بتصنيف 162 دولة، حيث حذر التقرير الصادر عن مؤسسة "ووك فرى فاوندايشين" الاسترالية التى تهتم بحقوق الإنسان بعنوان "مؤشر الرق العالمى"، من انتشار الرق فى العصر الحديث ولكن بصور مختلفة، سواء كانت فى الزواج القسرى للفتيات، العمل القسرى، عبودية الدين أو الاتجار بالبشر وغيرها من الصور.

وأشار التقرير إلى أن العبودية المعاصرة "غير مفهومة جيداً، ولذلك تظل مستترة داخل المنازل والمجتمعات المحلية وأماكن العمل"، حيث أكدت جولنارا شاهينيان، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنى بأشكال الرق المعاصر، وأسبابه ونتائجه أن "الرق المعاصر غالباً ما يحدث فى المناطق التى يصعب الوصول إليها من الدولة أو ما يعتبر "عالماً خاصاً"، كما هو الحال فى حالة العبودية المنزلية.

وأضافت أنه "فى عالم اليوم، يأخذ الرق صوراً مختلفة: كالاتجار بالبشر والعمل القسرى والسخرة والعبودية، حيث يتم التحكم فى هؤلاء الناس وإجبارهم على العمل ضد إرادتهم وكرامتهم ويتعرضون للحرمان من حقوقهم.

وتوجد الأشكال الشائعة من العمل القسرى فى الصناعات التى تفتقر إلى التنظيم أو التى تستخدم اليد العاملة على نحو كثيف مثل الزراعة ومصائد الأسماك والتشييد والتصنيع والأعمال المنزلية وصناعة الجنس، وقد سلط تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2013، الضوء على بعض الشروط القاسية التى يُرغم الناس بموجبها على العمل فى قطاع مصائد الأسماك.

وأشار إلى أنه يمكن تطبيق هذه الفئة على أشكال متعددة من الرق، حيث يجبر الأشخاص على العمل باستخدام أساليب متنوعة، غالباً ما تشمل التهديد بالعنف أو عبودية الدين، كما تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن عدد ضحايا العمل القسرى يصل إلى نحو 21 مليون شخص.

ووفقاً لتقارير منظمة العمل الدولية، فإن استرقاق الأطفال لا يزال يمثل مشكلة كبيرة، إلا أن عدد الأطفال العاملين فى العالم قد انخفض إلى 168 مليون فى عام 2012 مقارنة بـ246 مليون فى عام 2000، وذلك بحسب منظمة العمل الدولية،كما تشير تقديرات المؤشر العالمى للرق بأن موريتانيا لا يزال بها ما بين 140 إلى 160 ألف عبد.



أكثر...